باريس ـ العرب اليوم
بدت الحماسة واضحة على جواو فيكتور (14 عاما) وهو يجلس في فصل دراسي بأول مدرسة ثانوية برتغالية - صينية ثنائية اللغة في البرازيل حيث قال إن الفرصة أخيرا أتيحت له لتعلم اللغة الصينية في المدرسة، وهو أمر يعتقد أنه سوف يمنحه دفعة كبيرة عندما يسعى بحثا عن فرصة عمل في المستقبل.
ويعد فيكتور من بين الطلبة الـ72 الأوائل الذين اختيروا من بين مئات المتقدمين بطلبات للالتحاق بهذه المدرسة الثنائية اللغة التي افتتحت مؤخرا وسميت على اسم عالم الرياضيات الشهير يواقيم جوميس دي سوسا.
وسيقوم على تدريس هؤلاء الطلبة، المقسمين على ثلاثة فصول، 20 مدرسا محليا تم تعيينهم بعد منافسة شديدة: إذ اختير واحد فقط من بين كل عشرة تقدموا لشغل الوظيفة من مدرسي المرحلة الثانوية.
وذكرت هيئة المدرسة أن لديها حاليا أيضا معلمين صينيين اثنين تم إيفادهما من جامعة خبي الصينية للمعلمين.
وقبل مجيئة إلى هذه المدرسة الواقعة في مدينة نيتيروي بولاية ريو المطلة على خليج غوانابارا، لم يكن فيكتور يعرف كثيرا عن اللغة الصينية ولم يتعلم سوى عبارات قليلة من خلال أفلام الكونغفو.
ومن وجهة نظره، تعد كتابة اللغة الصينية مسألة صعبة، ولكن فيكتور يرى أن عليه أن يسعى جاهدا إلى التعلم لأن "إجادة الصينية ستكون بمثابة ميزة عظيمة عندما يبحث عن فرصة عمل مستقبلا ".
وفي كلمته أمام الفصول الثلاثة الأوائل بهذه المدرسة الثانوية ثنائية اللغة، توجه القنصل العام الصيني سونغ يانغ بالتهنئة لهم لكونهم أول الطلبة الذين يدرسون بالمدرسة.
وفي معرض إشارته إلى أن الصين والبرازيل هما أكبر دولتين ناميتين على التوالي في نصف الكرة الأرضية الشرقي والغربي، قال الدبلوماسي الصيني إن اللغة الصينية تعد أداة أساسية لتدعيم التبادلات الثقافية الثنائية وتعزيز الصداقة بين الجانبين.
وقال سونغ، الذي شجع أيضا الطلبة على اغتنام الفرصة والدراسة بجد، إن "تعلم الصينية لا يمثل تحديا ولكنه يهدف إلى فتح فرص مستقبلية". وأعلن أن السفارة الصينية ستقدم للطلبة المتفوقين في المدرسة منحا وفرصا للدراسة في الصين.
وعند افتتاح المدرسة، ذكر أنطونيو نونيس مدير الإدارة التعليمية في ريو إن حكومة ولاية ريو تكرس دائما نفسها لإقامة مدارس ثنائية اللغة لأنه تتيح طرقا جديدا للتعليم في البرازيل.
وأشار نونيس إلى أن "هذه المدرسة الثانوية البرتغالية - الصينية تعد المدرسة الـ27 في مشروعنا للمدارس الثنائية اللغة وأيضا رمزا للتبادلات الثقافية بين البرازيل والصين".
وأضاف المسؤول البرازيلي أن "الصين تعد أحد أقوى الاقتصادات في العالم وقد أصبحت اللغة الصينية في الوقت ذاته أكثر من مجرد رمز ثقافية. فهي تحمل أهمية كبيرة أيضا لتنمية التعاون البرازيلي - الصيني".
وقالت تشياو جيا تشن، عميدة معهد كونفوشيوس بالجامعة الكاثوليكية البابوية والمبادرة بفكرة إنشاء المدرسة الثنائية اللغة هذه، إن اللغة الصينية ليست بالصعوبة التي يظنها الكثير من البرازيليين.
وذكرت أن اللغة الصينية من حيث قواعد اللغة تعد في الواقع أبسط بكثير من اللغة البرتغالية، "وآمل في أن تسهم المدرسة في تنمية التبادلات الثقافية بين البلدين".