واشنطن - عمان اليوم
كشفت الدراسات والأبحاث الحديثة المرحلة المبكرة لتلسكوب جميس منذ دخوله الخدمة وهي رصد مجرة كانت "ميتة" بالفعل، حينما كان عمر الكون لا يتعدى خمسة بالمئة من عمره الحالي. كما قال لوسر عالم الفيزياء الفلكية من معهد كافلي لعلم الكون بجامعة كامبريدج، إن التلسكوب رصد مجرة توقفت عن تكوين النجوم بالفعل منذ نحو 13.1 مليار عام.
وكانت قد رصدت مجرات كثيرة ميتة على مدى الأعوام لكن هذه هي الأقدم بحوالي 500 مليون عام وأن المجرة عاشت حياة سريعة وعنيفة ثم توقفت عن تكوين النجوم بسرعة شديدة، بالإضافة إلى أنه في أول بضع مئات ملايين الأعوام من تاريخه كان الكون عنيفًا ونشيطًا وكان الغاز وفيرًا لتزويد عملية تكوين النجوم بالطاقة في المجرات وذلك يجعل هذا الاكتشاف محيرًا ومثيرًا للاهتمام للغاية وبعد توقف المجرات عن تكوين النجوم تصبح أشبه قليلًا بمقبرة نجمية.
كما قال فرانشيسكو دي يوجينو عالم الفيزياء الفلكية بمعهد كافلي بمجرد انتهاء تكوين النجوم تموت النجوم الحالية ولا تُستبدل. ويحدث هذا بصورة هرمية مرتبة حسب الوزن النجمي لأن النجوم الأكبر كتلة هي الأكثر حرارة والأكثر بريقًا ونتيجة لذلك تكون الأقصر عمرا .
وتابع تعيش نجوم بكتلة الشمس نحو عشرة مليارات سنة إذا توقفت هذه المجرة عن تكوين النجوم في وقت رصدنا إياها فلن تكون ثمة نجوم شبيهة بالشمس متبقية فيها في اللحظة الحالية.
لكن يمكن لنجوم أصغر بكثير من كتلة الشمس أن تعيش لتريليونات السنين لذا يتسنى لها مواصلة البريق لوقت طويل بعد توقف تكوين النجوم.
وحدد الباحثون أن هذه المجرة مرت بفورة من تكوين النجوم استمرت من 30 إلى 90 مليون سنة ثم توقفت فجأة ويحاولون اكتشاف السبب.
ويقولون إن ذلك ربما يكون مرده إلى تأثير ثقب أسود فائق في مركز المجرة أو إلى ظاهرة اسمها التغذية المرتدة وهي دفقات من الطاقة تنبعث من النجوم الحديثة التكوين دفعت الغاز اللازم لتكوين نجوم جديدة إلى خارج المجرة.
وتمكن الباحثون من رصد المجرة الميتة خلال لحظة ما من الزمن وذكروا أن من المحتمل أنها لاحقًا استأنفت تكوين النجوم لتخضع بعض المجرات لعملية التجديد إذا تمكنت من العثور على غاز جديد لتحويله إلى نجوم جديدة ونحن لا نعرف المصير النهائي لهذه المجرة وقد يعتمد هذا على الآلية التي تسببت في توقف تكوين النجوم.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :