دمشق ـ عمان اليوم
كشفت مصادر لبنانية مطّلعة على تفاصيل زيارة رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي إلى دمشق، حيث ترأس وفدًا وزاريًا وأمنيًا رفيع المستوى، أن الاجتماعات مع رئيس الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع أسفرت عن اتفاقات هامة تمهد لتعاون جديد بين البلدين. الزيارة، التي تُعد الأولى من نوعها بعد تغير القيادة في سوريا، ركزت على ملفات شائكة وتاريخية، منها النازحون السوريون في لبنان، الذين يزيد عددهم عن مليون ونصف المليون شخص، إضافة إلى قضايا أمنية واقتصادية.
لجان مشتركة لمعالجة القضايا المشتركة
جرى الاتفاق على تشكيل لجان مشتركة لمتابعة قضايا محورية تشمل إدارة المعابر الحدودية الشرعية وإغلاق غير الشرعية منها لمنع التهريب، حيث كشف الجانب اللبناني عن خططه في هذا الإطار. من جهتها، تعمل الإدارة السورية على إعداد كوادر أمنية جديدة للإشراف على هذه المعابر، مع الاعتماد على عناصر خالية من الارتباطات بالنظام السابق.
بحث الملفات الأمنية والإنسانية
تم تناول خطر الجماعات الإرهابية وأهمية التعاون بين البلدين للتصدي لها. كما تم الاتفاق على نقل السجناء السوريين المدانين بجرائم جنائية من لبنان إلى سوريا لمتابعة محاكماتهم، إذ بلغ عددهم نحو 1750 شخصًا، فيما استُثنيت العناصر المرتبطة بالإرهاب والتي استهدفت الجيش اللبناني والمواطنين.
التعاون الاقتصادي والكهرباء والحدود
ناقش الجانبان مشروع استجرار الكهرباء من الأردن وتأمين الغاز المصري عبر سوريا، إضافة إلى إعادة تشغيل خط النفط العراقي المار بسوريا وصولًا إلى مصفاة الزهراني في لبنان. كما أبدى ميقاتي اهتمامًا كبيرًا بتسريع عملية ترسيم الحدود البرية، بما في ذلك ملف مزارع شبعا المحتلة، وسط تجاوب سوري مبدئي.
العلاقات بين الدولتين بعيدة عن الماضي
أشارت المصادر إلى أن الإدارة السورية الجديدة تفضل تجاوز إطار المجلس الأعلى اللبناني-السوري، الذي أسسه حافظ الأسد، لصالح تعاون مباشر بين مؤسسات الدولتين بشكل أكثر تنظيمًا واستقلالية. وبرزت أيضًا مرونة سورية تجاه تنظيم العلاقات التجارية والاقتصادية بطرق حديثة ومغايرة للأسلوب السابق.
الملف الإنساني والمفقودون
طالب الوفد اللبناني بمتابعة ملف المفقودين اللبنانيين في السجون السورية، ليأتي الرد بأن هؤلاء غير موجودين في السجون التي تم الكشف عنها، مع استعداد الجانب السوري للسماح بإجراء فحوص الحمض النووي على الجثث الموجودة في المقابر الجماعية.
تبادل أسئلة أمنية وسياسية
أثار الجانب السوري تساؤلات حول شخصيات بارزة من النظام السابق لجأت إلى لبنان قبيل سيطرة "هيئة تحرير الشام" على دمشق، ووضّح الجانب اللبناني أن هؤلاء دخلوا بشكل شرعي ولا توجد بحقهم مذكرات دولية. كما طلب الشرع الإفراج عن لبنانيين موقوفين لدعمهم الثورة السورية، فجاء الرد بأن الأمر بيد القضاء اللبناني.
رؤية سورية للتعاون المستقبلي
أكد الشرع خلال الاجتماع، الذي شمل جلسات منفصلة مع ميقاتي والوفد الأمني المرافق، أن الإدارة السورية الجديدة تسعى لعلاقات إيجابية مع لبنان، مشددًا على أن سوريا لن تكون مجددًا ممرًا للسلاح الإيراني إلى حزب الله، في إشارة إلى رغبة دمشق في الابتعاد عن السياسات السابقة.
في ختام الزيارة، عبّر المسؤولون اللبنانيون عن انطباعات إيجابية تجاه الاستعداد السوري للتعاون، معتبرين اللقاء خطوة هامة نحو مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين، تعتمد على المصلحة المشتركة بعيدًا عن التعقيدات التي طبعت الماضي.
وقد يهمك ايضًا:
السلطات الإسرائيلية تخطط لمضاعفة عدد مستوطنيها في هضبة الجولان
الأسد لجنوده في دير الزور "دماؤكم أثمرت نصرًا مدويًا على الفكر التكفيري"