من سينتصر ويحمل الكأس الأغلى في العالم الماكينات الألمانية أم لاعبو التانجو الأرجنتيني

أصبحت هناك مباراة واحدة تفصل المشاهدين عن معرفة بطل الماراثون الكروي الذي أقيم في البرازيل، مباريات كثيرة صبت كلها في حسابات أهمية مباراة واحدة، فبعد اليوم سيذكر الناس البطل وينسون الكثير من التفاصيل.
 ستواجه ألمانيا الأرجنتين، خط وسط المانشافت الذي يعد سر قوته الأساسية وسر قول يوهان كرويف عنهم "أفضل كرة قدم في البطولة"، يواجه خط دفاع نسي معنى تلقي الأهداف بعد الدور الأول، والإجماع من كافة المراقبين على أن أيهما سيتفوق، سيعطي قائده فرصة حمل اللقب.
 ويتميز خط وسط ألمانيا بحركية وتغيير مراكز غير موجودة في أي فريق آخر يلعب في كاس العالم، فمجرد مشاهدة تحركات مسعود أوزيل المفترض به لعب دور الجناح الأيسر تدرك بأن هناك لا مركزية واضحة في خط الوسط، إضافة إلى أن مساندات خضيرة وكروس وشفايني المفاجئة للمهاجمين ودخولهم منطقة الجزاء تجعل من أمر رقابتهم شيئًا صعبًا للغاية.
 ويدرك الألمان أن قلة المساحات التي فرضتها عليهم الجزائر جعلت خط وسطهم يعاني حتى الوقت الإضافي، وهم يدركون بأن الأرجنتين قادرة على تكرار الأمر، لأن دفاعها المنظم الناتج عن واجبات موزعة بين خطي الدفاع والوسط أثبت قدرته على الصمود والتركيز طوال المباراة.
 ويعتبر خافيير ماسكيرانو لاعب خط وسط برتبة قلب دفاع أهم عناصر قوة دفاع التانجو، فهو يقوم بالمهام التي اعتاد عليها في ليفربول كخط وسط إضافة إلى ما تعلمه في برشلونة كقلب دفاع، فيمتاز بتغطية ممتازة وقدرة على قطع الكرات إضافة إلى إغلاق المساحات وسد أي فراغات تظهر في الدفاع، ومن الواضح فيما سبق من مباريات أنه مركز توازن الخط الخلفي في الأرجنتين، الذي إن تم ضربه .. تم ضرب مرمى روميرو.
 ويبدو أهم الأمور التي ستتضح الليلة حقيقة قوة أي من المنظومتين، فالدفاع الأرجنتيني لم يواجه هجومًا متحركًا زئبقيًا قادرًا على الضرب بأكثر من لاعب، على العكس مما كان حال مواجهة هولندا عالية الاعتمادية على روبن ومحفوظة الأسلوب، وكذلك حال بلجيكا التي لم يحاول لاعبوها التحرك كثيرًا من دون كرة، مما يجعل دفاع سابيلا مقبلًا على مواجهة من نوع جديد، وهي اختبار مهم لصلابة ما بناه.
 وفي المقابل، فمردود خط وسط ألمانيا الهجومي ليس كل شيء، فهو مطالب اليوم بتقديم أداء دفاعي ممتاز، لأن الرهان كله في معسكر يواكيم لوف على أن ينجح باستيان شفاينستايجر  في احتواء ليونيل ميسي كما فعل من قبل في مواجهتهما في دوري أبطال أوروبا 2013 وكذلك في مونديال 2010، لأن احتواء ميسي يعد الخطوة الأولى للألمان نحو الفوز.
 ولا تتوقف المنظومة الدفاعية الأرجنتينية بدورها على أن تقطع الكرات وتمنع هز المرمى، فهم مطالبون بالتسجيل في شباك ألمانيا للفوز باللقب، بالتالي فإن الفكرة الدفاعية الأرجنتينية عليها اليوم بأن تكون منصة انطلاق الهجمات المرتدة لضرب دفاع ألمانيا البطيء، والذي عانى مع كل من حاول ضربه بالسرعة.
 إذن ستكون المعركة بين خط الوسط الألماني والدفاع الأرجنتيني، فهي معركة تساوي لقب كأس العالم 2014.