أبوظبي ـ عمان اليوم
في أرجاء دولة الإمارات العربية المتحدة، تنتشر مساجد كثيرة، تحمل في طياتها تاريخاً عريقاً، وجمالاً يأسر الأبصار، فهي ليست مجرد أماكن للصلاة والعبادة، بل لوحات فنية تعكس عظمة الإسلام وجمال العمارة الإسلامية بكل تفاصيلها. وتتنوع مساجد الإمارات في تصاميمها وأنماطها الهندسية، فتجمع بين مختلف الطرز المعمارية الإسلامية، ومنها: العثماني، والأندلسي، والفاطمي، والمغربي، ما يُضفي عليها جمالاً خاصاً، ويُثري تجربة الزائر.
هنا، نأخذكم في جولة عبر بعض مساجد الإمارات، لنستكشف ميزاتها الهندسية الفريدة، وتاريخها العريق.
مسجد العزيز.. عالم من الجمال والروعة
يُشرق مسجد العزيز في جزيرة الريم بأبوظبي كتحفة معمارية، تُجسد روعة الإسلام، وجمال الفن الحديث، إذ يختلف هذا المسجد عن بقية المساجد التقليدية، بتصميمه المعماري الفريد الذي يمزج بين فنون العمارة الإسلامية والمدرسة التكعيبية، ما يُضفي عليه طابعاً فريداً يُبهر الناظرين. وتُزين الواجهة الخارجية للمسجد بلوحات فنية من أسماء الله الحسنى المنحوتة على الجدران، ما يُضفي عليها طابعاً إسلامياً رصيناً، فيما تتجلى روعتها ليلاً، عندما تضاء بالألياف الضوئية ومصابيح (LED)، ما يُحدث مشهداً ضوئياً مبهراً، يُضفي على المكان سحراً خاصاً، مع لمسة عصرية.
أما المئذنة والقبة، فتعدان من أبرز ميزات مسجد العزيز، وتتميزان بتكوينهما المضلع، بدلاً من الشكل التقليدي المستدير. كما تلعب الظلال دوراً مهماً في إظهار تباين الأشكال الهندسية من مختلف الاتجاهات، ما يُضفي على المكان جمالاً فريداً. ويواصل مسجد العزيز إبهار المصلين بتصميمه العصري، إذ يعد تجويف القبة تحفة معمارية وجمالية فائقة الروعة، حيث يتألف من مثلثات ضخمة متداخلة، تتخللها فراغات مكسوة بالزجاج، تسمح لضوء الشمس بالدخول، فيما تتدلى من منتصفه ثريا رائعة بشكل مضلع، فتُظهر عمق التجويف من جميع الزوايا.
مسجد الفاروق عمر بن الخطاب.. بوابة للتاريخ والفخر
منذ أن تطأ قدماك ساحة مسجد الفاروق عمر بن الخطاب في دبي، تُحاصرك مشاعر الرهبة والجمال، فتصميمه الخارجي، المُستوحى من الطراز العثماني، يُحاكي روعة الجامع الأزرق في إسطنبول، ومآذنه الأربع الشامخة تُلامس السماء، وقبّبه المُتلألئة المزينة بألوان وزخارف جصية، تُضفي على المكان سحراً خاصاً. عندما تدخل هذا المسجد، تشعر كأنك قد سافرت عبر الزمن إلى الحضارة الإسلامية العريقة، حيث تزين جدرانه الزخرفة المغربية المُتقنة، كما نقشت آيات الذكر الحكيم عليها من قبل 60 حرفياً ونحاتاً من المغرب. وأكثر ما يسحرك أن المكان تنيره 124 نافذة من الزجاج المعشق بألوان متعددة، بينما تُلامس أسماعك آيات القرآن الكريم المُرتّلة بصوت عذب. وفي رحلة عبر أروقة المسجد، ستكتشف العديد من التفاصيل المُبهرة، من المحراب المُزخرف بدقة، إلى المنبر المُصنوع من خشب الأرز، إلى القبّة المنقوشة بزخارف إسلامية رائعة.
مسجد الشارقة الكبير.. تراث وعصرية
يتحدّى مسجد الشارقة الكبير التقاليد بتصميمه الحديث، الذي يجمع بين التقاليد الإسلامية، والتطورات العمرانية الحديثة، فأصبح نموذجاً بارزاً للفن الإسلامي العصري في الإمارات. ويُعد مسجد الشارقة الكبير أحد أكبر المساجد في دولة الإمارات، حيث تبلغ مساحته الإجمالية مليونَيْ قدم مربعة، ويتسع لنحو 25.5 ألف مصلٍّ في الداخل والخارج. ويضم المسجد 81 قبة، ومنارتين بارتفاع 75 متراً، وقبة رئيسية بارتفاع 45 متراً، وقطرها 27 متراً. ويزيّن المسجد بالعديد من فنون النحت والأعمال الخشبية والزخرفة بالخط العربي، ما يُضفي عليه جمالاً فريداً. كذلك، يحتوي على مكتبة ضخمة، ومنطقتين للوضوء، و6 مواقع لماء السبيل، و6 بوابات ومداخل، و8 مصاعد كهربائية. ويُعد مسجد الشارقة الكبير وجهة سياحية مهمة، حيث تم تجهيزه ليستقبل الزوار من غير المسلمين، فيضم مساحات ومسارات خاصة بهم، ومتحفاً، ومحلاً للهدايا، وكافتيريا، وساحات مفتوحة، وحديقة إسلامية.
قد يهمك ايضًا:
" العناية بالمساجد التاريخية" ورشة عمل في ملتقى التراث العمراني
أداء صلاة الكسوف داخل الحرمين الشريفين