اللواء عدنان الضميري

نفت الأجهزة الأمنية الفلسطينية، السبت، رسميًا، إقدامها على اعتقال خلية لحركة "حماس"، كانت تريد استهداف العمق الإسرائيلي بطائرة متفجرة دون طيار، انطلاقًا من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية. واعتبر المفوض السياسي العام، والناطق الرسمي باسم المؤسسة الأمنية الفلسطينية اللواء عدنان الضميري أن "ما نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية، بشأن اعتقال الأمن الفلسطيني خلية تابعة لحركة حماس في الخليل، تعد لإرسال طائرة صغيرة نحو إسرائيل، تصريحات غير صحيحة، وتسعى للوقيعة ما بين الشعب الفلسطيني وسلطته، لاسيما أنها صادرة عن تلك الوسائل التي لها ارتباطات مع أجهزة الآمن الإسرائيلية".
وبشأن ما كشفته صحيفة "يديعوت أحرنوت" عن "إحباط سلطات الاحتلال في ميناء اسدود شحنة مكونة من ١٤ ألف وسيلة، وصفتها بالقتالية، وتستخدم في تفريق المظاهرات، كانت في طريقها إلى الضفة الغربية، أكد الضميري أن "سلطات الاحتلال تحاول أن تصنع من هذا الحدث قصة"، مشيرًا إلى أن "ما أعلنت عنه سلطات الاحتلال هي شحنة تحمل ألعاب نارية ومفرقعات، وتعود ملكيتها إلى تاجر فلسطيني من الخليل"، موضحاً أن "إسرائيل تحاول اختلاق قصة من هذا الأمر"، لافتًا إلى أن "تلك الألعاب النارية والمفرقعات يتم بيعها للأطفال في المحال التجارية الإسرائيلية، وهذه قصة عبارة عن نكتة سخيف، وهي كما قلت عبارة عن ألعاب ليس إلا".
وكانت مواقع إعلامية إسرائيلية قد أعلنت، الجمعة، عن تمكن قوات الأمن الفلسطينية من اعتقال خلية عسكرية تابعة لحركة "حماس" في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، كانت تخطط لإرسال طائرة (دون طيار)، تحمل متفجرات، بغية استخدامها في شن هجوم داخل إسرائيل".
وذكر موقع "واللا" الإسرائيلي أن "التخطيط للعملية يقف خلفه نشطاء من حركة حماس، يتلقون تعليمهم في جامعة الخليل، حيث قاموا بتنفيذ العديد من الطلعات التجريبية لهذه الطائرة، تمهيدًا لتفخيخها وإرسالها إلى إحدى المدن الإسرائيلية، للانفجار هناك".
و أكد التقرير الإسرائيلي الذي أورد النبأ أن "قوات الأمن الفلسطينية اكتشفت هذه الخلية أخيرًا، وأنها قامت باعتقال أفرادها، وهم طلبة من جامعة الخليل، وأن التحقيق معهم أظهر قيامهم بتنفيذ طلعات تجريبية عدة"، ولم يشر إلى المصدر الذي جُلبت منه الطائرة، أو إن كانت من صنع محلي، ابتكره طلبة الجامعة.
وسبق وأن زعمت إسرائيل امتلاك حركة "حماس" في غزة لطائرات استطلاع عسكرية متطورة، وأن قواته الجوية نجحت في ضرب إحدى هذه الطائرات، قبل إقلاعها من القطاع في اتجاه أراضيها.
ولم تنكر مصادر أمنية إسرائيلية النبأ، فيما أشادت بـ"الإنجازات التي حققتها القوات الفلسطينية أخيرًا في مكافحة المنظمات الإرهابية في الضفة الغربية، لا سيما حماس والجهاد الإسلامي".
وردَّ الناطق باسم حركة "حماس" سامي أبو زهري على المعلومات بشأن كشف الاحتلال عن اعتقال أجهزة السلطة خلية من "حماس" كانت تخطط لإطلاق الطائرة المفخخة، بأن "ذلك يعتبر دليلاً إضافياً على حجم وخطورة التعاون الأمني بين أجهزة أمن السلطة والاحتلال، ودوره في محاولة إحباط جهود المقاومة، وحماية أمن الاحتلال"، مؤكدًا أن "هذه الممارسات لن تفلح في منع المقاومة من القيام بدورها في حماية شعبنا ومقدساته".
وشهدت العديد من مناطق الضفة الغربية، أخيرًا، هجمات ضد الجيش الإسرائيلي، تمثلت في عمليات قنص للجنود، وتنفيذ عمليات قتل وطعن أخرى، آخرها محاولة أحد الشبان الهجوم في بلدوزر على ثكنة إسرائيلية.
وجاء الكشف عن هذا المخطط الهجومي، عقب إعلان مصادر أمنية في تل أبيب عن إحباط سلطات ميناء أسدود الإسرائيلي مرور شحنة تحمل 14 ألف وسيلة "قتالية"، مخبأة في حاويات، جُلبت من الصين، لصالح أحد التجار في مدينة الخليل.
ويستخدم الفلسطينيون موانئ إسرائيل في إدخال البضائع وفق اتفاق باريس الاقتصادي، حيث لا توجد معابر تجارية بحتة للفلسطينيين ولا ميناء خاص.
ووفق المعلومات، التي كشفت عن هذه الشحنة، التي ضبطها موظفو الجمارك، فقد أشاروا إلى أنها "كانت مسجلة على أنها بضائع عبارة عن مجوهرات وإكسسوارات".
وبيّنت التحقيقات، التي أجرتها إسرائيل، أن "الشحنة قام باستيرادها فلسطيني يبلغ من العمر (27 عامًا)، من مدينة الخليل، وكان ينوي بيعها للأجهزة الأمنية، التابعة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، لأنها عبارة عن أسلحة، تستخدم في تفريق المظاهرات، ولا تستخدمها المقاومة الفلسطينية"، موضحة أن "الشحنة تضمنت بطاريات كهربائية، وصواعق كهربائية، إضافة إلى بخاخات غاز الفلفل، وإضاءة ليزر موجهة".
وفي هذا الصدد، ذكرت تقارير إسرائيلية أن "القانون والاتفاقات الموقعة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، يلزمان الأخيرة بشراء وسائلها القتالية المتنوعة ووسائل تفريق المظاهرات فقط من إسرائيل".