نزوح اهالي قارة السورية الى عرسال اللبنانية

أكدت  معلومات أمنية وردت ل "العرب اليوم" من الحدود اللبنانية الشمالية مع سوريا ، أن الاشتباكات العنيفة التي تدور في محيط بلدة قارة السورية في منطقة القلمون ، تنذر بمخاطر عديدة تدفع الأهالي للقيام  بحركة نزوح كثيفة الى بلدة عرسال اللبنانية السنية في البقاع الشمالي هرباً الى مناطق أكثر أمناً ، وهذا ما استدعا اجتماعاً عاجلا عقده  الرئيس اللبناني ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا جرى خلاله وضع خطة عاجلة لمواجهة قضية النانزحين. وأفادت مصادر أمنية ل"العرب اليوم" أن مدخل بلدة عرسال اللبنانية الواقعة  على الحدود السورية، يغصُّ بسيارات النازحين السوريين من بلدة قارة في منطقة القلمون التي تشهد اشتباكات عنيفة بين كتائب المسلحين المعارضين والجيش النظامي الذي يحاول التقدم الى داخل البلدة من ناحية الاوتوستراد الدولي ، وقد تكون بداية معركة القلمون الجاري الحديث عنها منذ أيام.
وتحدث بعض الهاربين من بلدة قارة الى عرسال عن مفاوضات دارت بين قسم من اهالي البلدة وبين الجيش النظامي قضت بأن يدخل البلدة ويقوم بمداهمة بعض البيوت بشكل صوري، في محاولة لتفادي حصول معركة يتكرر فيها سيناريو القصير المأسوي الذي ادى الى تدميرها وتهجير اهلها، الا ان المفاوضات تعثرت بسبب رفض عدد من الكتائب المسلحة لفكرة التفاوض مع النظام. واستقدم المسلحون المعارضون تعزيزات الى البلدة حيث تدور منذ الصباح اشتباكات عنيفة لاسيما في الجهة الشمالية الشرقية، التي اكد عدد من الوافدين الى عرسال سيطرة الجيش النظامي على حي فيها.
ويتخوف سكان بلدة عرسال اللبنانية من اثار فتح معركة حسم عسكري في القلمون، ومن تدفق اعداد اضافية كبيرة من اللاجئين السوريين، علما ان معركة القلمون مفتوحة منذ سنتين بشكل او بآخر، وليس ادل على ذلك من اعداد اللاجئين والجرحى السوريين الذين يعبرون الحدود يومياً الى عرسال.
ويعبر ابو امجد، وهو احد المقيمين في البلدة، عن التخوف من ان تكون غارة اليوم تمهيدا للمعركة الكبيرة "التي نسمع عنها"، ويحكي عن تخوف كبير لدى السكان من معاقبة البلدة على دورها في مساعدة اللاجئين والمعارضين. ويشير الى أنه " لم نعد نستطيع مساعدة احد فنحن من يحتاج مساعدة"، مضيفاً ان "هموم الناس تقتصر على تأمين العيش ليس اكثر، ولا ينقصنا ان نصبح هدفا يوميا للغارات السورية، فتخيّلوا ان تصبح بلدة سكنية كعرسال عرضة للغارات والقصف..نريد من الدولة ان تحمينا وتدافع عنا ".
وأعلن رئيس بلدية عرسال علي الحجير عن عدم القدرة على استيعاب المزيد من اللاجئين والاعباء، قائلاً "هناك عشرات العائلات السورية اللاجئة تدخل الى عرسال يومياً، نقوم بتسجيل أسمائهم في البلدية، ونبحث عن من يستضيفهم، وفي اغلب الاحيان لا نجد، وهؤلاء يبقون في انتظار تأمين اماكن ايواء لهم في مناطق بقاعية وشمالية
وسط هذه التطورات ترأس الرئيس سليمان اجتماعاً طارئاً في قصر بعبدا حضره رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والوزراء المعنيون ومسؤولون ومستشارون.
وناقش المجتمعون الملف المرتبط بموضوع اللاجئين، كما ركزواعلى إنشاء الصندوق الائتماني لدعم الاقتصاد اللبناني. وتم إقرار التوجهات العامة وآلية العمل واستمرار متابعة الضغط في اتجاه تأمين مستلزمات اللاجئين عبر الدول المانحة وعبر المؤتمرات التي تعقدها دول تحت سقف المجموعة الدولية لدعم لبنان".