بيروت – جورج شاهين كشفت مراجع أمنية لبنانية وأخرى في القصر الجمهوري لـ "العرب اليوم" ان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ألغى إجازته العائلية التي كان يجب أن يبدأها، الأحد، ولمدة أسبوع كامل بفعل التورات الأمنية التي تعصف بالبلاد، في أعقاب انفجار سيارة مفخخة في الضاحية الجنوبية من بيروت، واكتشاف أخرى في منطقة الناعمة جنوب بيروت، فيما قالت مصادر مطلعة لـ "العرب اليوم": "إن اللواء ابراهيم أبلغ رئيس الحكومة بالتفاصيل التي كان الأمن العام يواكبها، وتحديدًا بشأن سيارة الناعمة، ذلك أنه كان يرصد المجموعة التي تولت تجهيزها للاستعانة بها عند الوصول إلى مرحلة التنفيذ، ومن بين الرؤوس المدبرة لها الشيخ السلفي الفلسطيني أحمد هاشم السعيد،  الذي أوقفه الأمن العام، فجر الأحد، في حارة الناعمة، وهو من أقرب مساعدي أحمد الأسير في الفترة التي سبقت تفكيك مربعه في عبرا، وعدد آخر من مساعديه وهم فلسطينيون ولبنانيون وسوريون، والذين يقطنون منطقة حارة الناعمة ومحيط مخيمها.
وقالت المراجع "إنه وبكثير من القلق ووسط الدعوات إلى المزيد من الخطوات الاحترازية انشغلت القيادت الأمنية والسياسية بقراءة الرسائل الأمنية الكامنة وراء هاجس السيارات والعبوات المفخخة، وتلاحقت الاتصالات والمشاورات على كل المستويات".
وأضافت هذه المراجع "إن القراءات الأمنية دعت إلى المزيد من الحيطة والحذر، وخصوصًا أن المعلومات المتوافرة لدى المراجع الأمنية، والتي تبلغت بأدق التفاصيل عن السيارات المفخخة التي فُجّرت أو تلك التي تلاحقها الأجهزة الأمنية المختصة قبل استخدامها في الأحياء السكنية، أو في استهداف شخصيات سياسية وحزبية وأمنية، ترجمها انفجار الرويس وبعده اكتشاف سيارة الناعمة، الأمر الذي دعا إلى أعلى درجات الاستنفار واليقظة الأمنية".
وعليه، فقد أُعلنت حال الاستنفار في كل الأجهزة الأمنية، ووُجهت الدعوات إلى المواطنين لمزيد من اليقظة في أحيائهم، وحيث ما تم الاشتباه في سيارة أو أي جسم غريب، الأمر الذي ترجمته حالات الإبلاغ عن سيارات مشبوهة متى تيقّن أهل الحي بأنها ليست لهم، فتسارعت عمليات البحث والتدقيق في العديد من المناطق فلم يتم اكتشاف أي متفجرة بعد "سيارة الناعمة".
وفي هذه الأجواء كشفت المراجع المعنية لـ "العرب اليوم" أنه وأمام موجات القلق هذه ألغى رئيس الجمهورية زيارته العائلية التي كانت مقررة للنقاهة، الأحد، ولازم مكتبه في قصر بعبدا لمتابعة التطورات بعدما تبلّغ من مدير المخابرات، السبت، ومن المديرية العامة للأمن العام ما يمكن تسميته بـ"المعلومات المقلقة" عن الوضع الأمني، فعدّل برامجه كافة وبقي في لبنان .
واستقبل رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي، مساء الأحد، المدير العام للامن العام اللواء عباس إبراهيم في دارته، واطلع منه على المعلومات التي توافرت لدى الأمن العام عن السيارة المفخخة التي تم كشفها، ليل الأحد، في منطقة الناعمة، وما يتفرع عن هذا الملف من معطيات أمنية، كما اطلع منه "على المعلومات المتوافرة في شأن انفجار السيارة الملغومة في منطقة الرويس".
ونوَّهَ الرئيس ميقاتي خلال اللقاء بالجهد الكبير الذي يقوم به اللواء إبراهيم وجهاز المديرية العامة للأمن العام في حفظ الأمن، وكشف المخططات التي يراد منها ضرب الوضع الأمني في لبنان.
وأكد أن الأمن العام، بعمله الدؤوب والمهني، وبتعاونه مع سائر الأجهزة الأمنية، ساهم في تجنيب لبنان العديد من المخططات الإجرامية، وفي تأمين الحماية للبنانيين.
وقالت مصادر مطلعة لـ "العرب اليوم": "إن اللواء ابراهيم أبلغ رئيس الحكومة بالتفاصيل التي كان الأمن العام يواكبها، وتحديدًا بشأن سيارة الناعمة، ذلك أنه كان يرصد المجموعة التي تولت تجهيزها للاستعانة بها عند الوصول إلى مرحلة التنفيذ، ومن بين الرؤوس المدبرة لها الشيخ السلفي الفلسطيني أحمد هاشم السعيد،  الذي أوقفه الأمن العام، فجر الأحد، في حارة الناعمة، وهو من أقرب مساعدي أحمد الأسير في الفترة التي سبقت تفكيك مربعه في عبرا، وعدد آخر من مساعديه وهم فلسطينيون ولبنانيون وسوريون، والذين يقطنون منطقة حارة الناعمة ومحيط مخيمها، ونتيجة للتحقيقات مع الموقوفين بقي أن يوقف المدعو محمد الأحمد، وهو الرجل المكلف بالتنظيم على الأرض، وتوفير الأمور اللوجستية للمجموعة".
وقالت المعلومات القليلة التي تسربت "إن هذه المجموعة وغيرها كانت تحت الرقابة اللصيقة تمهيدًا لاستكشاف خططها ومهامها، إلى أن تم اكتشاف سيارة الـ"أودي" التي كانوا يدبرونها".
وفي انتظار أن تؤدي عمليات التحقيق الجارية بإشراف معاون مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي داني الزعني إلى اكتشاف سيارتين أخريين كان من مهام المجموعة تدبيرها دهمت قوة من الجيش اللبناني منزل زوجة الأحمد في حارة الناعمة، كما طوقت منطقتي غاراج الزعتري وحي المراح في حارة الناعمة، حيث يقع مجمع "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" بعد التاسعة والربع ليلاً، حيث يُعتقد أنه تم إخفاء سيارة ثانية هناك، وهي ما زالت مجهولة المواصفات بدقة، وتبقى الحاجة ماسة لتوقيف الأحمد لكشف باقي التفاصيل التي لم يبح بها لأحد حتى توقيف المجموعة.