الآبار والقصف العشوائي يُهدّدان الثّروة المائيّة في إدلب
آخر تحديث GMT19:55:42
 عمان اليوم -

الآبار والقصف العشوائي يُهدّدان الثّروة المائيّة في إدلب

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - الآبار والقصف العشوائي يُهدّدان الثّروة المائيّة في إدلب

دمشق - جورج الشامي

قالت الهيئة العامّة للثّورة السّوريّة إنّ مدينة معرّة النّعمان في ريف إدلب الجنوبي تعيش في الآونة الأخيرة شُحّاً في مياه الشرب؛ بعد أنّ عاقبت القوات الحكومية المناطق التي خرجت عن سيطرته بقطع المياه عنها، وإلحاق الضّرر بخزّانات المياه التي تغذّيها؛ الأمر الذي دفع النّاس في المدينة للبحث عن بديل ومصادر أخرى لمياه الشرب، فكان أن استعانوا بتقنيّات بدائيّة وغير منظّمة تمثّلت في حفر الآبار الارتوازيّة التي باتت تتّسم بكثرتها وعشوائيّتها؛ وما لذلك من أضرار متوقّعة ومحتملة كنضوب المياه الجوفيّة وتضرّر الغطاء النّباتي وانحساره وتضرّر الثّروة الزّراعية. يضاف إلى ذلك تضرر شبكة الصرف الصحي في المدينة بسبب القصف من الطيران؛ فأصبحت المياه وفي معظم الأحياء غير صالحة للشرب، حيث تم تسجيل العديد من حالات التسمم التي غصّت بها المشافي الميدانية، وكانت نسبة الإصابة الأكبر من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين شهر وعشرة أعوام، في ظل العجز عن تأمين الأدوية لتلك الحالات بحسب أحد الأطباء الذي أضاف "نستقبل كل يوم أكثر من مائة حالة تسمّم معويّة، وأغلبها بسبب مياه الشّرب الملوّثة، والتي تسبّب حالات إسهال ومغص وقيء الأمر الذي أثقل كاهل المشافي في تأمين الأدوية اللازمة لعلاجها؛ ما جعل انتشار هذه الأمراض سريعاً بين المواطنين". وبالعودة إلى حفر الآبار ولدى استطلاع لآراء بعض الأهالي في مدينة معرة النّعمان عن هذه الظاهرة، قال أبو محمد الذي حفر بئراً أخيراً "بعد أن قام النظام بقطع الماء عن المدينة، عمدنا إلى حفر بئر في الحي مع بعض الجوار؛ من أجل أن نشرب نحن وأولادنا. أما أبو علاء (بائع ماء) فيقول "إنّ هذه المهنة باتت سبب رزقه الوحيد، حيث يعمل على توصيل صهريج المياه إلى المنازل والذي يبلغ 24 برميلاً بسعر 700ليرة سورية. وعن مدى الخطورة التي تُشكّلها هذه العشوائية في حفر الآبار في المنطقة ككل يقول مهندس المياه (أ- غ) "إنّ كثرة هذه الآبار وانتشارها الواسع ظاهرة سلبية جداً, لعواقبها السيئة على مخزون المياه الجوفية في المنطقة خاصة، وعلى الثروة البيئية عامة. وأضاف المهندس قائلاً "أتفهّم رغبة الأهالي في امتلاك مصادر المياه الخاصّة، إلّا أنّني أرى أنّه لا بد من وضع آليات تمنع الحفر العشوائي للآبار، وذلك "بمنح تراخيص للحفر، ومتابعة أي شخص يقوم بالحفر دون رخصة". رئيس المجلس المحلي في معرة النعمان الدكتور عثمان البديوي، علّق على موضوع الحفر العشوائي بالقول "حفر الآبار الارتوازية بات أمراً واقعاً لا نستطيع إلا التعامل معه بالتجاهل وغضّ الطّرف عنه؛ بسبب الحاجة الماسّة للناس لمياه الشرب وانعدام البديل تماماً. وإصدار التراخيص وضرورة التزام الناس بذلك أمر لا يمكن تطبيقه في الوقت الراهن. يذكر أن مدينة معرة النعمان يوجد فيها أكثر من 10 آبار بحرية (ارتوازية) ولكن بسبب احتلال القوات الحكومية للأماكن التي توجد فيها هذه الآبار وسيطرته على محطّات الضّخ فيها (آبار بسيدا الارتوازية التي تقع بالقرب من معسكر الحامدية), حال دون وصول المياه إلى مدينة معرّة النّعمان وريفها بالكامل؛ ما أدى إلى تفشّي مثل هذه الظّاهرة.

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الآبار والقصف العشوائي يُهدّدان الثّروة المائيّة في إدلب الآبار والقصف العشوائي يُهدّدان الثّروة المائيّة في إدلب



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ عمان اليوم

GMT 09:01 2025 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

سلطنة عُمان ترحّب بالتوصّل إلى اتفاق الهدنة في غزة
 عمان اليوم - سلطنة عُمان ترحّب بالتوصّل إلى اتفاق الهدنة في غزة

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

إطلالات كيت ميدلتون أناقة وجاذبية لا تضاهى
 عمان اليوم - إطلالات كيت ميدلتون أناقة وجاذبية لا تضاهى

GMT 09:55 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

أفضل الوجهات السياحية لعام 2025 اكتشف مغامرات جديدة حول العالم
 عمان اليوم - أفضل الوجهات السياحية لعام 2025 اكتشف مغامرات جديدة حول العالم

GMT 21:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
 عمان اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab