تجربة تجديد البيئة في غابة المطر الأطلسية في البرازيل
آخر تحديث GMT09:45:26
 عمان اليوم -

تجربة تجديد البيئة في غابة المطر الأطلسية في البرازيل

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - تجربة تجديد البيئة في غابة المطر الأطلسية في البرازيل

ريو دي جانيرو ـ وكالات

ثمة مشروع واعد يُنفّذ في البرازيل، ربما يصلح للتأمل من قبل الـ190 دولة التي اجتمعت في مؤتمر المناخ «كوب 18» في الدوحة. إذ انخرطت مدينة ساو باولو البرازيلية في هذه المحاولة التي ركّزت على إعادة تأسيس الغابة وما تحتويه من نُظُم إيكولوجية، بمعنى أنها تجربة في إعادة تجديد البيئة ومصادرها. يتجول بنديتو دي كرفالو فيلو في حديقته، عابراً زريبة مخصصة للأبقار. ويتّجه صوب تلة. يتسلّق الصخور ويتابع عملية البحث، مبعداً قطع الأسلاك الشائكة والنباتات المبعثرة هنا وهناك. وتصحبه حفيدته ذات الـ12 ربيعاً. وأخيراً، يتوقف هذا المزارع وينظر إلى ينبوعٍ على قاب قوسيْن أو أدنى من الجفاف.تغيّرت معالم أرضه، على غرار ما حدث للمراعي التي كانت تملأ قلب «غابة المطر» الأطلسية في البرازيل. ولم تساهم إزالة الأشجار المكثفة في تغيير واجهة الأراضي فحسب، بل تسبّبت أيضاً في تغيير الدورة المائيّة، وقلبتها رأساً على عقب. ابحث عن المياه في أزمان ماضية، كانت الغابة تمتدّ على مساحة مليون كيلومتر مربع من شواطئ الأطلسي إلى الداخل البرازيلي. وحاضراً، لم يبقَ سوى 7 في المئة من هذه المساحة.وبات مزارع مثـل دي كرفالو وغيره، في مواجهة وقائع تحوّلت مشكلة متنامية: اختفاء المياه الجوفية الغزيرة والعذبة التي اسـتخدمت عـلى مـدى عقودٍ من الزمن. ويحتاج دي كرفالو إلى استرجاع الغابة الممطرة، كي يتمكن من ريّ مزروعاته وتزويد عائلته بالمياه.ووسط ضجةٍ إعلامية كبيرة، غرس مزارعون وخبراء في علم الأحياء، شجيرات أولى في إطار مـشروعٍ واعـدٍ يهدف إلى إعادة تحريج مليون هكتار من الأراضي ضمن «غابة المطر» القريبة من ساو باولو، أكثر المناطق كثافةً سكانية في البرازيل.ويهدف المشروع إلى إعادة خلق النظام البيئي الفريد من نوعه، كما يسعى للمطالبة بما يُسمى بـ «الخدمات» التي كانت تؤمنها «غابة المطر»، بدءاً بالحفاظ على الينابيع الطبيعية وخصوبة الأراضي ووصولاً إلى القضاء على الكربون وامتصاصه من الهواء.إنها خطوة مكلفة تماماً، إذ يتطلب «مشروع إعادة تأهيل الغابة الساحلية» المُموَّل من قبل الدولة و «مرفق البيئة العالمي» Global Environment Facility قرابة بليوني شتلة من مئات أنواع الأشجار. ومن المتوقع أن يستغرق إنجازه عشرات السنين.ويتوقع أن تصل النفقات إلى بليوني دولار (ما يساوي 2000 دولار للهكتار) لمْ يُدفع منها سوى النزر اليسير. معضلة التنوّع البيئي في هذا السياق، أوضح توماس لوفجوي، كبير المستشارين السابق في قسم «التنوع الحيوي» التابع لـ «البنك الدولي»، أنّ مجرّد التفكير في مشروع تحريج واعد إلى هذا الحد، ينطوي على مجموعة كبيرة من الصعوبات. ووفق علماء البيئة، إذا تمكن «مشروع إعادة تأهيل الغابة الساحلية» من تحقيق بعض أهدافه السامية، فهذا لا ينفي فكرة أنه يمثّل اختباراً مستمرّاً لحدود مرونة الطبيعة وإمكانات علم إعادة تأهيل البيئة، إضافة إلى قدرة المجتمع على الالتزام.ركّز المشروع على إعادة تأهيل «غابة المطر» التي تمتد أيضاً على ضفاف مجموعة من الأنهار القاحلة، التي تحطّ الحيوانات المهاجرة فيها. وتضمّ الغابة أيضاً ثروة بيئية ضخمة، كما تحمي قنوات المياه الطبيعية. وثمة هدف مُضنٍ في «مشروع إعادة تأهيل الغابة الساحلية» يتمثّل في إعادة إحياء الثروة النباتية والثروة الحيوانية المذهلة في المنطقة. وتضم تلك الثروة أنواعاً نباتية وحيوانيّة من شاكلة الشجيرات والأعشاب والطيور والخفّاشات والفراشات والحشرات والميكروبات والثدييات والبرمائيّات والنباتات المتسلّقة وغيرها.

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تجربة تجديد البيئة في غابة المطر الأطلسية في البرازيل تجربة تجديد البيئة في غابة المطر الأطلسية في البرازيل



أحدث إطلالات أروى جودة جاذبة وغنية باللمسات الأنثوية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

إطلالات كيت ميدلتون أناقة وجاذبية لا تضاهى
 عمان اليوم - إطلالات كيت ميدلتون أناقة وجاذبية لا تضاهى

GMT 09:55 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

أفضل الوجهات السياحية لعام 2025 اكتشف مغامرات جديدة حول العالم
 عمان اليوم - أفضل الوجهات السياحية لعام 2025 اكتشف مغامرات جديدة حول العالم

GMT 09:25 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024
 عمان اليوم - اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024
 عمان اليوم - كريم عبد العزيز يتحدث عن الرقم واحد وهذا ما قاله عن هنا الزاهد

GMT 18:42 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 عمان اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 09:56 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

طرق فعالة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab