ليودميلا سافاتشوك مجندة صغيرة في الحرب الاعلامية لروسيا
آخر تحديث GMT05:35:29
 عمان اليوم -

ليودميلا سافاتشوك مجندة صغيرة في الحرب الاعلامية لروسيا

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - ليودميلا سافاتشوك مجندة صغيرة في الحرب الاعلامية لروسيا

ليودميلا سافاتشوك
سان بطرسبورغ - العرب اليوم

"بوتين رائع" و"الاوكرانيون فاشيون" و"اوروبا منحطة"... هذه العناوين وسواها تستعرضها ليودميلا سافتشوك للدلالة الى المواضيع التي كانت تكتب عنها كجزء من فرق الحملات الالكترونية التابعة للكرملين والمكلفة نشر الدعاية السياسية الروسية على الانترنت.

ومن دون مواربة، تؤكد هذه الروسية البالغة 34 عاما بعينيها الكبيرتين وضفائرها السمراء أنها كانت مجندة في الحرب الاعلامية للنظام الروسي وقد وظفتها الجهة الغامضة المعروفة بـ"وكالة تحقيقات الانترنت" الروسية.

قد تبدو الاعلانات المرتبطة بهذه الوظائف على المواقع المتخصصة بالتوظيف كأي اعلان اخر اذ انها تأتي على ذكر الحاجة الى "محررين" او "مدراء محتويات". وقد نشر اعلان من هذا النوع على احد اكثر المواقع شعبية في روسيا قبل اسابيع قليلة.

وللتقدم الى هذه الوظيفة يتعين ارسال سيرة ذاتية الى الموقع المعني وتتكفل وكالة تحقيقات الانترنت باعادة الاتصال بالمرشحين المحتملين. لكن الجواب الذي يحصل عليه بات موحدا ويفيد بأن طلبهم موضوع على قائمة الانتظار، بحسب ما لاحظت وكالة فرانس برس.

اما ليودميلا سافاتشوك فعملت على مدى شهرين حتى اذار/مارس 2015 لحساب هذه "الوكالة" التي تتخذ مقرا لها في مبنى رمادي عادي في شارع سافوشكينا داخل حي شعبي في شمال سان بطرسبرغ.

ولم يعرف الرجل الذي اجرى لها مقابلة العمل عن نفسه سوى باسمه الاول اوليغ. وكان السؤال الاول الذي طرحه عليها "ما رأيك بسياستنا في اوكرانيا؟".

وتقر هذه الوالدة لطفلين في الثانية والرابعة من العمر "بأن الراتب المعروض جذبني شأني في ذلك شأن كثيرين سواي". فقد كان الراتب يراوح بين 40 الفا الى 50 الف روبل (714 الى 892 دولارا) وهو مبلغ مغر بالنسبة للكثيرين من سكان ثاني كبرى مدن روسيا.

وقد انضمت بذلك الى احدى فرق الحملات الالكترونية التي تهدف الى تعطيل عمل منتديات المحادثة على الانترنت عبر تكثيف رسائل المديح للرئيس الروسي وسياسته والسخرية من خصومه. واستخدام هذه الحملات تصاعد منذ عام على وقع النزاع في اوكرانيا والازمة بين روسيا والغربيين.

ليودميلا مكلفة ادارة مجموعة من المدونات على موقع "لايف جورنال" اذ تنتحل احيانا صفة ربة منزل وفي احيان اخرى تعرف عن نفسها كطالبة او كرياضي. وفي كل من هذه المدونات، تنشر هذه الشابة مقالات تشيد بنوعية الحياة في روسيا مع بعض الاشارات السياسية. ويقوم الجزء الاخر من عملها على اضافة تعليقات عبر منتديات محادثة او مواقع اخبارية، بمعدل مئة تعليق يوميا.

وتوضح انها تتلقى في صباح كل يوم "واجباتها" اليومية، على شكل لائحة مواضيع يتعين التعليق عليه مع الافكار الاساسية الواجب التركيز على نشرها.

وتشير الى انه "يتعين علينا عند كل حدث التمجيد بسياسة الحكومة و(الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين".

وفي داخل الوكالة، المداورة امر اساسي. "فالعمل شاق، ويتعين كتابة الكثير وقد تم طرد كثيرين لأنهم كانوا يفتقرون للكفاءة او لم يكن لديهم القدرات المطلوبة للتعبير عن هذه الافكار".

ويخضع مكان العمل لمراقبة مشددة. فمن المستحيل الدخول اليه من دون موعد وفق تهديد حارس رفض الادلاء بأي تعليق. كما ان شيئا لا يشي بوجود وكالة في المكان اذ يبدو انها غير موجودة سوى في الاعلانات المبوبة التي تنشرها.

كما ان الموظفين ليسوا اكثر اسهابا في التعبير. "لا اعلم شيئا، انا على عجلة من امري، اعذروني"، تقولها شابة لدى خروجها من المبنى.

الا ان وسائل الاعلام الروسية المستقلة نشرت مقالات عدة عن "وكالة تحقيقات الانترنت" هذه. فبحسب صحيفة نوفايا غازيتا المعارضة التي وظفت فيها احد صحافييها سنة 2013، يعمل 400 موظف في هذه الوكالة.

وتقول ليودميلا "البعض يخافون. ثمة كاميرات في كل مكان. اخرون لا يجدون ان هذا العمل غير صادق او معيب". ولم تحتمل هذه الشابة عملها هذا لأكثر من شهرين قبل مغادرته بعد أن سئمت من "الاكاذيب".

أ ف ب

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليودميلا سافاتشوك مجندة صغيرة في الحرب الاعلامية لروسيا ليودميلا سافاتشوك مجندة صغيرة في الحرب الاعلامية لروسيا



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ عمان اليوم

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

إطلالات كيت ميدلتون أناقة وجاذبية لا تضاهى
 عمان اليوم - إطلالات كيت ميدلتون أناقة وجاذبية لا تضاهى

GMT 09:55 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

أفضل الوجهات السياحية لعام 2025 اكتشف مغامرات جديدة حول العالم
 عمان اليوم - أفضل الوجهات السياحية لعام 2025 اكتشف مغامرات جديدة حول العالم

GMT 21:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
 عمان اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab