سورية تصف معاناتها من الاستعباد  من قبل شبكة اتجار بالبشر
آخر تحديث GMT21:08:28
 عمان اليوم -

يُعتقد أن مؤسِّسها مسؤول سابق في جهاز المخابرات السورية

سورية تصف معاناتها من الاستعباد من قبل شبكة اتجار بالبشر

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - سورية تصف معاناتها من الاستعباد  من قبل شبكة اتجار بالبشر

غرفة تم استخدامها من قبل النساء المتاجر بهن
دمشق - نور خوام

شعرت راما البالغة من العمر 24 عاماً من سورية اثناء حديثها عن معاناتها لأشهر من التعذيب والاستعباد الجنسي من قبل شبكة لتهريب البشر في لبنان، بالانكسار حين فقدت إيمانها بكل شيء.

وقالت: "بصراحة لم يعد لدي ايمان بعد ما حدث، عندما كانوا يضربونني كنت اقول "يا الله انقذني"، ولكن كان الشخص الذي يعذبني يقول لي "أنتِ عاهرة، هل تعتقدين أن الله سينقذك؟"، ثم يضربني أكثر وحينها لم اكن قادرة على ذكر اسم الله ولو حتى في قلبي".

قامت راما - ليس اسمها الحقيقي - بوصف التفاصيل المروعة لتسعة أشهر كانت فيها جزءًا ضمن أكبر عصابة اتجار بالجنس في لبنان، والتي تعرضت فيها للتعذيب، الضرب بالاسلاك الكهربائية مع وضع حصيرة حمام في فمها لمنعها من الصراخ.

وكان يتم اجبار راما على ممارسة الجنس بمتوسط 10 مرات يومياً، كما تم سجنها في منزل متهالك لا يدخله ضوء الشمس. و ذكرت أن النساء الاخريات اللاتي تم استعبادهن في الشبكة تم اجبارهن على الإجهاض بعد ممارسة الجنس دون وقاية مع العملاء، بالاضافة الى تعرضهن للتعذيب الجسدي والنفسي غير الإنساني.

تتفق رواية راما مع التفاصيل التي حصلت عليها صحيفة "الغارديان" بشكل مستقل من مصادر قضائية مشاركة في تحقيقات الشبكة التي استعبدت 75 امرأة سورية.

ويُعتقد أن مؤسس الشبكة هو المستجوب السابق في جهاز مخابرات سلاح الجو السوري، عماد الريحاوي والذي يُعتقد ايضاً انه قام بحبس النساء في منزلين في مدينة جونيه.

اضافت راما: "كنا ننام في مكان عملنا ولا يمكن أن نخرج منه ونرى النور في الخارج، فالنوافذ كانت سوداء ولا يمكننا أن نرى النور أو تنفس الهواء في الخارج، لقد كنا عبيداً بالفعل."

وصفت راما كيف تم استدراجها إلى لبنان من سورية حيث كانت تعمل كنادلة في مقهى.

تقول راما أن رجلا ما اقترب منها واخبرها بامكانية توظيفها في مطعم في لبنان سيدفع لها راتب 1000 دولار شهرياً، وبسبب رغبتها ترك سورية التي مزقتها الحرب وافقت على العرض.

واضافت راما أن الرجل أكد لها بانه سيساعدها في الحصول على الموافقات اللازمة لدخول لبنان- فالسوريون بحاجة لتأشيرات الآن لدخول لبنان- ولكن تقول راما انها فوجئت به يقول لها بعد بضع ساعات من القيادة انهم قد دخلوا لبنان بالفعل بعد أن عبروا الحدود من خلال طرق تستخدم في التهريب.

وبعد أن وصلا الى منزل، قام الريحاوي بابلاغ راما أنها ستعمل عاهرة في البيت الذي يديره.

ولفتت الى انها قالت له إنني لا أريد أن أعمل كعاهرة، فقال لي انني سأعمل شئت ام ابيت، ثم بدأ بضربي حتى استسلمت ووافقت."

وقالت راما أنها علمت من النساء الأخريات أن عددًا منهن قد جاء الى المنزل منذ أربع سنوات. كما تشير راما الى أن التعذيب في كثير من الأحيان كان عبارة عن ربطهن على طاولة تشبه الصليب ومن ثم يتعرضن للضرب بسلك، فإذا فقدوا الوعي يتم افاقتهم عن طريق صادم كهربائي.

وكشفت أن النساء اللواتي لم تكنَّ قد فقدن عذريتهن عند وصولهن الى المنزل قد تم فض غشاء البكارة لديهن بواسطة زجاجة. وكانت تتم معاقبة النساء اللاتي رفضن طلبات العملاء، بما في ذلك ممارسة الجنس دون وقاية، بالضرب، كما كان على النساء جمع ما لا يقل عن 50 دولاراً من العملاء يومياً، ثم يتم مصادرة تلك الاموال منهن.

وقالت راما أن النساء كنَّ يتحدثن لبعضهن البعض عن قصة امرأتين كانتا قد لقيتا حتفهما في المنزل وتم دفنهما في مقابر مجهولة، وعندما سمع الريحاوي ذات مرة مناقشتهن للقصة قام بضرب واحدة من النساء 95 مرة على ساقيها بواسطة سلك.

وكشفت راما أنها لا تخطط في التحدث مع عائلتها عن محنتها، قائلة انهم سوف يرون ما حدث لها على أنها وصمة عار. "لا أستطيع أن أذهب إلى اشقائي وأقول لهم أنني كنت أعمل عاهرة، هذا الأمر ليس بالشيء السهل".

وعبَّرت راما عن رغبتها في البقاء في لبنان والحصول على إقامة وعمل، قائلة: "كلما حدث شيء سيء نقوم بتذكر كل شيء مررنا به، كل الأشياء التي حدثت لنا لا يمكن ابداً أن ننساها."

وكانت هذه القضية قد صدمت الاوساط اللبنانية في الايام الاخيرة، مما أدى إلى طرح تساؤلات حول كيفية عدم التمكن من كشف شبكة بهذا الحجم لسنوات، كما سلطت القضية الضوء على أوجه القصور في قانون الاتجار بالبشر في لبنان والذي يعامل الضحايا من الإناث في شبكات الدعارة مثل القوادين.

ويشترط القانون أيضاً على ضحايا الاتجار أن يقوموا باثبات أنهم كانوا مجبرين على العمل في الدعارة.

 

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سورية تصف معاناتها من الاستعباد  من قبل شبكة اتجار بالبشر سورية تصف معاناتها من الاستعباد  من قبل شبكة اتجار بالبشر



GMT 19:24 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

بيل كلينتون يُطالب بايدن بعفواً استباقياً لزوجته هيلاري

GMT 17:24 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 11:18 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود

أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ عمان اليوم

GMT 20:27 2025 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

أنتوني بلينكن يكشف عن خطة "تشمل قرارات صعبة" لغزة بعد الحرب
 عمان اليوم - أنتوني بلينكن يكشف عن خطة "تشمل قرارات صعبة" لغزة بعد الحرب

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

إطلالات كيت ميدلتون أناقة وجاذبية لا تضاهى
 عمان اليوم - إطلالات كيت ميدلتون أناقة وجاذبية لا تضاهى

GMT 09:55 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

أفضل الوجهات السياحية لعام 2025 اكتشف مغامرات جديدة حول العالم
 عمان اليوم - أفضل الوجهات السياحية لعام 2025 اكتشف مغامرات جديدة حول العالم

GMT 21:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
 عمان اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 20:23 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

أخطاء شائعة تؤثر على دقة قياس ضغط الدم في المنزل

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab