التكنولوجيا العالية ليست للكبار فحسب
آخر تحديث GMT21:09:58
 عمان اليوم -

التكنولوجيا العالية ليست للكبار فحسب

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - التكنولوجيا العالية ليست للكبار فحسب

الجزائر ـ واج

التكنولوجيا العالية التي غزت محيطنا و يومياتنا لا تهم الكبار فقط و لكن الصغار أيضا الذين أصبح تعطشهم للتعلم و قدرتهم على استعمال آخر الابتكارات في هذا المجال يتطور بسرعة تثير تخوف الأولياء. سواء تعلق الأمر بألواح أو بهواتف ذكية أو "إي باد" أو"دي أس" أو لوحة الألعاب "وي" فكل هذه الأشياء المنبثقة عن الانتشار السريع لتكنولوجيات الإعلام والاتصال التي تعرف رواجا كبيرا حاليا قد غزت يوميات العائلات لكي تصبح ضرورية تقريبا. و هذا التوجه يكاد يصبح إدمانا و يمس كل الفئات ابتداء من الحاجة التي تخرج هاتفها من تحت "الحايك" في وسط السوق لكي ترد على مكالمة هاتفية إلى اصغر الأطفال الذين يمكنهم قضاء ساعات طويلة مع الأجهزة الأكثر تطورا. و أوضح الخبراء أن اهتمام صغاري السن بهذه التكنولوجيا الحديثة شيء مكتسب و السبب فيه هو التحول من مجتمع تقليدي نحو مجتمع مرتبط بشكل كبير بالتكنولوجيا. و تكاد تصبح الألواح التي تستعمل باللمس و الحواسب و أجهزة التلفزيون العالية التكنولوجيا و الهواتف المتعددة الوظائف الأصدقاء الجدد للأطفال المولعين بالعالم الافتراضي. و هي حالة الطفلة الصغيرة لميس البالغة من العمر سنتين أمها صحفية و أبوها متخصص في الإشهار. و تؤكد أمها أنها أمام دمية و "إي باد" تختار هذا الأخير دون تردد حيث تقضي ساعات طويلة رفقته. و تستطيع لميس التي لم تتعلم بعد القراءة و الكتابة تشغيل الجهاز و الدخول في ألعابها المفضلة و تجتاز بعض المراحل المتتابعة التي قد تحتوي على تعليمات باللغة الانجليزية و هذا دون أن يتدخل والديها في أي مرحلة من المراحل. ريمة و ارسلان و ريان و سلمى هم رباعي من الأقارب تتراوح أعمارهم بين 7 و 12 سنة يتواصلون عندما يلتقون بألعابهم الالكترونية و يحملون ألعابا و يستعملون مصطلحات تقنية غالبا ما تدهش الأمهات. و لا يكتفي الأطفال باللعب و لكنهم يستعملون كنوزا من البراعة و الحلول للتقدم في الاستكشاف في هذا المجال. و بالنسبة لجاد (9 سنوات) فقد ذهب بعيدا من خلال تنصيب لوحة مفاتيح صينية على "أي باد" أمه ماجدة و هي مهندسة في الاتصالات. و من اجل تبرير هذا السلوك قال لامه المندهشة انه لكي يفهم تعليمات لعبة "نينتادو دي أس" نصب لوحة المفاتيح الصينية لكي يسجل ما هو مكتوب و يمر بالتالي بمختلف مراحل اللعبة. و السبب في استعمال هذه الأدوات الرقمية الجديدة من قبل الأطفال الصغار غالبا ما يبادر بها الأولياء بوعي حيث لا يترددون في شراء التطبيقات المتخصصة لتشجيعهم على استعمالها. و يجد الأولياء مصلحتهم في شراء هذه الأجهزة لأطفالهم حيث أصبحت تلعب دور "المربية" و بالتالي يمكنهم هذا من القيام بأشغالهم في "هدوء". و هي حالة رب عائلة يعطي جهاز "إي باد" لابنته سيرين البالغة من العمر 5 سنوات لكي يتمكن من تدريس ابنته الكبرى سوندرين البالغة 7 سنوات من العمر حيث تبقى البنت الصغرى غارقة مع اللعب لساعات طويلة دون أن تزعجهم. عما يقوم الاعتدال في هذا الاستهلاك و يعتقد الخبراء أن استعمال هذه التكنولوجيا يجب أن يخضع لمراقبة الأولياء لتجنيب الأطفال الذين ما زالوا غير ناضجين من الدخول في إدمان و لكن الآراء تبقى مختلفة. و يعتبر البعض أن "إقصاء الأطفال من هذه الحداثة معناه حرمانهم من الاتصال و هذا قد بتسبب في تهميشهم في المدرسة و عزلهم من تيار مجتمع يفرض نفسه بحدة. و بالمقابل يعتقد البعض الأخر أن تكنولوجيات الإعلام و الاتصال تغير سلوك الشباب أمام المطالعة التي تبقى "تمرينا للذاكرة" ضروريا لتنمية العقل. و يطالع الأطفال بين 6 و 7 سنوات من العمر قبل أن يتناقص هذا الاهتمام عند المراهقة ليتوجه نحو الحواسب (الشبكات الاجتماعية و الألعاب و الفيديوهات و غيرها). و التواجد الكبير للأجهزة الالكترونية يمكن أن يعود أيضا بالفائدة بما أن عددا من التلاميذ يصرحون أنهم يقومون بأشغال مدرسية انطلاقا من دعائم الكترونية. و قد أبرز الباحثون أن تعلم القراة و الكتابة في المسار المدرسي حاسم. فكل النقائص على هذا المستوى قد تتفاقم و تنجر عنها مشاكل تخص الفهم في مجالات أخرى. و برأي فاطمة أوصديق أستاذة في علم الاجتماع بجامعة الجزائر و باحثة لدى مركز البحث في الاقتصاد من أجل التنمية فإن الهدف من هذا المسعى يتمثل في احترام حاجة الطفل للعب.و إذا كان الربط على الانترنيت يوفر له نوعا من الاستمتاع يجب تمكينه من ذلك مع وضع ضوابط. بالنسبة للمختصة النفسانية جاب الله الأداة لا تطرح مشكلا في حد ذاتها ولا الوقت الذي يقضيه الطفل الى جانبها لكن المشكل يكمن في المحتوى الذي تحمله. و اعتبرت السيدة جاب الله أن تأطير الوالدين للطفل ضروري حتى ينمو بشكل سليم و يتمكن من التحرك في مجتمع تطغى عليه الحياة العصرية". لكن الجميع يتفقون على ضرورة إبقاء الروابط بين الصغار و واقعهم من خلال تعزيز الميول نحو الأمور البسيطة مثل الإبداع اليدوي أو الحوار في المجتمع.  

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التكنولوجيا العالية ليست للكبار فحسب التكنولوجيا العالية ليست للكبار فحسب



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ عمان اليوم

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

إطلالات كيت ميدلتون أناقة وجاذبية لا تضاهى
 عمان اليوم - إطلالات كيت ميدلتون أناقة وجاذبية لا تضاهى

GMT 09:55 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

أفضل الوجهات السياحية لعام 2025 اكتشف مغامرات جديدة حول العالم
 عمان اليوم - أفضل الوجهات السياحية لعام 2025 اكتشف مغامرات جديدة حول العالم

GMT 21:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
 عمان اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab