قصيدة  أنَا خَطَأُ النُحَاةِ
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

قصيدة " أنَا خَطَأُ النُحَاةِ "

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - قصيدة " أنَا خَطَأُ النُحَاةِ "

الشاعر أحمد الشهاوي
الشاعر أحمد الشهاوي

أنَا خطأ النُحَاةِ
ليسَ دمِي صدَقةً جارِيةً
ولا أشْبِهُ أبَا الهَوْلِ فِي الصَّمْتِ
. قد يكُونُ مثِيلِي فِي الشهَادةِ والكِتمَان
لم آكلْ من لُحُوم البشَر
ولم تكُنْ أصابعي العشْرَةُ يومًا منَ البارُود
وليس فمِي قبْرًا يستقبلُ الغُربَاءَ
 . حين يُسْرِفُونَ في شرَابِ الأمَل
لا أبوابَ لِي أو نوافذَ
وإنْ كانَ فهِيَ عميْاءُ لا ترَى
أرْفَعُ سمَاءيْنِ على رأسِي
. وأُعْطِي الحوائطَ وجْهِي
يَصْعدُ النَّهْرُ لِي في الصَّباحِ بأسْمَاكِهِ
وأنْزِلهُ كُلَّما حنَّ شيْخِي إلى المَاء
أنا الأصْمَتُ بين النَّاسِ والأجَنُّ
. وفي رِوايةٍ : أنَا آلةُ الجُنُونِ حينَ أُشْرِقُ
لم تَمُر السُنُونُ منْ بينِ الأصَابِع
بل خمَشَتْها الأظَافرُ
أعادتْها إلَى الصِّفْرِ
مَا مِنْ لُعبةٍ كسَبْتُها
حتَّى صِرْتُ ابنًا للخَسَائِرِ
ورُحْتُ فِي المتَاهَةِ
لمْ أبرَأ منَ اللَّعبِ
ولم تضَعْ لِي من أُحِبُّ حِجَابًا
لأدخلَ النشِيدَ واحِدًا
. وسائرًا في الحُلم
أعطَيْتُ كُلَّ شَيءٍ
ولمْ آخُذْ حتَّى مِنَ الظلِّ أسمَاءَهُ
أثِمْتُ كَمَا إلهٍ مِنْ بُرونْزٍ حِينَ يصْدَأُ في العَرَاء
ولم يغْفِرِ المَارُّونَ لِي تبدُّلَ اللَّوْنِ
ولا سِحْنتِي الكالحةِ من فرْطِ بصمَاتِهِم فِي الوُجُوه
خَلا من الهَمَزَاتِ والنقاطِ
كعنْكبُوتٍ بلا أرجُلٍ
يبْحَثُ عن عَكَاكِيزَ فوقَ حائِطٍ عَارٍ
الكِتَابُ مُمْتلىءٌ بالدُّمُوع
والكَلامُ الذي لا يرَاهُ سِواي
أنا خَطَأُ النُحَاةِ
 . والرسْمُ الفرِيدُ لطَائرٍ مُنْتَشٍ ذِي مِزَاجٍ منْ عِنَبْ
أنا أحمدُ الشَّهاويُّ الذي رَتَّبَ الأبد
كيْ لا تكُونَ هُنَاك فوائدُ
منْ مصَائبَ قوْمٍ يغزِلُون العنكبُوتَ
لا عيْنَ لي في المرَايَا
إذْ لا حوائطَ في الفرَاغِ
واللانهاياتُ بلا جسَدٍ باذِخٍ
كأنَّ شيْطانًا يرْقدُ في المُتُونِ
يمْلَا الدَّوَاةَ دمًا فاسدًا
ويكتبُ عنِّي ما لمْ أقُل :
البابٌ مَغلُوقٌ
ولا منْ طريقٍ تُشِيرُ إلى جِهةٍ فِي اليسَارِ
حيثُ تركتُ قلبي يسِيرُ طَوالَ الليلِ وحْدَهْ
بلا بوْصَلةٍ أو دَلِيلْ .

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصيدة  أنَا خَطَأُ النُحَاةِ قصيدة  أنَا خَطَأُ النُحَاةِ



GMT 12:49 2023 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

القلب الممتلىء بالوجع

GMT 11:11 2023 الإثنين ,30 تشرين الأول / أكتوبر

لم يعد مهمّاً بعد اليوم أن يحبّنا أحد

GMT 11:49 2023 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

فلسطين والقدس الأبية

GMT 13:45 2023 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لماذا أكتب لك؟؟ وأنت بعيد!!

GMT 13:43 2023 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

أنا النزيل الأعمى على حروف الهجاء ( في رثاء أمي الراحلة)

GMT 11:34 2023 الخميس ,07 أيلول / سبتمبر

السقيفة الملعونة

GMT 10:08 2023 السبت ,26 آب / أغسطس

أنت الوحيد

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 18:42 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 عمان اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab