غزة ـ عمان اليوم
في خطوة اعتبرت تاريخية ومهمة لاستقرار الأوضاع في قطاع غزة، وقّعت إسرائيل وحركة "حماس" اتفاقًا رسميًا لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى برعاية قطرية وأمريكية. جاء هذا التوقيع بعد مفاوضات معقدة استمرت لساعات طويلة في العاصمة القطرية الدوحة، بمشاركة مسؤولين دوليين من الولايات المتحدة وقطر ومصر.
الاتفاق، الذي يبدأ سريانه يوم الاثنين المقبل، يهدف إلى إنهاء التصعيد العسكري في غزة، ويمتد في مرحلته الأولى إلى 42 يومًا. ويتضمن الاتفاق عدة بنود رئيسية تشمل:
وقف إطلاق النار: التزام الجانبين بوقف العمليات العسكرية خلال المرحلة الأولى، بما يتيح فرصة للتهدئة وإعادة الاستقرار.
تبادل الأسرى والرهائن: يشمل إطلاق سراح رهائن محتجزين لدى حماس مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين تحتجزهم إسرائيل.
انسحاب القوات الإسرائيلية: انسحاب الجيش الإسرائيلي إلى حدود قطاع غزة.
إعادة النازحين: تسهيل عودة النازحين الفلسطينيين إلى منازلهم، مع توفير ضمانات لسلامتهم.
تبادل الرفات: تنفيذ آلية محددة لتبادل رفات المتوفين بين الجانبين.
تسهيل العلاج: ضمان مغادرة المرضى والجرحى من غزة لتلقي العلاج في الخارج.
تفاصيل المفاوضات:
رغم الإعلان المبدئي عن الصفقة يوم الأربعاء، واجهت المفاوضات تعقيدات عدة في اللحظات الأخيرة، أبرزها الخلاف حول قائمة الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم. وذكرت مصادر أن حركة حماس طالبت بإضافة قادة عسكريين إلى القائمة، وهو ما رفضته إسرائيل في البداية. وبعد جلسات مكثفة من الوساطة، تم التوصل إلى حل وسط سمح بتوقيع الاتفاق.
التحديات القانونية والسياسية:
بموجب القانون الإسرائيلي، يتطلب إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين تصويتًا من قبل الحكومة الإسرائيلية ومصادقة مجلس الوزراء الأمني. ومن المتوقع أن يصوت المجلس على الاتفاق صباح الجمعة، بينما ستجتمع الحكومة بكامل هيئتها مساء السبت للتصديق عليه.
ورغم الدعم الدولي للاتفاق، يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو معارضة داخلية من أحزاب اليمين المتطرف، حيث أعلن وزراء مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير رفضهم للصفقة وتهديدهم بالانسحاب من الحكومة.
الضمانات الدولية:
أكد رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن قطر ومصر والولايات المتحدة ستعمل على ضمان تنفيذ الاتفاق بشكل كامل. وأشاد بالدور الإيجابي الذي لعبته الأطراف الدولية في التوصل إلى هذا الاتفاق.
أهمية الاتفاق:
هذا الاتفاق يمثل بارقة أمل لتهدئة الأوضاع في غزة، حيث يعاني السكان من أوضاع إنسانية متدهورة نتيجة التصعيد الأخير. كما أنه يفتح الباب أمام إمكانية بناء ثقة بين الطرفين، ما قد يسهم في تحقيق هدنة طويلة الأمد مستقبلاً.
التوقعات المستقبلية:
رغم التحديات التي قد تواجه تنفيذ الاتفاق، تأمل الأطراف الدولية أن يشكل هذا الاتفاق نقطة تحول نحو تهدئة شاملة واستعادة الاستقرار في المنطقة. وسيكون نجاحه مرهونًا بمدى التزام جميع الأطراف ببنوده، واستمرار الدعم الدولي لتنفيذ الاتفاق وضمان استمراريته.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
الجيش الإسرائيلي يُعلن مقتل 600 جندي منذ 7 أكتوبر والضغوط تزداد على نتنياهو
جيش الاحتلال الإسرائيلي يُفرج عن مراسل قناة الجزيرة إسماعيل الغول وعدد من الصحافيين
أرسل تعليقك