أعربت الحكومة الإسرائيلية، الخميس، عن قلقها بشأن تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، مشيرة إلى أن التنفيذ "لا يتم بالسرعة الكافية"، وأن هناك المزيد من الجهود المطلوبة لتحقيق الالتزامات المتفق عليها. في المقابل، أصدرت جماعة "حزب الله" تحذيرًا شديد اللهجة، مؤكدة أن أي تأخير في انسحاب الجيش الإسرائيلي بالكامل بعد انتهاء مهلة الستين يومًا المحددة في الاتفاق، سيكون "تجاوزًا فاضحًا" وغير مقبول.
التصعيد الكلامي بين الطرفين يعكس هشاشة الوضع في المنطقة الحدودية، حيث يسعى كل طرف إلى ضمان مصالحه وسط ضغوط إقليمية ودولية. ومع اقتراب انتهاء المهلة، يترقب المراقبون الخطوات القادمة وما إذا كان الوضع سيتجه نحو مزيد من التوتر أو الالتزام بالاتفاقات المبرمة.
وأوضح المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، دافيد مينسر، للصحافيين أن "هناك تحركات إيجابية حيث حل الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل محل حزب الله، مثلما ينص الاتفاق"، في إشارة إلى قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل).
وأضاف مينسر: "أوضحنا أيضاً أن هذه التحركات لا تتم بالسرعة الكافية، وهناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به"، مؤكداً أن "إسرائيل تريد استمرار الاتفاق".
ولم يرد مينسر بشكل مباشر على أسئلة حول ما إذا كانت إسرائيل قد طلبت تمديد الاتفاق، كما لم يوضح ما إذا كانت القوات الإسرائيلية ستبقى في لبنان بعد انتهاء مهلة الـ60 يوماً.
نشرت الحكومة اللبنانية النص الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم مع إسرائيل.
وبموجب الاتفاق، من المفترض أن تنسحب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان وتسحب جماعة "حزب الله" عناصرها وأسلحتها من المنطقة ذاتها مع انتشار قوات الجيش اللبناني هناك، وذلك خلال فترة 60 يوماً تنتهي الساعة الرابعة من صباح الاثنين المقبل (02:00 بتوقيت جرينتش).
وفي نوفمبر الماضي، اتفقت إسرائيل و"حزب الله" على وقف إطلاق النار بوساطة أميركية وفرنسية، مما أنهى قتالاً استمر لأكثر من عام بعد أن اندلع على خلفية حرب غزة.
وبلغ القتال ذروته عندما اجتاح الجيش الإسرائيلي مناطق في جنوب لبنان، ما أدى إلى نزوح أكثر من 1.2 مليون شخص.
من ناحيته، حذّر "حزب الله"، من عدم انسحاب إسرائيل بالكامل من جنوب لبنان بعد انقضاء مهلة الـ60 يوماً المحددة في اتفاق وقف إطلاق النار، ووصف ذلك بأنه سيكون "تجاوزاً فاضحاً" للاتفاق.
وأضاف "حزب الله"، في بيان، أن التسريبات عن تأجيل الجيش الإسرائيلي انسحابه من جنوب لبنان تتطلب أن تضغط السلطة السياسية اللبنانية على الدول الراعية للاتفاق "بما يضمن تنفيذ الانسحاب الكامل وانتشار الجيش حتى آخر شبر من الأراضي اللبنانية، وعودة الأهالي إلى قراهم سريعاً، وعدم إفساح المجال أمام أية ذرائع أو حجج لإطالة أمد الاحتلال".
وتابع في بيانه أن "أي تجاوز للمهلة يستوجب التعامل معه من قبل الدولة بكل الوسائل والأساليب التي كفلتها المواثيق الدولية"، مشدداً أن "حزب الله" سيتابع تطورات الأوضاع عن كثب.
وفي وقت سابق الخميس، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بطلب إسرائيل من الولايات المتحدة إرجاء انسحاب قواتها من جنوب لبنان مدة 30 يوماً، وذلك قبل أيام من انقضاء مهلة الـ60 يوماً المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار.
ووجهت إسرائيل لـ"حزب الله" ضربات موجعة خلال الصراع، إذ اغتالت أمينها العام السابق حسن نصر الله والآلاف من عناصر الجماعة ودمرت جزءاً كبيراً من ترسانتها.
وتعرضت الجماعة لمزيد من الضعف في ديسمبر عندما أطيح بحليفها السوري بشار الأسد من الحكم في دمشق، مما أدى إلى قطع طريق إمداداتها البرية من إيران، بحسب وكالة "رويترز".
بدوره، قال وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، في المنتدى الاقتصادي العالمي في "دافوس"، إن إسرائيل أنهت الأعمال القتالية وتسحب قواتها من لبنان، وإن الجيش اللبناني توجه إلى مواقع مخازن الذخيرة التابعة لحزب الله ودمرها.
وأشار إلى أنه لا يزال ينبغي بذل المزيد لتعزيز وقف إطلاق النار. وأضاف "هل انتهينا؟ لا.. نحتاج إلى مزيد من الوقت لتحقيق النتائج".
وقال ثلاثة دبلوماسيين لـ"رويترز"، إنه يبدو أن القوات الإسرائيلية ستظل موجودة في بعض أجزاء جنوب لبنان بعد انقضاء مهلة الستين يوماً.
وذكر مصدر سياسي لبناني رفيع المستوى أن الرئيس جوزاف عون أجرى اتصالات مع مسؤولين أميركيين وفرنسيين لحث إسرائيل على استكمال الانسحاب ضمن الإطار الزمني المحدد.
وقالت الحكومة اللبنانية للوسطاء الأميركيين إن عدم انسحاب إسرائيل في الموعد المحدد قد يعقد انتشار الجيش اللبناني، مما سيوجه ضربة للجهود الدبلوماسية والأجواء المتفائلة في لبنان منذ انتخاب عون رئيساً في التاسع من يناير.
قد يهمك أيضــــاً:
شهيدان بغارة لطيران العدو الإسرائيلي المسير على بلدة العديسة جنوب لبنان
"حزب الله" يستهدف جنود إسرائيليين في محيط موقع الراهب العسكري واغتيال قائد عسكري جنوب لبنان
أرسل تعليقك