أطباء ولاجئون سوريون يخططون لغرف عمليات وعناية مركزة على الحدود التركية
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

استعدادًا للمرحلة الصعبة عقب سقوط حكومة بشار الأسد

أطباء ولاجئون سوريون يخططون لغرف عمليات وعناية مركزة على الحدود التركية

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - أطباء ولاجئون سوريون يخططون لغرف عمليات وعناية مركزة على الحدود التركية

أحد أطفال اللاجئين السوريين

أنقرة ـ جلال فواز تشهد المنطقة الحدودية السورية التركية نشاطًا طبيًا داخل غرف عمليات ووحدات رعاية مركزة التي تم تجهيزها داخل أحد المكاتب الجمركية المهجورة الذي يبعد أمتارًا قليلة عن بلدة باب الهوى السورية التي تسيطر عليها المقاومة السورية. ويصل إلى هذا المكان يوميًا الكثير من الجرحى من أفراد المقاومة والمدنيين المصابين بإصابات خطيرة والذين هم في حاجة ماسة للرعاية الطبية. وعلى الرغم من أن الطائرات السورية سبق وأن أسقطت قنابل بالقرب من هذا المكان وعلى الرغم من التحذيرات التي تطلقها مصادر استخباراتية غربية والتي تقول إن "هذه القنابل يمكن أن تكون مزودة برؤوس كيماوية، لكن ذلك لم يمنع الطبيب السوري منذر يازجي وفريق الأطبار المعاون له من العزم على مواصلة عملهم في المستشفى الميداني الذي يضم 60 سريرًا".
ويقول الدكتور يازجي الذي يعيش في الولايات المتحدة منذ 20 عامًا ويدير جمعية طبية خيرية سورية داخل الحدود التركية "إننا في المرحلة الأخيرة لانهيار النظام السوري وإننا هنا جاهزون من اليوم الأول".
وأضاف أن "فريق العاملين في المستشفى يتبرأ من كل شيء يمثل نظام الأسد ويقوم بعلاج الأسرى من قوات الأمن السورية التي يحارب أفرادها ضد جماعات المقاومة من أجل دعم النظام السوري الذي كان ولايزال يعتقل ويعذب ويقتل الأطباء الذين يقدمون المساعدة الطبية للمتظاهرين أو أفراد المقاومة طوال الحرب الأهلية التي امتدت 20 شهرًا". ويعلق على ذلك بقوله "إن أخلاقنا تمنعنا أن نكون مثلهم".
وتعيش هذه البلدة أجواء الحرب والسلام، فهي حافلة بالحالمين الذين يعكفون على وضع الخطط لإنشاء مستشفيات جديدة ومجالس محلية ومحاكم مدنية ودوائر شرطة ووسائل جمع القمامة، وذلك في المناطق التي تقع شمال سورية التي تسيطر عليها جماعات المقاومة.
كما أن هذه البلدة حافلة بمظاهرالألم؛ إذ يأتيها يوميًا مئات الجرحى السوريون القادمون عبر الحدود مع تركيا والذين يحتاجون إلى عناية ورعاية خاصة ومتخصصة، وهو نوع من الرعاية لا يتوافر حتى الآن في تلك المنطقة التركية المعروفة باسم "ريحانلي".
ويبلغ سكان ريحانلي 60 ألف نسمة وغالبيتهم من المسلمين السنة وتربطهم صلات عائلية مع السوريين الذين يعيشون على الجانب الآخر من الجبل خلف الحدود. وقد رحب هؤلاء السكان باستضافة 15 ألف لاجئ سوري.
كما أن سكان هذه المدينة يستضيفون ما يزيد عن 20 جماعة إغاثة دولية تسعى لتوفير الدواء والغذاء للسوريين في الخفاء، لأنها ليست مسجلة لدى الحكومة التركية.  
ويقول أحد العاملين في تلك الجماعات التي تتخذ من أوروبا مقرًا لها إنهم "دخلوا تركيا بتأشيرة سياحية، وقد رفض هذا الشخص الإشارة إلى اسم المنظمة التي يعمل بها". ويشير إلى أن "ما يسمح لهم بممارسة نشاطهم في هذه المنطقة هو العلاقات الودية والشخصية مع من حولهم".
وفي الوقت نفسه يتربح سكان المدينة من وجود اللاجئين فيها، فقد ضاعف الكثير من ملاك المساكن والمنازل هناك من تأجير منازلهم، كما أن التجار بدأوا يكتبون لافتات بالعربية على محلاتهم لجذب اللاجئين بهدف زيادة مبيعاتهم.
ويصل يوميًا إلى هذه المدينة ما بين 10 إلى 20 مصابًا عبر الحدود، منهم أطفال مصابون برصاصات في الرأس، ورجال كبار في السن متورمة أقدامهم بسبب الجروج، ورجال شباب مصابون بالشلل نتيجة رصاصة أو شظية.
ويوجد في المدينة ثلاثة مراكز للتأهيل الطبي تضم طاقم عمل طبي من السوريين، وغالبيتهم ممن هربوا من سورية خوفًا من ملاحقة السلطات لهم بسبب قيامهم بعلاج الجرحى من أفراد المقاومة والمتظاهرين. وغالبيتهم لا يحمل التصريح الذي يسمح له بمزاولة ما هو أكثر من أساسيات الرعاية الطبية. وهم يخافون على أنفسهم من التعرض للتعذيب أو الموت، إذا ما عادوا إلى سورية.
ويقول يازجي إن "هذه هي المرة الأولى التي تستهدف فيها الحكومة السورية الأطباء". وأوضح أن "هناك ما يقرب من 50 طبيبًا تعرضوا للقتل والاعتقال منذ بدء الانتفاضة، وقد تعرضوا للتعذيب من خلال الآثار الموجودة على أجسامهم".
ويقوم بتمويل تلك الجماعات الإنسانية في "ريحانلي" بعض المغتربين السوريين في الخارج، وعلى سبيل المثال هناك مستشفى صغيرة يمولها مالك تلفزيون أورينت وهو أحد شخصيات المعارضة السورية البارزين الذي يبث قناته من دبي.
ويقول أحد المحامين النشطاء، ياسر سعيد الذي يدير مستشفى تأهيل مكون من 80 سريرًا إنه "يدرك أسباب عدم تزويد المقاومة بالأسلحة، ولكنه لا يفهم سببًا واحدًا لامتناع هؤلاء عن توفير الإمدادات الطبية للمصابين".
وقد استطاع أحد تلك المستشفيات في الحصول على جهاز آشعة، ولكنه عتيق لدرجة أن الأطباء لا يجدون الأفلام التي يمكن تركيبها عليه. كما أن هذه المستشفيات تعاني من نقص الأدوية التي تمنع الجلطات ونقص الكراسي المتحركة لنقل المصابين.
ومن بين المصابين الصبي صلاح حسين الذي يرقد بسبب إصابته بشظايا معدنية في عموده الفقري وعينه اليمنى، وقد أصيب بشلل نصفي. وكان يعشق كرة القدم ويحلم بأن يكون طبيبًا عندما يكبر إلى أن أصابته قذيفة مدفعية وهو يسير في قرية أبو دحور القريبة من إدلب وقد نقله الجيران إلى تركيا لإجراء العملية الجراجية، وأن اثنين من أخواته يشاركون المقاومة في حربها ضد النظام".
ويعتقد الطبيب اليازجي أن "نظام الأسد سينهار في غضون أسابيع قليلة، وليس شهورًا"، وقال إنه أبلغ "زوجته بأنهما سيلتقيان المرة المقبلة في سورية".
بينما يعتقد رئيس منظمة اللاجئين السورية، وسام طه أن "الأمر سيستغرق وقتًا أطول، ولكنه يخطط أيضًا لمستقبل ما بعد سقوط النظام". ويؤكد أنه "تم تشكيل ما يزيد عن 30 مجلسًا محليًا في المناطق الشمالية في سورية والتي يمكن أن تقدم العون المادي، كما أنه يحاول الحصول على محامين كي يقوموا بتأسيس محاكم مدنية وتوفير الدعم المادي اللازم لأجور المحامين والقضاة وضباط الشرطة"
ويقول طه الذي كان يعمل من قبل مصمم أزياء  إن "عددًا من الحكومات الأوروبية  قدمت الدعم المالي اللازمة لبناء المؤسسات المدنية، إلا أن الولايات المتحدة لم تقدم شيئًا في هذا الصدد". وأضاف أنه "لو استمر القتال والصراع فترة طويلة، فإن المتطرفين سيستولون على السلطة، وهذا في حد ذاته يعني دمار سورية".

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أطباء ولاجئون سوريون يخططون لغرف عمليات وعناية مركزة على الحدود التركية أطباء ولاجئون سوريون يخططون لغرف عمليات وعناية مركزة على الحدود التركية



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 18:42 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 عمان اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab