الشاي هو المشروب الأكثر استهلاكاً في الجلسات والمسامرات الرمضانيَّة لدى المغاربة
آخر تحديث GMT19:01:17
 عمان اليوم -

احتل مكانة متميزة في وسط الأسر وأصبحت له طقوس وعادات ثابتة

الشاي هو المشروب الأكثر استهلاكاً في الجلسات والمسامرات الرمضانيَّة لدى المغاربة

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - الشاي هو المشروب الأكثر استهلاكاً في الجلسات والمسامرات الرمضانيَّة لدى المغاربة

تناول الشاي في الأوساط المغاربية
الرباط - العرب اليوم

تتوثّق علاقة المغاربة بالشاي خلال شهر رمضان، فهو المشروب الأكثر استهلاكاً في الجلسات والمسامرات الرمضانية، ولا تخلو منه موائد طبقات المجتمع المغربي، على مدار أيّام العام. واتفق المؤرخون على أن المغرب عرف الشاي في القرن الثامن عشر، وبدأ انتشاره في منتصف القرن التاسع عشر عندما صار المغرب يتعاطى التجارة مع أوروبا.
وهكذا يبدو أن دخول الشاي إلى المغرب كان في عصر السلطان المولى إسماعيل، حين تلقى أبو النصر المولى إسماعيل "أكياساً من السكر والشاي ضمن مجموع الهدايا المقدمة من المبعوثين الأوروبيين للسلطان العلوي"، تمهيداً لإطلاق الأسرى الأوروبيين، مما يدل على ندرته في البلاد المغربية.
وكان دخول الشاي إلى المغرب على أيدي التجار الإنكليز من جبل طارق، ومنه انتشر في المناطق الصحراوية والسودان الغربي، ووصل إلى تمبوكتو.
واحتل الشاي منذ بداية القرن العشرين مكانة متميزة في وسط الأسرة المغربية، وأصبحت له طقوس وعادات، وظهرت في وسط الصناع حرفة جديدة أبدعها أصحابها في صنع أدوات تحضير الشاي من "صينية" و"براد" وإبريق وبابور و "ربايع"، والتصق الشاي بحياة المغاربة، وفرضت «جلساته» حضورها الدائم في المجتمع بطبقاته كلها.
هذا المشروب حرّم شربه عدد من الفقهاء المغاربة أواسط القرن التاسع عشر، وعللوا ذلك، وفق الباحث إبراهيم الحيسن، بأربعة أسباب: الأوّل هو أنّه "سفيه والسفَه حرام"، والثاني أنه يُضر بالأجسام، "وما يضر بالأجسام حرام"، والثالث أنّه "يشغل عن ذكر الله"، أمّا العِلّة الأكثر إثارة، والتي استند إليها الفقهاء المُحرّمون لشرب الشاي، فهي أنّه "في هيئته وآنيته يشبه الخمرة".
الفقهاء الذين استندوا إلى العِلل السابقة لتحريم شرب الشاي، اعتمدوا قاعدة أنّ "الشيء إذا لاحتْ فيه عوارض المنع وجبَ ترْكه لأنّه حرام". ومن الفقهاء المغاربة الذين شبّهوا الشاي بالخمر، الحاج البيشوري، وهو صوفي من منطقة سوس ينتمي إلى أسرة عالمة، فقد ورد عند الأستاذين عبدالأحد السبتي وعبدالرحمن الخصاصي، نقلاً عن المعسول للمختار السوسي، أن الحاج البيشروي نبه من شرب الأتاي لتشبيهه إياه بالخمر، أمّا قاضي مكناس أحمد بن عبدالملك العلوي فكان يرفض شهادة شارب الشاي.
ونظراً إلى الانتشاء الذي يخامر شارب الشاي اعتقد انه نوع من الخمور، يسرد الباحث ابراهيم الحيسن أن إحدى الروايات تفيد بأن الشاي كان في بداية تناوله بالصحراء يعدّ بالنسبة الى كثيرين من المشروبات المحرّمة، إذ كانوا يعتقدون - خطأ أو صواباً- أنه مادة مخدرة ولا يختلف في ذلك عن الخمر. وطرح الفقهاء والشعراء قضيته وأكثروا فيها من الفتاوى والرسائل والأشعار والمقامات.
ومما يثبت أن الشاي كان محرماً قديماً بالصحراء، وجود مخطوط فقهي موريتاني يقال إنه للشيخ أحمد حامد بن محمد ابن المختار، وفيه يعتبر الشاي شكلاً من أشكال اللهو وإضاعة الوقت والمال ويتسبب بانشغال الناس عن مواعيد الصلاة، إضافة إلى أن شـربه يؤدي إلى الاختلاط بالنساء.
وبالعودة إلى الحاضر، ارتفع حجم استهلاك المغاربة من الشاي المستورد من الخارج بمستويات قياسية، تجاوزت المعدلات المسجلة، عقب ارتفاع حجم الواردات المغربية من هذه المادة من الصين بنسبة كبيرة خلال الخمسة أشهر الأولى من السنة الحالية.
وكشفت إحصاءات مكتب الصرف أن حجم ما استورده المغرب منذ بداية السنة بلغ 31 ألف طن، مقابل 21 ألفاً خلال الفترة ذاتها من العام الماضي، بارتفاع 51 في المائة.

 

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشاي هو المشروب الأكثر استهلاكاً في الجلسات والمسامرات الرمضانيَّة لدى المغاربة الشاي هو المشروب الأكثر استهلاكاً في الجلسات والمسامرات الرمضانيَّة لدى المغاربة



GMT 14:39 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

إطلالات ياسمين صبري وأسرار أناقتها التي تُلهم النساء في الوطن العربي

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 22:38 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون
 عمان اليوم - أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون

GMT 09:55 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

أفضل الوجهات السياحية لعام 2025 اكتشف مغامرات جديدة حول العالم
 عمان اليوم - أفضل الوجهات السياحية لعام 2025 اكتشف مغامرات جديدة حول العالم

GMT 22:44 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل
 عمان اليوم - أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل

GMT 20:08 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

تطوير أدوية مضادة للفيروسات باستخدام مستخلصات من الفطر

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab