الغارات الإسرائيلية تهدّد المواقع التراثية في لبنان واجتماع في اليونسكو بشأن الأزمة
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

الغارات الإسرائيلية تهدّد المواقع التراثية في لبنان واجتماع في "اليونسكو" بشأن الأزمة

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - الغارات الإسرائيلية تهدّد المواقع التراثية في لبنان واجتماع في "اليونسكو" بشأن الأزمة

آثار لبنانية
بيروت ـ عمان اليوم

طالت الغارات الإسرائيلية على لبنان مناطق قريبة جدا من مواقع لا تشكل فقط قيمة تراثية وتاريخية وطنية، بل أيضا ثروة تراثية عالمية. من أهم هذه الأماكن، موقع بعلبك التاريخي في شرقي البلاد، الذي يعود إلى عصر الفينيقيين، ويضم أكبر مجمع ديني روماني في العالم. مع بدء الحملة العسكرية الإسرائيلية المكثفة، على منطقة البقاع قبل أكثر من أسبوع، أغار الطيران الإسرائيلي على مناطق لا تبعد سوى مئات الأمتار عن هذا الموقع الأثري، في نقطة قريبة من معبد جوبيتر.

وقد أثار ذلك قلقا كبيرا، خشية على ذلك الموقع المُدرج على قائمة مواقع التراث العالمي، لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" منذ عام 1984.

تواصلت بي بي سي نيوز عربي مع اليونسكو، التي قالت إنها تُذَكِّر جميع الدول الأطراف بواجباتها، بحسب اتفاقية اليونسكو لحماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي، التي أُقرّت عام 1972، وكذلك بموجب اتفاقية لاهاي عام 1954 الخاصة بحماية الملكية الثقافية في الصراعات المسلحة.

لكن أُعلن لاحقا أن اللجنة المعنية بحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح في "اليونسكو"، ستعقد اجتماعا في الثامن عشر من الشهر الجاري، بشأن الوضع في لبنان.
وقد وصف رئيس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال في لبنان، نجيب ميقاتي، استهداف المواقع الأثرية بأنه "جريمة إضافية ضد الإنسانية، ينبغي التصدي لها ووقفها".

وكان لبنان قد وضع ما يُسمّى "الدرع الأزرق"، على المواقع التراثية والأثرية، بهدف حمايتها في زمن الحرب. ويشير هذا الدرع المتعارف عليه دوليا، والذي تُحاط به الجيوش علما، إلى الطابع التراثي أو التاريخي للموقع، بما يفرض على الجيوش المتحاربة، الحفاظ عليه وعدم استهدافه.
 
وكانت لجنة "مهرجانات بعلبك"، قد وجّهت رسالة مفتوحة إلى المنظمات الدولية ورؤساء البعثات الدبلوماسيّة في لبنان، والمختصّين في حماية التراث، لحماية المدينة ومواقعها الأثرية.

وجاء في الرسالة أن: "الاعتداءات طالت مُحيط القلعة الأثريّة، ما أسفَر عن أضرار مباشرة لأحد معالمها المعروف بـ "ثكنة غورو"، بالإضافة إلى الأضرار غير المباشرة، الناتجة عن الدخان الأسود والانفجارات التي أثّرت على الأحجار القديمة، وتسبّبت في تصدعات في الهياكل الهشّة".
وذكرت اللجنة أن هذه الاعتداءات تمثل "انتهاكاً صارخاً للقوانين والأعراف الدوليّة".
وفي هذا الإطار، تقول عالمة الآثار اللبنانية ورئيسة جمعية "بلادي" جوان بجّالي، إنه حتى اللحظة لم تقصف إسرائيل أي موقع أثري بشكل مباشر.

ولكنها أشارت إلى أنه "عندما يكون القصف قريبا جدا من المواقع الأثرية، يكون هناك تهديد لهذه المواقع بسبب ارتجاج الأرض، وإمكانية تأثير ذلك على متانة البناء".
وتضيف بجّالي: "معروف أن البناء الروماني مضاد للزلازل، ولكنه ليس مضادا لسلاح الجو الإسرائيلي"، بحسب تعبيرها.

يتخوف اللبنانيون كذلك من أن الغارات الإسرائيلية تهدد موقعا أثريا آخر، هو مدينة صُور الواقعة في جنوبي البلاد، وهي من أقدم المدن الساحلية في العالم، ويُرجع تاريخ تأسيسها، إلى الألف الثالث قبل الميلاد، وقد ضمتها منظمة "اليونسكو" إلى قائمة التراث العالمي عام 1979.

كما أن صُور، التي كانت من أهم المدن الفينيقية، تضم مواقع أثرية متعددة، يعود معظمها إلى الحقبة الرومانية.
وهنا تقول بجّالي: " في صُور تمّ استهداف المنطقة المجاورة للموقع الأثري، التي هي أصلا مُصنّفة أثرية ومحمية، وهي معروفة عند علماء الآثار، بأنها تضمّ آثارا تحت الأرض".

الأمر لا يتعلّق بمواقع التراث العالمي فحسب. إذ هناك مواقع تاريخية كثيرة ذات قيمة كبيرة في التراث اللبناني، تعرضت للقصف.
من بين تلك المواقع، سوق النبطية التجاري الشهير، حيث كانت تُفرش "بسطات" الباعة أمام المباني القديمة، التي تحتفظ بمعالم عمرانية تراثية.

وقد أحدثت الغارات الإسرائيلية حرائق ودمارا كبيرا في السوق، الذي ارتبط بهوية المدينة الجنوبية، وتاريخها ومعالمها.
وفي وقت تقول فيه إسرائيل إنها تستهدف مواقع وبنى تحتية تابعة لحزب الله، تشمل عملياتها العسكرية تفجيرات متزامنة لمجموعة كبيرة من الأبنية والأحياء في بلدات متعددة في جنوب لبنان، ما أثار صدمة كبيرة، من هول ما نجم عن ذلك من دمار.

ولا تخلو قائمة الأماكن التي دمرها القصف من المواقع الدينية المهمة.
ومن أبرز ما تمّ رصده في هذا الصدد، "مقام بنيامين" الذي دمّره الجيش الإسرائيلي في قرية محيبيب الحدودية.
ويعود تاريخ هذا المقام، بحسب "الجمعية العاملية لإحياء التراث في لبنان"، إلى أكثر من 2000 عام، وهو مزار ديني ومقام تراثي وتاريخي في منطقة جبل عامل.

كما قصف الجيش الإسرائيلي ودمّر مساجد عدة، مثل مساجد يارين وكفرتبنيت وبليدا، فضلا عن قصفه لكنيسة دردغيّا.
وقد حذرت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة من أجل لبنان جينين هينيس-بلاسخارت في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، من أن الهجمات الإسرائيلية تُعرِّض مواقع قديمة لخطر بليغ.

وأوضحت بالقول: "تواجه مدن فينيقية قديمة ضاربة في التاريخ خطرا عميقا من أن تُدمّر. لا يجب أن يصبح التراث الثقافي ضحية أخرى لهذا الصراع المدمّر".
ويحول استمرار القصف، دون أن تتمكن السلطات اللبنانية من تقييم الأضرار التي لحقت بالأماكن التراثية في البلاد، أو معرفة ما إذا ما كان هناك، ما يُمكن إعادة ترميمه منها وإنقاذه.
لكن الدولة اللبنانية والجمعيات المعنية بالتراث في البلاد، تتولى توثيق تلك الأضرار حاليا، من خلال الصور الجوية التي تؤخذ للدمار الناجم عن الحرب.

كما أن اليونسكو أعلنت من جانبها، أنها تعكف على مراقبة المواقع الأثرية، من خلال تحليل صور الأقمار الصناعية التابعة لمراكز الأمم المتحدة.
وتشير جوان بجّالي إلى أن "استهداف المواقع الأثرية في حالة الحروب، هو استهداف لتاريخ الشعوب، وهو ما يعني حرب إبادة" على حد قولها.

فضلا عن ذلك، يبدو أن عمليات تفخيخ منازل وأحياء في بلدات جنوبية، تهاجمها إسرائيل في إطار ما تقول إنه مهاجمة أهداف لحزب الله، تؤدي إلى جعل مناطق بأكملها، بكل ما فيها من معالمٍ ومبانٍ، أثرا بعد عين.

وقد انتشرت كثير من الفيديوهات، التي تظهر منازل أشخاص قبل تفجيرها وبعد حدوث ذلك، مرفقة بتعليقات عن القيمة المعنوية والعاطفية لما دُمّر، ما دفع كثيرين لاعتبار الحرب الحالية "حربا ضد ذاكرتهم الفردية والعائلية كما ذاكرتهم الجماعية"، من خلال تدمير كل ما يرمز إلى أماكن ينتمون لها.

قد يهمك ايضاً :

العثور على الجزء المفقود من "خوفو" في جامعة أبردين الاسكتلندية بالصدفة

انطلاق أولى أمسيات "تواصل" في المجلس الأعلى للثقافة الأربعاء المقبل

 

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الغارات الإسرائيلية تهدّد المواقع التراثية في لبنان واجتماع في اليونسكو بشأن الأزمة الغارات الإسرائيلية تهدّد المواقع التراثية في لبنان واجتماع في اليونسكو بشأن الأزمة



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 21:47 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

يتناغم الجميع معك في بداية هذا الشهر

GMT 19:40 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 04:43 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العقرب الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:09 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab