روح شكسبير تمتد إلى منصّات كريستيان ديور وألكسندر ماكوين وسيمون روشا
آخر تحديث GMT09:01:09
 عمان اليوم -

مجموعة "فيفيان ويستورد" تتميز بتصاميم من العصر الإليزابيثي

روح شكسبير تمتد إلى منصّات كريستيان ديور وألكسندر ماكوين وسيمون روشا

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - روح شكسبير تمتد إلى منصّات كريستيان ديور وألكسندر ماكوين وسيمون روشا

تصميمات العصر الايزابيثي أظهرت القوة الدائمة في مجموعة الكسندر ماكوين في خريف وشتاء 2013.
لندن - كاتيا حداد

مرت 4 قرون منذ ارتداء شخصيات مسرحيات شكسبير للصدرية والخرطوم، ولكن يبدو أن عددا من المصممين الحديثين قرروا إعادة التوجه لملابس العصر الإليزابيثي.

يتخيل المرء دوما شخصيا روميو وجوليت أو فيليا أو عطيل  التي اشتهر بهما شكسبير فورا وهم يرتدون الملابس من العصر الإليزابيثي التي تتمثل بالأصل في الصدرية الضيقة والخرطوم الكبير، وبالغالب ما تكون جميلة وموجودة على خشبة المسرح أو على شاشة التلفزيون، بغض النظر عن العديد من التجسيدات الحديثة التي أقيمت لأجل هذه الروائع الأدبية.

ويبدو أن تأثير العصر الإليزابيثي امتد إلى منصات كريستيان ديور وألكسندر ماكوين وغاريث بيو وسيمون روشا في الماضي القريب، واشتهرت فيفيان ويستورد بتجسداتها التاريخية، وأطلقت على  مجموعتها "منذ 5 قرون" التي تميزت بمنسوجات وتصاميم العصر الإليزابيثي، في حين خصص جون غاليانو عرض ديور لرسم صورة هانز خولبان تيودور وهنري الثامن، من خلال الدانتيل والياقات البيضاء التي تصدرت قمصان من النوع الثقيل، ومثله فعل مارك جاكسون في عرض خريف وشتاء 2016.

وتوضح مديرة مدرسة الملابس التاريخية جيني تيرماني " كانت الأزياء الإنكليزية في ذلك الوقت خاصة جدا، وأرى أن أزياء شكسبير أصبحت جزءا من النهضة الثقافية الإنكليزية الكبيرة، وتتزامن مع فرض قيود كبيرة على الناس من ناحية الملابس، وبطبيعة الحال في ظل الملكة الأسطورية إليزابيث." وتابعت "شهد هذا العصر أيضا ازدهار اللغة الإنكليزية، وكان شكسبير هو الأساس في ذلك، ولكن نفس الشيء حدث مع الفنون الزخرفية الأخرى في أوروبا، بما في ذلك أنماط التطريز في الثوب الإليزابيثي، وكانت تقنيات النسيج في إيطاليا تشمل أنواعا مختلفة من الأقمشة مثل الحرير والمخمل التي أنتجت ملابس رائعة، وبالنسبة لي كان هذا العصر انفجارا في الأزياء تماما مثل الستينات في العصر الحديث."

وتحكي دائما الملابس قصصا سواء في الستينات أو في العام الجاري، ورغم ظهور بعض علامات الثروة والسلطة في الملابس، فإن القواعد التي تحكم اللباس اليوم تقلصت كثيرا. وأضافت جيني " لعبت الملابس دورا مهما في حياة الناس في زمن شكسبير أكثر مما هي عليه الآن، فقد كان المجتمع صارما جدا، ولم تكن هناك حرية لاختيار الملابس التي يرغب المرء في ارتدائها." وكانت الملابس الطريقة الوحيدة للتعزيز والحفاظ على التسلسل الهرمي الصارم من خلال إدخال قواعد وقوانين تملي على الناس ما يرتدون، وكان أشهر هذه القوانين "إعلان مناهضة الزيادات لعام 1577" الذي وضعت فيه الملكة إليزابيث الأقمشة والألوان المفصلة لكل جزء من الجسم ولكل طبقة.

وحدد القانون على سبيل المثال أن اللون الأرغواني حكر على الملك أو الملكة أو أسرتهم، وعوقب المخالفون بغرامات مالية، وعلى هذا المنوال أصبح الشكل يفرق بين جميع أفراد المجتمع. وترجم هذا الأمر على ملابس المسارح أيضا، فقد كانت المسارح في ذلك الوقت مصدرا للتسلية الشعبية للجماهير، فالملكة إليزابيث وخليفتها جيمس الأول شهدا أكبر أعمال شكسبير ومعاصريه خصوصا على خشبة مسرح ذي غلوب، وكان يتضح من خلال زوار المسارح الطبقة التي ينتمى لها الناس، وكانت العروض على المنصة مسؤولة جزئيا عن نشر أحدث الموضات بين المواطنين من لندن وخارجها، وفي ذلك الوقت أغلقت الكثير من مسارح لندن لوقف انتشار الطاعون لكن القليل من الجولات المسرحية حافظت على استمراريتها.

وأصبح من الواضح أنه من الصعب على الملك أو الملكة في بريطانيا اليوم أن يفرضوا قانونا بشأن معايير اللباس، وإلا لحلت انتفاضة شعبية، ولكن النفوذ الذي يمارسه أصحاب المراتب العليا على الملابس لا يزال واضحا، فغاريث بيو مصمم صاحب سيرة طويلة مع اللباس التاريخي وبخاصة من فترات تيودور وستيوارت، وقد أدرج عناصر من اللباس الإليزابيثي في مجموعاته وعلى الأخص في الأطواق والتنانير في مجموعة ربيع وصيف 2009.

وصرح في عام 2013 " بأن الفكرة كانت في أن نؤدي عملا فخما، كان لدينا هدف المبالغة الفخمة مما يجعل العارضات يسرن بطريقة خاصة ويقدمن شيئا خاصا." واستوحى بيو مثل معظم المصممين أفكاره من التاريخ الغني لتلك الحقبة، لكنه كان أقل حرصا على إعادة الماضي بأمانة، ولجأ إلى تفسير رموزه أكثر. ويوضح "أنه يأتي مع صورة ظلية من السلطة، وأعتقد أن آل تيودرز كانوا القوة الأولى في عالم الأزياء، ثم سيطرت الملكة إليزابيث الأولى على استخدام الملابس لمزيد من الأغراض التي تعدت كونها ملابس فقط."

وسيطرت إليزابيث الأولى على صورتها بعناية باعتبارها وسيلة للسلطة، سيما عندما اعتلت العرش بملابس فخمة وغنية وكبيرة، التي أثرت في إنتاج شكسبير في نواح متعددة من خلال تقليدها بطريقة لبسها وعكس وجهها الأبيض بين الشباب الذكور الذين لعبوا الشخصيات النسائية، رغم أن الطريقة التي استخدمت في ذلك الوقت كانت خطرة، فقد لجأ الممثلون إلى طلاء وجوههم بالرصاص كي يحصلوا على درجة بياض بشرة الملكة.

وفاز المصمم السوري المولد نبيل نيال أخيرا بالموافقة على تصاميمه التي تمزج جماليات العصر الإليزابيثي وتقنيات البناء مع التقدم في المجال التكنولوجي من خلال مجموعته لخريف وشتاء 2016 التي أعاد فيها صياغة هذا العصر مع تأثير الرياضة الحديثة في تصاميم أكثر جاذبية وإثارة كما لو أنه تخيل ماذا كانت الملكة إليزابيث سترتدي اليوم.

ولا يثير الاستغراب أن المبالغة واحدة من الرموز الأكثر ديمومة من العصر الإليزابيثي، فهي تشير إلى البناء المعقد للأثرياء من ناحية القوانين التي وضعت قيودا على حجم المكانة الاجتماعية، وتوضح جيني " أن المبالغة في الأزياء كانت واحدة من العناصر التي أبقت على هذا العصر جذابا، فلم يظهر مثلها في التاريخ." ومن كان يعتقد أن الجمهور سيتقبل ملابس وجدت قبل 5 قرون؟ يبدو أن فيفيان ويستوود أعتقدا ذلك.

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روح شكسبير تمتد إلى منصّات كريستيان ديور وألكسندر ماكوين وسيمون روشا روح شكسبير تمتد إلى منصّات كريستيان ديور وألكسندر ماكوين وسيمون روشا



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ عمان اليوم

GMT 08:36 2025 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

نتنياهو يشكر ترامب وبايدن لدورهما في الإفراج عن الرهائن
 عمان اليوم - نتنياهو يشكر ترامب وبايدن لدورهما في الإفراج عن الرهائن

GMT 09:01 2025 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

سلطنة عُمان ترحّب بالتوصّل إلى اتفاق الهدنة في غزة
 عمان اليوم - سلطنة عُمان ترحّب بالتوصّل إلى اتفاق الهدنة في غزة

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

إطلالات كيت ميدلتون أناقة وجاذبية لا تضاهى
 عمان اليوم - إطلالات كيت ميدلتون أناقة وجاذبية لا تضاهى

GMT 09:55 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

أفضل الوجهات السياحية لعام 2025 اكتشف مغامرات جديدة حول العالم
 عمان اليوم - أفضل الوجهات السياحية لعام 2025 اكتشف مغامرات جديدة حول العالم

GMT 21:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
 عمان اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 20:23 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

أخطاء شائعة تؤثر على دقة قياس ضغط الدم في المنزل

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab