طليطلة مدينة أسبانية لها وقع تاريخي في الماضي العربي
آخر تحديث GMT12:12:54
 عمان اليوم -

تضم بين جنباتها موروثًا ثقافيًا ومعماريًا هائلًا

طليطلة مدينة أسبانية لها وقع تاريخي في الماضي العربي

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - طليطلة مدينة أسبانية لها وقع تاريخي في الماضي العربي

أنحاء من مدينة طليطلة
دبي ـ العرب اليوم

تعد طليطلة إحدى مدن إقليم الأندلس الإسباني وتقع على بعد 70 كم متراً إلى جنوب العاصمة مدريد، وهي واحدة من المدن التي كان لها وقع تاريخي في الماضي العربي هناك.
وتقع المدينة على قمة تلة فوق أحد منعطفات نهر تاغوس في جو مهيب من الجمال والتاريخ والأناقة الساحرة، وقد كانت هذه المدينة عاصمة إسبانيا في العصور الوسطى، وكنزاً من أعمال غريكو الفنية، وينظر إليها في الوقت الحاضر على أنها نصب تذكاري وأحد مواقع التراث العالمي.
 كما تجد خلف أسوار المدينة القديمة شوارع ضيقة مرصوفة بالحصى وأزقة حادة تضم بين جنباتها موروثاً ثقافياً ومعمارياً هائلاً، من بينها قلعة رومانية يعود تاريخها إلى 2000 عام، وقد اتخذ القوطيون الغربيون من مدينة طليطلة عاصمة لهم في القرن السادس، وكانت في العصور الوسطى بوتقة لانصهار المسلمين والمسيحيين واليهود، ما نتج عنه اندماج متناغم من تأثيرات الديانات الثلاث.
وتوفر "الإمارات للعطلات" رحلات ممتعة إلى هذه المدينة التاريخية الساحرة تشمل زيارة إلى بلازا ديل إيونتامينو، المحاطة بالكنيسة القوطية وقصر الأساقفة ومبنى قاعة المدينة الذي يعود إلى القرن السابع عشر ببرجيه الركنيين الرائعين ونقوش مزينة ورائعة لابن غريكو والحي اليهودي القديم وكنيسة سانتو تومي التي تضم لوحات آل غريكو الفنية، وكنيسة سانتا ماريا لا بلانكا التي كانت في الأصل أكبر وأقدم معبد في المدينة ويعود تاريخها إلى 600 عام مضت. وتمتاز المدينة بإرثها الإسلامي العريق، حيث فتحت على يد المسلمين بقيادة طارق بن زياد عام 712م، وبقيت تتمتع بتفوقها السياسي على سائر مدن الأندلس وازدهر فيها فن العمارة.
 وعندما سقطت الأندلس في يد المسلمين لم يعمدوا إلى القضاء على المسيحية فوراً، ومن المعتقد أن المسجد الرئيسي لمدينة طليطلة قد تحول إلى بناء كاتدرائية طليطلة بعد سقوطها في يد الإسبان مرة أخرى. يرى بعض المحققين أن نشير إلى أن قاعة الصلاة من المسجد تتطابق في الشكل مع الكاتدرائية الحالية.
 كان من أبرز ما قدّمه موسى بن نصير إلى الخليفة الوليد من الغنائم التذكارية النفيسة مائدة تفوق قيمتها كل تقدير، كان طارق بن زياد قد غنمها من كاتدرائية طليطلة، وكان القوط قد تفننوا في صنعها فنسبها العرب إلى سليمان بن داود، وإنما أطلق عليها هذا الاسم كناية عن قدمها وعظم شأنها.
واختلفت الروايات كذلك في وصف هذه المائدة وبيان هيئتها وسبب وجودها، فذكرت إحدى الروايات أن الأغنياء والموسرين من القوط دأبوا أن يوصوا للكنائس بقدر معلوم من ثرواتهم عند الوفاة وكلما تجمع المال الوفير بين المشرفين على تلك الكنائس أمروا بصناعة موائد وكراسي من الذهب والفضة تضع القساوسة عليها الأناجيل في أيام الاحتفالات من أجل المباهاة والتفاخر، ونالت كنيسة طليطلة قدراً كبيراً من مال الوصايا، وخاصة أنها كانت مقرّ البيت المالك، ولذا تأنق الملوك في عمل مائدة لهذه الكنيسة فاقت كل الموائد في سائر إسبانيا.
 إذ حرص كل ملك على أن يزيد في مائدة كنيسة طليطلة إعلاء لذكره وتباهياً بعاصمة ملكه حتى صار لها مركز الصدارة في جميع البلاد وتحدث الجميع بجمالها وعلو قيمتها، فكانت مصنوعة من الذهب الخالص مرصعة بفاخر الدر والياقوت والزبرجد.
 ومهما يكن من أمر تلك الروايات فمما لا شك فيه أنها أجمعت على شيء واحد هو عظمة هذا الكنز الثمين الذي فاقت أخباره ما عداه في كنوز وجدت في سائر مدن الأندلس، ويرجح أن هذه المائدة كانت مذبح الكنيسة الجامعة في طليطلة، وأنها كانت على درجة خيالية من الجمال حتى تليق بعاصمة القوط، ولتكون رمزاً لثراء دولتهم وغناها الوافر.

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طليطلة مدينة أسبانية لها وقع تاريخي في الماضي العربي طليطلة مدينة أسبانية لها وقع تاريخي في الماضي العربي



GMT 09:46 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية تلهمك وتدفعك لاكتشاف أعماق ثقافات جديدة

GMT 18:52 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أشهر الوجهات السياحية الجبلية البارزة على مستوى العالم

GMT 07:49 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 09:02 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الطيران العماني يعزِّز من خدماته إلى موسكو خلال فصل الشتاء

أيقونة الموضة سميرة سعيد تتحدى الزمن بأسلوب شبابي معاصر

الرباط ـ عمان اليوم

GMT 22:38 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون
 عمان اليوم - أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون

GMT 22:44 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل
 عمان اليوم - أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

إطلالات كيت ميدلتون أناقة وجاذبية لا تضاهى
 عمان اليوم - إطلالات كيت ميدلتون أناقة وجاذبية لا تضاهى

GMT 09:55 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

أفضل الوجهات السياحية لعام 2025 اكتشف مغامرات جديدة حول العالم
 عمان اليوم - أفضل الوجهات السياحية لعام 2025 اكتشف مغامرات جديدة حول العالم

GMT 21:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
 عمان اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab