سكان جنوب لبنان يُواصلون أعمالهم رغم القصف الإسرائيلي
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

سكان جنوب لبنان يُواصلون أعمالهم رغم القصف الإسرائيلي

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - سكان جنوب لبنان يُواصلون أعمالهم رغم القصف الإسرائيلي

من آثار القصف الإسرائيلي على غزة
بيروت ـ ميشال صوايا

في مطعم الفلافل الصغير الذي يملكه في جنوب لبنان، يحضّر حسين مرتضى الساندويتشات للزبائن القلائل، في حين تحلق مسيّرة استطلاع إسرائيلية فوق بلدة كفركلا الحدودية شبه المقفرة.

يقول حسين مرتضى البالغ 60 عاماً، الذي غزا الشيب شعره ولحيته وهو يغلي الزيت قبل أن يُسقط فيه حبّات الفلافل داخل مطعمه الصغير، «قبل أيام سقطت القذيفة على بُعد نحو 200 متر من هنا، طالت شظية واجهة المحلّ وهنا في الحائط، وأنا اختبأت خلف الثلاجة».

يُسمع دوي القصف بوضوح في البلدة الواقعة في منطقة محاطة بحقول الزيتون. غالبية الشوارع مقفرة، وبعض الأحياء المواجهة للجليل أشبه بمدينة أشباح بعدما نزح سكانها عنها.

لكن حسين مرتضى مصمم على البقاء في بلدته والاستمرار بفتح مطعمه أمام السيارات القليلة التي تمر بالمكان، وبينها سيارات الإسعاف.

ويؤكد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «ها نحن هنا تحت القصف، نعمل ولن نغلق. كل جائع نطعمه، مَن يملك النقود ومَن لا يملكها. هذا أيضاً جهاد في سبيل الله».

وتشهد المنطقة الحدودية في جنوب لبنان تصعيداً عسكرياً متفاقماً بين إسرائيل و«حزب الله» منذ شنّت حركة «حماس» الفلسطينية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) هجوماً مباغتاً غير مسبوق داخل إسرائيل التي تردّ بقصف مدمّر وعملية برية في قطاع غزة.

وينفّذ «حزب الله» الذي ليس له أي وجود عسكري مرئي في المنطقة الحدودية اللبنانية، بشكل رئيسي عمليات يومية ضد أهداف عسكرية إسرائيلية قرب الحدود، واضعاً ذلك في إطار دعم قطاع غزة و«إسناداً لمقاومته».

وتردّ إسرائيل بقصف مناطق حدودية، مستهدفة ما تصفها بـ«تحرّكات مقاتلي (حزب الله)» ومنشآت تابعة له قرب الحدود. وازدادت حدة القصف في الآونة الأخيرة، وأسفرت عن دمار كبير في بعض أحياء القرى الجنوبية الحدودية.

وأسفر التصعيد في جنوب لبنان عن مقتل 140 شخصاً على الأقل في لبنان بينهم نحو مائة مقاتل من «حزب الله»، و17 مدنياً على الأقل بينهم 3 صحافيين.

وقُتل 11 شخصاً من الجانب الإسرائيلي بينهم 6 عسكريين.

وبحسب المنظمة الدولية للهجرة، فإن أكثر من 64 ألف شخص نزحوا في لبنان، غالبيتهم في الجنوب.

وفي تقرير نُشر (الثلاثاء)، قال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إن النزاع أدى الى «خسائر مادية كبرى» طالت خصوصاً المساكن والمتاجر والبنى التحتية والخدمات في القرى الحدودية.

وأضاف التقرير أن «النشاط الاقتصادي والأعمال المحلية إما تعطلت، أو اضطرت لإغلاق أبوابها، أو الانتقال إلى مكان آخر».

في محطة الوقود التي يملكها عند مدخل بلدة الطيبة الحدودية في جنوب لبنان، التي طالها القصف الإسرائيلي وقُتل مختارها بقذيفة في 11 ديسمبر (كانون الأول)، ينتظر علي منصور أيضاً الزبائن القلائل الذين يتحدّون القصف اليومي ويخرجون من منازلهم.

لكنه رغم ذلك يؤكد: «ما دام القصف بعيداً، نحن نعمل لنحصّل رزقنا».

يقول هذا الرجل الخمسيني، أمام محطة الوقود التي تشكّل مصدر رزقه الوحيد، «غادر عدد قليل من السكان القرية، لكننا ما زلنا هنا، لأن الأمور كما يقولون تحت السيطرة».

ويضيف خلال وقوفه في مقابل بلدة مسكاف عام الإسرائيلية على الجانب الآخر من الحدود، فيما يُسمع صوت طائرة مسيّرة تحلّق في الأجواء بوضوح: «نحن مواجهون لمسكاف عام. لو كنا خائفين لما بقينا هنا. لكن ما يقلقنا هو عندما يبدأ الإسرائيلي بالقنابل الفوسفورية».

وتتهم السلطات اللبنانية ومنظمات حقوقية دولية القوات الإسرائيلية باستخدام القنابل الفوسفورية خلال قصفها المناطق الحدودية اللبنانية.

لكن منصور يصرّ: «نحن باقون في أرضنا. من المؤكد أن عدد السكان الآن أقلّ، لكن مَن يملك رزقاً سيواظب عليه».

في بلدة العديسة المجاورة، بقي المطعم الصغير الذي يعمل فيه أحمد ترّاب (23 سنة) مفتوحاً لتقديم وجبات الهمبرغر للسكان حتى الأسبوع الماضي.

ويروي قائلاً: «منذ بداية الحرب حتى الآن، لم نغادر» لكن الأسبوع الماضي «ومثل كل يوم فتحنا المطعم، وقد حضر حسين الشاب الذي يعاونني في العمل، وسمعنا ضربة قوية جداً».

ويوضح: «نزلتْ أول قذيفة قبالة المطعم، واثنتان وراء المطعم، وأُصيب حسين بشظية في رجله».

وما كان من أحمد ترّاب إلا أن قرر مغادرة قريته التي باتت شبه مقفرة الآن.

من جهته بقي عباس علي بعلبكي في بلدته، لكنه اضطر لإغلاق المطبعة الصغيرة التي يملكها.

في ساحة العديسة الرئيسية قبالة الحسينية، يقول وهو يتابع على هاتفه النقال أخبار القصف الذي يطال القرى الحدودية، «لو امتدت الحرب عشرة أشهر أو سنة لا أغادر».

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

حزب الله يُدخل صواريخ حارقة إلى معركة جنوب لبنان

إطلاق 20 صاروخًا من جنوب لبنان في اتجاه الجليل الأعلى

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سكان جنوب لبنان يُواصلون أعمالهم رغم القصف الإسرائيلي سكان جنوب لبنان يُواصلون أعمالهم رغم القصف الإسرائيلي



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 21:26 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 19:24 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab