بيروت ـ جورج شاهين
أثارت الأنباء الواردة عن الاشتباكات الجارية في بلدة أعزاز السورية، حيث يُحتجز اللبنانيون الشيعة، حالة من القلق لدى اللبنانيين عمومًا، وأهالي مخطوفي إعزاز الشيعة التسعة خصوصًا.
وأكدت مصادر الأمن العام اللبناني، لـ"العرب اليوم"، أن معلومات أكيدة توصل إليها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، في اتصالاته، تُفيد أن
المعارك في أعزاز التي تدور بين وحدات من لواء "عاصفة الشمال" التابع للثورة السورية، وأخرى قيل إنهم من "القاعدة" وإسلاميين متشددين، تجري في منطقة بعيدة من مكان احتجاز اللبنانيين التسعة، وأنهم بخير، فيما طمأن أهالي المخطوفين بما توافر لديه من معلومات.
وكشفت تقارير وردت إلى بيروت من مصادر عدة، أن قتالاً ضاريًا اندلع بين فصائل المعارضة السورية، للسيطرة على بلدة أعزاز ذات الأهمية الإستراتيجية القريبة من الحدود مع تركيا، مما أسفر عن مقتل عدد من الأشخاص في القتال الذي دار بين تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام" المرتبط بـ"الـقاعدة" و"الجيش السوري الحر"، مؤكدة أن التنظيم سيطر على أعزاز.
وأفادت التقارير ذاتها، أن القتال في أعزاز أسفر عن مقتل 8 عناصر من لواء "عاصفة الشمال" الذي يحتجز اللبنانيين التسعة منذ 23 آذار/مارس 2012، و13 من تنظيم "دولة العراق والشام"، فيما وصف نشطاء سوريون القتال بأنه "الأشرس" بين جماعات المعارضة منذ بداية الأزمة، وأضافوا أن "القتال بدأ عندما حاول مقاتلون من التنظيم خطف طبيب أوروبي يعمل في مستشفى أعزاز، وقاوم مقاتلو الجيش الحر مسلحي (الدولة الإسلامية) واندلع إطلاق النار، ووقعت مواجهة انتهت بسيطرة مقاتلي التنظيم على البلدة بكاملها، ثم اتجهوا بعد السيطرة على أعزاز إلى نقطة العبور عند باب السلام".
وباتت بلدة أعزاز، التي يتواجد فيها المخطوفون اللبنانيّون، تحت سيطرة الإسلاميّين، حيث أكد ناطق باسم لواء "عاصفة الشمال"، صباح الخميس، لوسائل إعلام لبنانية مختلفة، أنّ "الدولة الإسلاميّة في العراق والشام" تريد السيطرة على معبر باب السلامة مع تركيا، في حين يحشد لواء "التوحيد" مقاتليه على المعبر مع "عاصفة الشمال".
وأشارت المعلومات إلى أنّ هدوءًا نسبيًا يُسيطر في هذه الأثناء على المنطقة، التي شهدت معارك عنيفة، علمًا بأنّ مسلحين منضوين في تنظيم "القاعدة" هاجموا مستشفى أعزاز، بعد انضمام مائتي مقاتل من ريف حلب إليهم.
وقالت الناطقة باسم أهالي المخطوفين اللبنانيين السيدة حياة عوالي، إنها وزملاءها يُحمّلون الدولة التركية مسؤولية سلامة المخطوفين في أعزاز، وطلبوا من المدير العام للأمن العام اللبناني الاتصال بالاتراك لمعرفة مصيرهم.
وحمّل المكلف من قِبل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى لمتابعة قضية المخطوفين اللبنانيين التسعة في أعزاز الشيخ عباس زغيب، الحكومة التركية مسؤولية سلامتهم وإعادتهم إلى لبنان، في ضوء المعارك التي تجري هناك، موضحًا أن الأهالي سيستأنفون قريبًا تحركهم، وسيعملون على تعطيل المؤسسات التركية في لبنان.
ودعا الشيخ زغيب فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي إلى التحرك من أجل إعادة المخطوفين اللبنانيين، "مثلما يتحرك للإفراج عن الطيارين التركيين".
أرسل تعليقك