غزة – محمد حبيب
غزة – محمد حبيب
قدّم أستاذ للدراسات الأمنية والاستراتيجية تفاصيل مذهلة عن نفق "كتائب القسام"، الذي اكتشفه جيش الاحتلال الإسرائيلي، ويصل قطاع غزة مع مستوطنة "العين الثالثة" شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.
وقال أستاذ الدراسات الأمنية الاستراتيجية في أكاديمية "فلسطين للعلوم الأمنية" في غزة الدكتور هشام المغاري، عبر صفحته على موقع التواصل
الاجتماعي "فيس بوك"، أنه "استجمع خبراته، وبدأ يحسب بعض الأرقام، التي تخص نفق المقاومة، الذي تم اكتشافه شرق خانيونس"، موضحًا أن "النفق امتد نحو (2500) مترًا، ويقدّر عرضه، بحسب الفيديو الذي ظهر في وسائل الإعلام، نحو (1.2) متراً، وارتفاعه نحو (2.2) متراً، شاملاً سمك الجدران الخرسانية، أي أن حجمه يبلغ نحو (6600) مترًا مكعبًا، بما يعني أن كمية الرمال التي تم إخراجها منه تعادل نحو (365) شاحنة، مشيرًا إلى أنه "لك أن تتخيّل أن كمية الحفر تعادل نحو (660) ألف دلو من الرمال (نحو ثلثي مليون دلو)، وكل هذا تم حفره تحت الأرض، ونقله يدوياً أو بواسطة معدّات ميكانيكية بسيطة، وكل دلو منها تحرك تحت الأرض مسافة متوسطها 1250 متراً"، مبينًا أنه "فيما لو كان المقاوم يحمل في كل مرة عشرة دلاء بواسطة آلة ميكانيكية بسيطة، يكون مجموع المسافات التي قُطعت لنقل كمية الرمال ذهابًا وإيابًا، وإخراجها إلى خارج النفق، من جهة خانيونس، نحو 165 ألف كيلو مترًا، وهذا يعادل طول البحر الأحمر نحو 80 مرة، أو طول المسافة بين رفح والقاهرة نحو 400 مرة".
ولفت المغاري إلى أن "كل هذا فضلاً عن أن النفق تم كساؤه ببلاطات من الخرسانة المسلحة، ولو افترضنا أن عرض البلاطة الواحدة يبلغ نحو 50 سنتيمترًا، فإن رجال المقاومة يكونون قد استخدموا نحو 15 ألف بلاطة للجدران والسقف، كلها تم نقلها إلى داخل النفق، مسافة متوسطها 1250 مترًا، أي أن المسافة التي تم قطعها لنقل البلاطات ذهاباً وإياباً تبلغ نحو 18 ألف كيلو مترًا، وهي تعادل طول البحر الأحمر نحو 9 مرات، فضلاً عن أعمال الحفر والتركيب".
وعقب المغاري على تلك الإحصائيات بالقول "يجب أن يعلم فريق المفاوضات الفلسطيني أن الإفراج عن الأسرى لا يأتي إلا بمثل هذا الجهد الأسطوري، الذي لم يستعدّوا له، ولا يقدرون عليه، وأن إسرائيل لن تُفرج عن الأسرى على طاولة مفاوضات مليئة بأشكال الزينة، والضحكات الصاخبة، والمأكولات والمشروبات بأنواعها"، واستطرد "أما شعبنا البطل فيجب أن يعرف من هم الذين يضحّون من أجله، في مقابل أناس همّهم الضحك والأكل والشرب والجلسات الفارهة، والتنقل من بلد إلى بلد، والجلوس على أبواب الحكام يتسوّلونهم وستجدونهم"، مشيرًا إلى أن "هذا الجهد يجب أن يعيد الأمل إلى نفوس الأسرى، فهم في ضمير الشعب والمقاومة، ولن يتخلى رجالها عنهم، مهما كلفهم ذلك، من جهد وتضحيات وأموال"، لافتًا إلى أن "قادة الاحتلال وأمنييه يجب أن يدركوا أنهم أمام أبطال لم يعرف التاريخ مثلهم، وتعجز موسوعة غينس عن تسجيل أرقامهم وإنجازاتهم، وأنهم لن يكلّوا أو يملّوا أو يستريحوا حتى يفرجوا عن جميع أسراهم".
أرسل تعليقك