ميناء سواكن بين الفوضى والاستغلال بوابة السودان البحرية في أزمة
آخر تحديث GMT23:47:43
 عمان اليوم -

ميناء سواكن بين الفوضى والاستغلال بوابة السودان البحرية في أزمة

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - ميناء سواكن بين الفوضى والاستغلال بوابة السودان البحرية في أزمة

الحرب في السودان
الخرطوم - عمان اليوم

تحوَّل ميناء سواكن، أقدم الموانئ السودانية وأحد أهمها، إلى محور جدل واسع بعد تصاعد الشكاوى حول عمليات نهب وابتزاز تطال المسافرين والتجار، وسط غياب واضح للرقابة الأمنية والإدارية. وخلال الأيام الماضية، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي في السودان عشرات القصص المتشابهة عن وقوع جرائم سرقة ونهب وتهديد وابتزاز دون أي تدخل من الجهات المختصة.
"ادفع وإلا لن تُحمَّل بضائعك!"

وفي هذا السياق، تفيد مصادر محلية بأن الميناء الذي كان يوماً ما بوابة السودان البحرية الرئيسية، أصبح اليوم مرتعاً للسماسرة والمحتالين الذين يفرضون إتاوات غير قانونية على كل من يعبر بواباته.

ويشتكي المسافرون من دفع رسوم إضافية دون سند رسمي، بينما يواجه التجار عراقيل متعمدة تجبرهم على دفع مبالغ مالية لضمان تحميل بضائعهم. في هذا السياق، يصف أحد التجار الذين استخدموا الميناء مؤخراً الوضع قائلاً لـ"العربية.نت والحدث.نت": "اعتقدت أن الأمور ستكون طبيعية، لكنني وجدت نفسي وسط شبكة من السماسرة الذين بدأوا بالتعامل معي بلطف، قبل أن يتحول أسلوبهم إلى تهديد صريح: إذا لم تدفع، فلن تُحمَّل بضائعك".

وتضيف مصادر في قطاع النقل البحري لـ"العربية.نت والحدث.نت" أن بعض المتحكمين في عمليات الشحن والتفريغ يفرضون إتاوات غير رسمية، في حين يطلب البعض الآخر "رسوماً إضافية" لإتمام الإجراءات الجمركية.

غياب الرقابة وتأثيراته على الاقتصاد

يرى مراقبون تحدثوا لـ"العربية.نت والحدث.نت" أن غياب الرقابة الصارمة في الميناء لا يؤثر فقط على المسافرين والتجار، بل ينعكس أيضاً على سمعة السودان الاقتصادية.

ويقول أحد العاملين في النقل البحري لـ"العربية.نت والحدث.نت": "السلطات على دراية كاملة بما يجري، لكنني لا أدري لماذا تغض الطرف. هل هناك من يستفيد من هذه الفوضى، ولهذا لا يتحرك أحد لوقفها؟".
تحذيرات من كارثة اقتصادية

يحذر خبراء اقتصاديون تحدثوا لـ"العربية.نت والحدث.نت" من أن استمرار هذه الفوضى قد يؤدي إلى تراجع الاستثمارات التجارية عبر الميناء، مما قد يلقي بظلاله على حركة التجارة البحرية ويضر بمكانة السودان كمركز تجاري إقليمي.

ويقول أحد التجار المتضررين لـ"العربية.نت والحدث.نت": "نحن أمام مشكلة حقيقية تتطلب تدخلاً فورياً من الجهات المختصة. لا يمكن أن يظل هذا الميناء تحت سيطرة مجموعات تعمل خارج إطار القانون".
هل تتحرك السلطات؟

وفي ظل تصاعد الضغوط الشعبية والإعلامية، يبقى السؤال مطروحاً: هل تتحرك السلطات لوقف هذه التجاوزات، أم أن الفوضى ستظل العنوان الأبرز لميناء سواكن في المرحلة المقبلة؟
نبذة عن ميناء سواكن: إرث تاريخي يتآكل

يُعد ميناء سواكن من أقدم وأهم الموانئ السودانية، حيث يقع على الساحل الغربي للبحر الأحمر، ويبعد حوالي 560 كلم عن العاصمة الخرطوم، و60 كلم عن مدينة بورتسودان. كان الميناء مركزًا تجاريًا واستراتيجيًا رئيسيًا خلال العصور الإسلامية والعثمانية، واشتهر بدوره في نقل الحجاج إلى مكة. ويُعتقد أنه تأسس في العصور القديمة، حيث استخدمه الفراعنة والإغريق والرومان كمركز تجاري، لكن العرب والمسلمين في العصور الوسطى، ومن بعدهم العثمانيون في القرن السادس عشر، هم من طوروه ليصبح مركزًا رئيسيًا للتجارة ونقل الحجاج.

تراجع دوره لاحقًا بعد إنشاء ميناء بورتسودان مطلع القرن العشرين. ورغم محاولات تطويره، فإن الفوضى والاستغلال اللذين يعاني منهما اليوم يهددان مستقبله كميناء استراتيجي.

قد يهمك ايضا

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ميناء سواكن بين الفوضى والاستغلال بوابة السودان البحرية في أزمة ميناء سواكن بين الفوضى والاستغلال بوابة السودان البحرية في أزمة



تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 05:13 2023 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

سيطر اليوم على انفعالاتك وتعاون مع شريك حياتك بهدوء

GMT 20:41 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 06:18 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أحدث سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 04:12 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تتهرب من تحمل المسؤولية

GMT 05:26 2023 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

القمر في برجك يمدك بكل الطاقة وتسحر قلوبمن حولك

GMT 09:01 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الاسد

GMT 20:52 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 23:59 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

احذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 19:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 04:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:52 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

تستفيد ماديّاً واجتماعيّاً من بعض التطوّرات

GMT 00:00 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

يجعلك هذا اليوم أكثر قدرة على إتخاذ قرارات مادية مناسبة

GMT 04:28 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 21:26 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday

Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh, Beirut- Lebanon.

Beirut Beirut Lebanon