نفق حدودي بين مصر وقطاع غزة
غزة – محمد حبيب
أدت الحملة الأمنية التي يشنها الجيش المصري مُنذ ما يقرب من شهرين خاصة في أعقاب عزل الرئيس محمد مرسي نهاية حزيران/ يونيو الماضي، على المنطقة الحدودية بين قطاع غزة والأراضي المصرية "الأنفاق"، لتوقف العمل بشكل تام جراء تلك الحملة التي أتت على معظمها، فيما تطورت الحملة الأمنية أخيرًا وازدادت خاصة بعد
منتصف آب/أغسطس الحالي، لتصل للمرة الأولى في تاريخ الجيش المصري، وحملاته التي قام بها ضد الأنفاق، لتفجير الأنفاق وتدمير المنازل التي تتواجد في داخلها، و التي تعتبر شرايين الحياة لأهل القطاع البالغ عددهم أكثر من مليون و700 ألف نسمة، هذا و أكد مُلاك أنفاق أن الأنفاق توقفت بشكلٍ شبه كامل ولم يعد يعمل سوى قلة لا تتعدى الـ "5 أنفاق" تُدخل مواشي ودراجات نارية وأسمنت بعناء ومخاطرة كبيرة،، في حين تفرض إسرائيل حصارًا مُحكمًا على القطاع مُنذ ما يقرب من 7 سنوات في أعقاب سيطرة حركة "حماس" عليه وتوليها زمام الحُكم.
وبدأت الحملة بمصادرة البضائع المُعدة للتهريب وتكثيف التواجد الأمني لقوات الجيش على طول الحدود والدفع بعدد كبير من المدرعات والأليات المدفعية، تلاها هدم لعشرات الأنفاق وإغلاقها بركام المنازل وغمرها بالمياه.
وتطورت الحملة الأمنية أخيرًا وازدادت خاصة بعد منتصف شهر أغسطس الحالي، لتصل لأول مرة بتاريخ الجيش المصري وحملاته التي قام بها ضد الأنفاق التي تعتبر شرايين الحياة لأهل القطاع البالغ عددهم أكثر من مليون و700 ألف نسمة، لتفجير الأنفاق وتدمير المنازل التي تتواجد بداخلها.
وتفرض إسرائيل حصارًا مُحكمًا على القطاع مُنذ ما يقرب من سبع سنوات في أعقاب سيطرة حركة حماس عليه وتوليها زمام الحُكم بعد فوزها بالانتخابات التشريعية، مما أدى لحدوث أزمةٍ إنسانية جراء إغلاق المعابر، مما دفع السكان للجوء لحفر الأنفاق كبديلٍ عن المعابر المُغلقة جراء الحصار.
وقام الجيش المصري بتدمير ما يقرب من "6 منازل" في منطقة الصرصورية والجندي المجهول الواقعتين مقابل حيي البرازيل والسلام شرق مدينة رفح، كما تم تدمير أكثر من "20 نفقًا" تدميرًا شبه كامل، بواسطة وضع مواد متفجرة بداخلها "ديناميت".
وتسببت عمليات التفجير وإغراق الأنفاق بالمياه بحدوث تشققات بالتربة من الجانب الفلسطيني وبعض الانهيارات الأرضية تحديدًا "في حي السلام"، الأمر الذي أدى لانهيار عشرات الأنفاق وتوقف عملها بشكلٍ شبه كامل جراء خشية عمال الأنفاق العمل بها قبل إصلاحها.
وأحتج أهالي رفح المصرية على عملية تدمير منازلهم مطلع الأسبوع الحالي، ونظموا مسيراتٍ وأغلقوا طرقات وأشعلوا إطارات، قبل أن يلتقي بهم لواء في المخابرات الحربية، ويتعهد الأخير بوقف عمليات تدمير البيوت والأنفاق مقابل وقف الأهالي عملها بالكامل، وإن عمل أي منها سيتم تدميره.
ورصدت كاميرات المصورين عمليات الجيش المصري على الحدود بالأيام الماضية وعمليات تدمير المنازل والأنفاق، وأثار الحملة الأمنية التي أدت لشلل وركوض بحركة تهريب السلع والبضائع للقطاع.
وأكد مُلاك أنفاق أن الأنفاق توقفت بشكلٍ شبه كامل ولم يعد يعمل سوى قلة لا تتعدى الـ "خمسة أنفاق" تُدخل مواشي ودراجات نارية واسمنت بعناء ومخاطرة كبيرة، وببعض الأحيان يضبط الجيش السلع قبل التهريب ويُصادرها.
ونوه المُلاك إلى أن الحملة الأمنية التي يقوم بها الجيش المصري خاصة بعد عزل مرسي تُعد الأعنف والأكثر شدة من نوعها، فلم يقم الجيش من قبل بتفجير منازل وتضييق الخناق بهذا الشكل، كذلك حملة الاعتقالات الواسعة للمهربين والعمال وأصحاب المنازل التي تتواجد بها الأنفاق.
بدوره لفت مصدر في هيئة الحدود التابعة لحكومة غزة، إلى أن عمل الأنفاق تقلص بشكلٍ كبير بسبب الحملة الأمنية المصرية، مما تسبب في حدوث أزمات بدأت تظهر بشكلٍ مباشر وسريع على مجريات الحياة المعيشية للسكان، خاصة أزمة مواد البناء والوقود الذي توقف تهريبه بالكامل مُنذ ما يقرب من 10 أيام.
وبين المصدر بأن ما يُعادل 2000 طن اسمنت كان يعبر يوميًا عبر الأنفاق ونظيرها من الحصمة، فلم يعد يعبر أكثر من 200 طن بأحسن الأحوال وببعض الأيام لا يعبر طن واحد، كذلك الوقود فكان يعبر نحو نصف مليون سولار يوميًا وما بين 100لـ 200 ألف بنزين، واليوم الكمية صفر، ولم يعبر سوى كمية مُقننة قبل يومين.
وأدى تقلص عمل الأنفاق لارتفاع أسعار مواد البناء وشح في سلع ومواد أخرى يُعتمد على تهريبها بشكلٍ رئيس من الأنفاق كـ "الوقود، قطع غيار السيارات، الأسماك، الأرز، السكر.."، ويخشى السكان من ازدياد حدة الأزمة في ظل مواصلة الجيش المصري حملته الأمنية وتضييق الخناق على الأنفاق.
أرسل تعليقك