الصدر يدعو أنصاره إلى ترك السلاح
بغداد ـ نجلاء الطائي
خرج زعيم "التيار الصدري" في العراق مقتدى الصدر، عن صمته واعتكافه، ودعا مجموعة من طلبة الحوزة العليمة إلى رصّ الصفوف، وتثقيف طبقات الناس "السُذّج" الذين لا يعرفون إلا السلاح. وجاء بيان الصدر، الثلاثاء، بمثابة كسر للعزلة بعدما أغلق مكتبه الخاص في محافظة النجف، في وقت سابق، على
خلفية ما اشتباكات وقعت بين "جيش المهدي" التابع للتيار، و"عصائب أهل "الحق المنشقة عنه بزعامة قيس الخزعلي في مدينة الصدر شرق العاصمة بغداد، وأسفرت عن وقوع خسائر بشرية بين الجانبين، فيما قال القيادي في "التيار الصدري" عبدالهادي المحمداوي، "إن إعلان اعتزال زعيم التيار مقتدى الصدر من قبل الهيئة السياسية للتيار كان واضحًا ورسميًا".
وذكر الصدر في معرض إجابته على سؤال وجهته إليه مجموعة من طلبة "الشهيد الصدر"، بشأن "ما تمر الساحة العراقية عمومًا، ولا سيما الخط الصدري، من انعطافات خطرة"، قائلًا "تشرفت بخدمتكم أيها الأحبة وزادني الله شرفاً بحبكم لي ولنا آل الصدر، لكن سمعة آل الصدر على المحك، فأعملوا أيها الأخوة على رصّ الصفوف وتثقيف طبقات الناس السُذّج و الذين لا يعرفون إلا السلاح، ويجعلونه محكًا للإخلاص، وليرتفع مستواهم العلمي والثقافي والأخلاقي، لكي لا يعكسوا صورة بشعة عنا آل الصدر، ولكي لا يكون حبنا من أجل مال وسياسة أو تعيين أو شُهرة، ويستعملوا اسمنا في جمع مال أو تحصيل مغنم، إنكبّوا على كتابة نظام داخلي وشروط تخرج الأخيار وتجمع الأحباب، وتزيد من سرعة التقدم والتكامل لكي لا تضيع الجهود وتصرف الأموال هباءً منبثًا، ولكي لا يكون بعض من طلبة والدي بعد سنين طوال، يجمعون أموالنا ويرتكبون آثامًا، ولكم مني فائق الاحترام والحب والولاء".
وأكدت الهيئة السياسية لـ"التيار الصدري"، في وقت سابق، اعتزال الصدر للحياة السياسية والاجتماعية، وقالت في بيان لها، "إن اجتماعًا دوريًا عُقد للهيئة برئاسة الأمين العامة لـ(كتلة الأحرار) ضياء الأسدي، ناقش فيه قرار زعيم التيار مقتدى الصدر، بشأن اعتزال الحياة السياسية والاجتماعية، وأن المجتمعين ناشدوا الصدر بالعدول عن قراره"، فيما ناشد زعيم "القائمة العراقية" إياد علاوي، جميع القوى الوطنية وأبناء "التيار الصدري"، "بمؤازرة الصدر لتفويت الفرصة على المتآمرين في الداخل والخارج، وتسفيه أحلامهم في تمزيق وحدة الفصائل الوطنية، وتفكيك النسيج العراقي الأصيل".
وأقرّ النائب عن "كتلة الأحرار" التابعة لـ"التيار الصدري" عبدالحسين ريسان الحسيني، في بيان تلقى "العرب اليوم" نسخة منه، الثلاثاء، بأن "المزايدات والمواقف السياسية التي تناغم عواطف الناس، ستكون عنوانًا للترويج للأحزاب المتنافسة خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة، وأن هناك بعض الأحزاب قد أخفقت خلال الفترة الأخيرة، وتحاول إعادة طرح نفسها كأحزاب متميزة، وتحافظ على حقوق مكوّن معين"، مشيرًا إلى أن "تلك الأحزاب ستكون إعلاناتها الترويجية خلال الانتخابات المقبلة هي المزايدات والمواقف السياسية التي تناغم عواطف الناس"، متوقعًا "عدم حصول استقرار سياسي طوال فترة الانتخابات".
ويشهد العراق أزمات سياسية عدة، تتعلق بالشراكة وإدارة الحكم، وقوانين خلافية معطلة، وتفشي الفساد في مؤسسات الدولة، وخروقات في ملف حقوق الإنسان، ومضايقات على الحريات والإعلام، ويتزامن معها تكرار الخروقات الأمنية التي يذهب ضحيتها العشرات من القتلى والجرحى.
أرسل تعليقك