مدرسة ثانوية عدن للبنات في بغداد  تتحول إلى فخ سرطاني قاتل كبير
آخر تحديث GMT21:08:28
 عمان اليوم -

تقع في منطقة الشعب شمال شرقي دولة بغداد

مدرسة ثانوية عدن للبنات في بغداد تتحول إلى فخ سرطاني قاتل كبير

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - مدرسة ثانوية عدن للبنات في بغداد  تتحول إلى فخ سرطاني قاتل كبير

مدرسة ثانوية عدن للبنات في بغداد
بغداد – نجلاء الطائي

رحلت ضحى، الفتاة ذات الستة عشر عامًا وقبلها رحلت أخريات، طالبات ومدرسات، ليس لهن ذنب سوى إنهن يرتدن مدرسة اسمها ثانوية عدن للبنات الواقعة في الشعب شمال شرقي بغداد، وهرع أهالي الحي إلى الشارع لاقتفاء عويل صدر من داخل إحدى الدور القريبة، وإذا بالصراخ يرتفع شيئا فشيئا حتى تبين بعد حين انه صادر من بيت الجار الأستاذ كاظم، المدرس المعروف في إحدى الثانويات القريبة في المنطقة.

"لقد ماتت ضحى" صرخت إحدى شقيقاتها وهي تجهش بالبكاء، وتجمع الجيران على عتبة الباب ليتأكدوا أن والدي ضحى تلقيا الآن مكالمة من المستشفى الذي كانت ابنتهما ترقد فيه حيث فارقت الحياة، ضحى ذات الـ16 عامًا، لم تكن هي الضحية الوحيدة في مدرسة عدن، إنما سبقتها خمس حالات إصابة بمرض السرطان بين مدرسات وطالبات وابنة حارس المدرسة، ما جعل الشكوك تزداد بوجود تلوث إشعاعي في مبنى المدرسة، بالرغم من نفي وزارتي التربية والبيئة ذلك.

ويستذكر أهالي حي التجار في مدينة الشعب، حيث موقع المدرسة المشتبه بتلوثها، الانفجار الهائل الذي حدث في أحد هياكل الدور بعد أيام قلائل من سقوط النظام السابق في العام 2003، حيث انفجرت أطنان من العتاد والصواريخ التي خبأها الجيش السابق حينها في هياكل المباني، ما أدى إلى استشهاد وجرح العديد من المواطنين، وإلحاق أضرار مادية كبيرة في الدور والمباني المجاورة.

كما كان الجيش العراقي حينها يتخذ من مباني المدارس مقار له كمواقع بديلة قبل دخول القوات الأميركية الى المدن بهدف التمويه وتفادي تعرضه الى القصف، إضافة إلى تخزين الأسلحة والعتاد فيها، ويراود أهالي هذه المنطقة الشك بوجود تلوث إشعاعي نجم عن ذلك التفجير، إضافة إلى ما تعرضت له المدينة من قصف إبان الحروب السابقة آخرها في نيسان/أبريل 2003.

وزارتا البيئة والتربية كانتا قد أوضحتا أن التحريات التي أجريت في مدرسة عدن أثبتت خلوها من أية نسب إشعاع، لكن وزارة التربية تراجعت عن ذلك وقالت إنها تشتبه بوجود تلوث إشعاعي في المدرسة، ومدير إعلام وزارة التربية وليد حسين، قال إنه فاتح وزارتي الصحة والبيئة للتأكد من احتمال وجود تلوث إشعاعي في مدرسة عدن للبنات في منطقة الشعب شرقي بغداد، مبينا أنه تم إرسال فريق عمل لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

وبين أن التربية تنتظر ايعازات وزارتي البيئة والصحة حول وجود الإشعاع في المدرسة لتتخذ بدائل لنقل الطالبات إلى مدارس أخرى، مشيرًا إلى أن الوزارة ستتخذ إجراءات كثيرة في حال ثبت وجود تلوث من بينها طمر مكان الإشعاع، ولكن وكيل وزارة البيئة الدكتور كمال حسين لطيف توقع ان سبب حدوث حالات الوفاة المفاجئة في المدرسة هو وجود مادة سمية كيمياوية لم يحددها، مبينًا أن فريقاً من الوزارة قام بثلاث زيارات الى المدرسة حيث قام بفحص الجدران والكهربائيات والشبابيك والزجاج فضلاً عن النفايات الموجودة قرب المبنى، مؤكدًا أن جميع نتائج الزيارات أظهرت أن نسبة الإشعاع الموجودة في المدرسة كانت صفرًا.

وقال مدير إعلام وزارة البيئة مصطفى حميد مجيد إن فرقنا الفنية ذهبت إلى مبنى الثانوية بعد تقارير تفيد بالاشتباه بوجود تلوث إشعاعي فيها ولم تعثر على أي مصادر تفيد بذلك، وأوضح مجيد أن ألفحوصاتها المختبرة تفيد أن الإشعاع الموجود هو ضمن الحدود الطبيعية، لافتًا إلى أن كل المصادر الكيميائية والفيزيائية الموجودة في الطبيعية تتوافر على نسب متفاوتة من الإشعاع.

وكانت معاون مدير مركز الوقاية من الإشعاع في وزارة البيئة مها حميد نافع، أكدت في وقت سابق عدم وجود أدنى نسبة من التلوث الاشعاعي في بناية أو تربة أو ماء ثانوية "عدن"، نافية الأنباء التي تحدثت عن وجود إشعاع خطير عقب فحص فرق البيئة لخمسة نماذج مسحوبة من بناية المدرسة والمناطق المحيطة بها كما تداولتها بعض وسائل الإعلام.

وإذ يؤكد المختصون في وزارة البيئة خلو ثانوية "عدن" للبنات ضمن قاطع الرصافة الأولى، من التلوث الإشعاعي بحسب فحوصاتهم، فأنهم يصرون أيضًا أن الإصابات الخمس المختلفة بمرض السرطان في المدرسة، عرضية وليست بسبب التلوث الإشعاعي، منوهًا إلى أن النوع الذي تم الادعاء بوجوده في المدرسة لايسبب مثل هذا النوع من السرطانات.

وكانت وزارة التربية قررت إخلاء مبنى مدرسة ثانوية في بغداد بعد الاشتباه في وجود تلوث إشعاعي فيها، وذلك على خلفية ازدياد حالات الوفيات والإصابة بأمراض الدم بين طالبات المدرسة وهيأتها التدريسية، وتشير تقارير إلى تسجيل حالات وفاة وإصابات بين الملاك التدريسي وعدد من الطالبات، إضافة الى ما سجل من حالات مشابهة خلال الأعوام الماضية، التي أودت بحياة عدد منهن وهو ما دفع الكادر التدريسي إلى القيام باعتصام أمام مبنى الثانوية.

والد ضحى يصر على أن ابنته راحت ضحية التلوث الإشعاعي في المدرسة التي كانت تدرس فيها قبل أن ينقلها إلى مدرسة أخرى بعدما اكتشف أن ابنته أصيبت بمرض جراء التلوث، وأكد كاظم أن ضحى لم تكن تعاني من أية أعراض مرضية سابقا، وكانت تتمتع بصحة جيدة، إلا انه فوجئ بما أصابها، فقد تدهورت صحة ابنته شيئا فشيئا ما اضطره إلى مراجعة المستشفيات وأطباء متخصصين بشتى الإمراض لتشخيص حالتها.

ويضيف أن مسؤولية موت ابنته تتحملها الجهات المسؤولة في الدولة كونها لم تتدارك حالة التلوث، إضافة إلى الجزء الأخر من المسؤولية يتحملها الأطباء والمستشفيات، إذ يروي بألم قصة مراجعته إلى أحد المستشفيات والتشخيص الخاطئ من جراء إهمال الطبيب الذي أدى الى رحيل ضحى مبكرا بسبب إبدال نتائج التحليلات بين مريضتين.

 

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدرسة ثانوية عدن للبنات في بغداد  تتحول إلى فخ سرطاني قاتل كبير مدرسة ثانوية عدن للبنات في بغداد  تتحول إلى فخ سرطاني قاتل كبير



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ عمان اليوم

GMT 20:27 2025 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

أنتوني بلينكن يكشف عن خطة "تشمل قرارات صعبة" لغزة بعد الحرب
 عمان اليوم - أنتوني بلينكن يكشف عن خطة "تشمل قرارات صعبة" لغزة بعد الحرب

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

إطلالات كيت ميدلتون أناقة وجاذبية لا تضاهى
 عمان اليوم - إطلالات كيت ميدلتون أناقة وجاذبية لا تضاهى

GMT 09:55 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

أفضل الوجهات السياحية لعام 2025 اكتشف مغامرات جديدة حول العالم
 عمان اليوم - أفضل الوجهات السياحية لعام 2025 اكتشف مغامرات جديدة حول العالم

GMT 21:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
 عمان اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 20:23 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

أخطاء شائعة تؤثر على دقة قياس ضغط الدم في المنزل

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab