نساء محافظة الانبار العراقية في قائمة ضحايا الارهاب والصراع السياسي
آخر تحديث GMT21:09:58
 عمان اليوم -

فتيات وأرامل أجبرن على ممارسة الدعارة من أجل تأمين لقمة العيش

نساء محافظة "الانبار" العراقية في قائمة ضحايا الارهاب والصراع السياسي

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - نساء محافظة "الانبار" العراقية في قائمة ضحايا الارهاب والصراع السياسي

حالات الفقر والمرض تجعل نساء الانبار رخيصة الثمن
بغداد – نجلاء الطائي

جعلت حالات الفقر والمرض والجهل والحاجة الماسة الى المال  من نساء محافظة "الانبار" العراقية، سلعة رخيصة الثمن في مجتمعها.  فتيات وشابات لا تتجاوز اعمارهن الثلاثين يبعن انفسهن في بيوت الدعار من اجل العيش .

فالعمل الشريف اصبح صعبًا جدا، ودينار الحلال في مكان تعج فيه وحوش الرجال جعل اجساد النساء متعة لمن لا معيل لهن. وهكذا مرت ايام مريرة على من اجبرن على ما لا يردن فعله .

الفتاة (ش.م ) قالت :أخي قتل في الأنبار وأبي مشلول وأمي لا تستطيع أن تشتغل لانها مريضة, لذلك اضطررت للخروج الى العمل، وبما ان الحصول على عمل شريف صعب جدا بالنسبة لنازحة من الأنبار، خاصة اذا كانت لا تملك اية شهادة علمية او خبرة عملية في اي مجال، اضطررت ان اشتغل في نادٍ ليلي واماكن اشبه ببيوت الدعارة" تقول ش.م  وفي عينيها نظرات خجل وارتباك.

أما أم قصي، الأرملة و الأم لثلاث بنات فقد اضطرتها ظروف النزوح وضرورة ايجاد مصدر رزق الى العمل كخبازة في النهار وخياطة في الليل، "مع العلم ان ما احصل عليه من مبالغ لايكفي لأدفع ايجار المنزل بالكامل، من حسن الحظ ان صاحب البيت متفهم , لذلك لم يكن بوسعي الا التعرف على احد الرجال الاغنياء الذي اغراني بماله وتوفير احتياجات بناتي مقابل قضاء ليالي هو من يحدد اوقاتها".

 كثير من نازحات الانبار وجدن انفسهن بلا معين، بعد ان فقدن الاب والزوج والأخ والإبن، مما اضطرهن الى ممارسة أعمال شاقة أو اللجوء الى ممارسة الدعارة لأسباب قاهرة، في الوقت الذي تتقاعس الحكومة عن ايجاد حلول لهن.
نظرة دونية
أكثر ما يؤذي النازحات، عدا الفقر والعوز، هو النظرة الدونية التي يوجهها لهن سكان المناطق التي احتمين بها، حيث تقول كوثر صباح "يوميا، نسمع بآذاننا كيف ينادوننا "بالمهجرات"، على الرغم من أننا في بلدنا".

أما النازحة عائشة طارق فتتألم من النظرة الشهوانية من قبل الرجال لهن، "لأنهم لا يتصورون اسباب القهر التي جعلتنا كنساء نهاجر  وحدنا من الأنبار الى بغداد ونسكن بمفردنا في مكان جديد"، مضيفة بمرارة "لا يعرفون قساوة الظروف التي فرقتنا عن اخواننا وازواجنا وآبائنا".

وترى الباحثة الاجتماعية، ابتهال القيسي "ان النساء النازحات في العراق يمثلن مشكلة اجتماعية حقيقية مع عدم قدرة الدولة على تأمين حياة كريمة لهن". وتعتبر أنه في ظل غياب الاليات التي تحفظ حقوقهن، تحول بعضهن الى ممارسة الأعمال المشينة مثل الدعارة. وما يشجعهن على ذلك انهن غير معروفات في المجتمع الجديد. وتضيف "أن النزوح احدث انقلابا سلوكيا وأخلاقيا في حياتهن، فاضطررن الى تقمص شخصيات جديدة لم يعتدن عليها من قبل".

من جهتها، تشير الناشطة المدنية رؤى حسين الى "أن أغلب النازحات اللواتي يعشن في مخيمات بغداد هن من الطبقة الفقيرة وهن بحاجة الى ادخالهن دورات توعوية ومهنية لزيادة الوعي الثقافي لديهن وتسهيل حصولهن على شغل". وتؤكد ان دور منظمات المجتمع المدني ينبغي ان يتمحور حول توفير هذه الاجواء للنازحات.
*دور الحكومة
في ظل هذه الظروف، يتساءل البعض عن دور الحكومة في مساعدة النازحات اللواتي يحتجن الى توفير اماكن عيش كريمة لهن وفرص عمل تمكنهن من توفير مستلزمات الحياة.

وتقول امينة بغداد، ذكرى علوش ان الحكومة تحاول جاهدة توفير أماكن مناسبة لسكن النازحات وأيضاً ادخالهن دورات توعوية وتعليمية لكي يستطعن ان يمارسن أعمالا في المجالات المتعددة في بغداد.

وأكد وزير الهجرة والمهجرين، ديندار نجمان دوسكي ان وزارته لم تتسلم بعد مبلغ الـ20مليون التي خصصته الحكومة العراقية لدعم نازحي محافظة الأنبار، مبيناً ان المبلغ ذهب الى جمعية الهلال الأحمر العراقي. كما بيّنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية ان النازحات النساء من أرامل ومطلقات وحتى عوانس هن اكثر الفئات تضررا بين النازحين وذلك لان الكثير منهن تحصيلهن الدراسي ضئيل ولا يتمكنَّ من الحصول على فرص عمل بسهولة، عدا أنهن لا يعرفن جيداً بأماكن بغداد.
 

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نساء محافظة الانبار العراقية في قائمة ضحايا الارهاب والصراع السياسي نساء محافظة الانبار العراقية في قائمة ضحايا الارهاب والصراع السياسي



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ عمان اليوم

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

إطلالات كيت ميدلتون أناقة وجاذبية لا تضاهى
 عمان اليوم - إطلالات كيت ميدلتون أناقة وجاذبية لا تضاهى

GMT 09:55 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

أفضل الوجهات السياحية لعام 2025 اكتشف مغامرات جديدة حول العالم
 عمان اليوم - أفضل الوجهات السياحية لعام 2025 اكتشف مغامرات جديدة حول العالم

GMT 21:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
 عمان اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab