العرب اليوم يُلقي الضوء على العاملة بين التحرش أو رفض العمل
آخر تحديث GMT23:09:54
 عمان اليوم -

لا تتجرأ المرأة أحيانًا على البوح بما تواجهه من اعتداءات

"العرب اليوم" يُلقي الضوء على العاملة بين التحرش أو رفض العمل

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - "العرب اليوم" يُلقي الضوء على العاملة بين التحرش أو رفض العمل

ظاهرة التحرش
بيروت- ميرا فرح

ندى رضا بدير ابنة الـ (35 عامًا)، أرملة اضطرت إلى إعالة أولادها الصغار، وتحملت عبء تحرش رب العمل بها لثلاثة أعوام، لتقرر بعدها الانتفاض عليه، وفضح أمره بالصوت العالي أمام كل الموظفين في الشركة التي تعمل فيها كسكرتيرة، فعمد إلى إهانتها وطردها، ولكن المفاجأة كانت أنّ معظم الموظفين الذين يعملون معها وقفوا في صفها، وهددوا رب العمل بتقديم استقالة جماعية إذا ما بقي مُصممًا على طردها، الأمر الذي جعله يتراجع عن قراره، ويلزم جانبي الاحترام والحذر في عامله معها بعد ما حدث.

في دردرشة إلى موقع "العرب اليوم" مع ندى كشفت قائلةً "كان أولادي صغارً، ولم يكن  لي من معيل بعد مرض زوجي ووفاته، فاضطررت إلى العمل كي أعيلهم وأعيل نفسي، ولم أكن أملك الخبرة لا في السكرتارية، ولا في طريقة التعاطي مع رب العمل، ظننت في البداية أنّ تقربه مني كان من أجل أن يُشعرني بالآمان والراحة، إلا أنّ الأمر بدأ يتطور إلى تحرش لفظي، ليتحول بعدها إلى تحرش جسدي".

وبيّنت أنها حاولت صده مطولًا، ولكن في النهاية لم تعد تستطيع التحمل، وفضحت أمره أمام الجميع، وكانت النتيجة أنّ زملائها ساندوها، فبقيت في عملها، ولزم هو حدوده، مُعلنةً عن ندمها لأنها لم تفعل ذلك منذ البداية، ولكنها كنت تخشى على لقمة عيشها.
وأردفت قائلةً "كان رب عملي يفرض علي دائمًا أن أكون أنيقة ومرتبة بحجة أنّ مكان العمل، ونوع الوظيفة، يتطلبان ذلك، ولكنني لم أفكر يومًا أنه أرادني أن أكون أنيقة لكي يُرضي نظره، ويسعى إلى التحرش بي!"

حكاية "ندى" تطرح أسئلة كثيرة، خصوصًا وأنّ الأناقة باتت عاملًا أساسيًا لدى المرأة بشكل عام، ولدى المرأة العاملة بشكل خاص، للحصول على وظيفة ما، ولكسب احترام الإدارة، والزملاء، والزبائن في آن معًا، خصوصًا في الشركات التي تعتمد على التسويق، هذا الأمر يجعل المرأة عرضة إلى التحرش بشكل أكبر من السابق، وللتحرش صور عديدة، وقد يتخذ أشكالًا مختلفة مثل التحديق فيها، وفي جسدها بشكل غير لائق، مرورًا بحركات يفعلها المتحرش، وتعليقات حول ملابسها أو تصرفاتها وغير ذلك، وصولًا إلى محاولة التقرب منها بواسطة اللمس، وغيره.

ويجب التمييز بين التحرش والغزل، فالغزل أمر قد يمر مرور الكرام، خصوصًا إن كانت نوايا من يطلقه طيبة، في حين أنّ التحرش يُعتبر شكلًا من أشكال الابتزاز، والإهانات التي تطال كرامة الانسان، وقد يصل أحيانًا إلى تهديد وعنف يعاقب عليه القانون.
ولا يقتصر الأمر على تحرش الرجل بالمرأة، فهناك رجال يتعرضون أيضًا إلى التحرش من قبل النساء، ولكنه بنسبة قليلة جدًا ونادرة، أمّا الآثار النفسية والجسدية على المتحرش به فتأتي مختلفة من شخص إلى آخر، وذلك بحسب تفاعله معها، والطب النفسي يكشف أنّ كل انسان يتفاعل مع التحرش على طريقته، إلا أنّ التحرش يؤذي عمومًا، ويؤدي إلى تبعات كثيرة على الصعيد النفسي من بينها القلق، والاكتئاب، واليأس، والشعور بالإذلال، واللوم الذاتي، والإحراج، والغضب، وعدم احترام الذات وغير ذلك، أمّا على الصعيد الجسدي فيؤدي الأمر إلى اضطرابات في النوم والتغذية، والكوابيس، والإدمان على الكحول، والمواد المخدرة، وغير ذلك.

أما كيف تحمي المرأة نفسها من التحرش، فذلك يتم "بكسر الصمت" بمعنى أنّ كل امرأة تتعرض إلى التحرش، عليها أن لا تسكت على الموضوع، بل أن ترفع الصوت عاليًا، علمًا بأنّ الكلام عن هذا الأمر ما زال يعتبر حتى اليوم من "المحرمات" في بلادنا العربية، ومجتمعاتنا الذكورية، حيث لا تتجرأ المرأة أحيانًا على البوح بما تواجهه من اعتداءات، لأنها تخاف من رد فعل المتحرش أو عائلتها ومجتمعها، ولكن ذلك بلا أي شك يعتبر أهون الشرين، فبين أن تبقى رهينة للمتحرش، وبين أن توقفه عند حدوده فإنّ الحل الثاني هو الأفضل، أولًا كي لا يؤذي غيرها، وثانيًا ليكون عبرة إلى غيره.

إلى ذلك، فإنه من الجيد أن تعمد المرأة إلى ارتداء ملابس تظهرها أنيقة، وتكون في الوقت نفسه محتشمة، علمًا بأنّ بعض المؤسسات، وخصوصًا التسويقية منها، باتت تفرض على موظفاتها ارتداء ملابس مثيرة، فتسخر بذلك جسد الموظفة لجذب الزبائن.
قد تخشى المرأة أحيانًا أن يكون الثمن فقدانها لوظيفتها، إذا كان رب العمل هو الفاعل، في هذه الحال، فلتحاول أن تبحث عن وظيفة أخرى بأسرع وقت ممكن قبل أن تفجر قنبلتها وتفضح رب عملها.

لا شك في أنّ الوضع الاقتصادي المتردي في بعض البلدان العربية، واضطرار المرأة إلى العمل لمساعدة زوجها أو عائلتها ساهم إلى حد ما في جعلها تغض النظر عن بعض التصرفات غير اللائقة التي تزعجها في العمل سواء من مديرها أو من زميل أعلى منها درجة، وممكن أن يؤثر على طردها من وظيفتها، ولكن إن بقيت صامتة فإنّ ذلك سيجعل المتحرش يتمادى في تصرفاته أكثر وأكثر، لذا فإنّ رفع الصوت عاليًا، وإن لم يحمها في البقاء في عملها فسيحميها من الإسقاطات النفسية والجسدية التي قد تدمر حياتها، مع الأخذ في عين الاعتبار أنّ المرأة التي تعمل لتتسلى أو لتساعد زوجها لا شك في أنها ستكون أجرأ في رفع صوتها من المرأة التي تعمل من أجل إعالة عائلتها بمفردها، بمعنى آخر من تعمل لتتسلى لن تخاف خسارة وظيفتها بمقدار من تعمل من أجل "رغيف الخبز"، ولكن في كل الأحوال فإنّ من يسكت عن إلحاق الأذى به، يكون مُشاركًا في الجرم مثله مثل المجرم الحقيقي.

 

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العرب اليوم يُلقي الضوء على العاملة بين التحرش أو رفض العمل العرب اليوم يُلقي الضوء على العاملة بين التحرش أو رفض العمل



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ عمان اليوم

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

إطلالات كيت ميدلتون أناقة وجاذبية لا تضاهى
 عمان اليوم - إطلالات كيت ميدلتون أناقة وجاذبية لا تضاهى

GMT 09:55 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

أفضل الوجهات السياحية لعام 2025 اكتشف مغامرات جديدة حول العالم
 عمان اليوم - أفضل الوجهات السياحية لعام 2025 اكتشف مغامرات جديدة حول العالم

GMT 21:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
 عمان اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 20:08 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

تطوير أدوية مضادة للفيروسات باستخدام مستخلصات من الفطر

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab