الزراعة المائية وتطويرها لمواجهة العجز وندرة الأراضي الصالحة للزراعة في السعودية
آخر تحديث GMT18:00:12
 عمان اليوم -

تعتمد على التخلي عن التربة الطبيعية بمكوناتها من الطمي والطين

الزراعة المائية وتطويرها لمواجهة العجز وندرة الأراضي الصالحة للزراعة في السعودية

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - الزراعة المائية وتطويرها لمواجهة العجز وندرة الأراضي الصالحة للزراعة في السعودية

الزراعة المائية لمواجهة العجز المائي
الرياض - العرب اليوم

تتخذ السعودية خطوات نحو إلى التوسع في الزراعة المائية وتطويرها لمواجهة العجز المائي وندرة الأراضي الصالحة للزراعة في البلاد، بعدما أثبتت فاعليتها في مقابل الزراعة التقليدية التي تواجه صعوبة في توفير عناصرها وهدرها الموارد المائية الشحيحة.

وتحاول السعودية مواكبة دول أخرى في الزراعة المائية أو الزراعة من دون تربة، التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين، إذ وجدت استخدامات لها في حضارات قديمة منها الصينية والفرعونية، وفي أوروبا خلال القرون الأخيرة، وشهدت تطوراً في القرن العشرين بعدما انتهجتها دول عدة، بينها دول خليجية.

وتعتمد الزراعة المائية أو «الهايدروبونيك» على التخلي عن التربة الطبيعية، بمكوناتها من الطمي والطين، واستبدالها بتربة اصطناعية من الأنابيب والأحواض المصنوعة من الصوف الزجاجي، تضخ فيها كمية من الماء والمحاليل المزودة بالمغذيات المعدنية اللازمة لنمو النباتات التي توضع في فتحات علوية على طول الأنابيب، ويتيح نظامها إعادة تدوير المياه.

ويرى متخصصون أن الزراعة المائية هي الحل الوحيد أمام السعودية لاستعادة مكانتها الزراعية بعدما تصحرت أراضيها، وانتشر الجفاف فيها، إذ يمكنها من تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل وتوفير فرص عمل، وحفظ الموارد المائية، وتحقيق فوائد بيئية واقتصادية واجتماعية.

واتجهت وزارة البيئة والمياه والزراعة أخيراً إلى دعم الزراعة المائية، ترشيداً لاستهلاك المياه، وخصوصاً في ظل شح مواردها المائية، وارتفاع استهلاك السعوديين منها الذي بلغ 20 بليون ليتر مكعب سنوياً، يزيد منها استيراد غالبية الخضراوات من الخارج، وبدأ التفكير في التخلي عن الزراعة التقليدية واعتماد أساليب حديثة لإنتاج محاصيل بكثافة وجودة عالية، واستهلاك أقل للمياه.

وبدأت الطائف في تطبيق التجربة في العام 2012، بإنشاء مزارع بنظام «الهيدروبونيك» بدأت بواحدة حتى بلغت خمس، أثبتت نجاحها في توفير 70 في المئة من كميات المياه المستهلكة في الزراعة العادية. وشهدت الفكرة تطبيقات فردية، إذ نجح أحد سكان حائل في إنتاج كمية من الخضراوات ذات الجودة العالية بكلفة إنتاجية أقل، بالزراعة في حقول على شكل أحواض تنتقل بينها مواسير بلاستيك، وفرت الوقت والجهد، و90 في المئة من المياه المستخدمة في الطريقة الفردية.

وراودت الفكرة سعد المنور، بعدما شاهدها في دول آسيوية، فقرر نقلها إلى السعودية، واستغرق ثلاث سنوات في التطبيق، ولم تتعد كلفتها خمسة آلاف ريال، وطبقت في مساحة 120 متراً، احتوت على 280 شتلة، كانت على شكل أحواض ترتبط بمواسير بلاستيك، تزود بمواد مغذية، نجح بعدها في إنتاج كميات كبيرة من الخضراوات.

وعلى رغم أن التجارب أثبتت صلاحية مناطق السعودية للزراعة المائية، لكن يقف أمام التوسع فيها معوقات عدة، أهمها استيراد المواد المستخدمة فيها من الخارج، وارتفاع كلفتها نسبياً في مرحلة التأسيس، وصعوبة توفير المناخ اللازم من الرطوبة اللازمة وحاجاتها إلى التعقيم والتسميد المركز، إضافة إلى قلة الوعي لدى السعوديين بأهمية تلك الزراعة.

ويوفر التوسع السعودي في استخدام الزراعة المائية مواردها المائية المستهلكة في الزراعة التقليدية بعد الاستغناء عن التربة، ويمكنها من إنتاج محاصيل بكميات وجودة أعلى توفر عائدات مالية مستقرة، وسهولة التخلص من الآفات والأمراض، وانخفاض أضرار المبيدات المتعلقة بالتربة، وإمكان تطبيقها في الأماكن غير الصالحة للزراعة.

وبدأت دول عدة حول العالم في استخدام الزراعة المائية، إذ تضاعفت مساحتها في أستراليا خلال السنوات العشر الماضية بمعدل بلغ خمسة أضعاف، وتمتد حالياً على مساحة تراوح بين 20 ألفاً و25 ألف هكتار، بقيمة زراعية تراوح بين ستة وثمانية بلايين دولار أميركي.

واتجهت دول خليجية عدة إلى اعتماد الزراعة المائية، مثل الإمارات التي بدأتها في العام 2009، وتضم حالياً حاويات زراعة مائية قادرة على إنتاج حوالى 600 طن من الخضراوات الطازجة والأعشاب، وطبقتها قطر قبل سنوات، وأعلنت أخيراً عن خطة إنتاج تصل إلى 70 في المئة من الاستهلاك المحلي للخضراوات بحلول العام 2023. في حين تصل مساحة مرافق الزراعة المائية في البحرين 180 ألف متر مربع، وتسعى إلى إنتاج أكثر من خمسة آلاف طن من المواد الغذائية سنوياً.

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الزراعة المائية وتطويرها لمواجهة العجز وندرة الأراضي الصالحة للزراعة في السعودية الزراعة المائية وتطويرها لمواجهة العجز وندرة الأراضي الصالحة للزراعة في السعودية



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ عمان اليوم

GMT 09:01 2025 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

سلطنة عُمان ترحّب بالتوصّل إلى اتفاق الهدنة في غزة
 عمان اليوم - سلطنة عُمان ترحّب بالتوصّل إلى اتفاق الهدنة في غزة

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

إطلالات كيت ميدلتون أناقة وجاذبية لا تضاهى
 عمان اليوم - إطلالات كيت ميدلتون أناقة وجاذبية لا تضاهى

GMT 09:55 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

أفضل الوجهات السياحية لعام 2025 اكتشف مغامرات جديدة حول العالم
 عمان اليوم - أفضل الوجهات السياحية لعام 2025 اكتشف مغامرات جديدة حول العالم

GMT 21:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
 عمان اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab