فتى فلسطيني يعيش داخل سجن في الضفة الغربية منذ سن 3 أعوام
آخر تحديث GMT21:09:58
 عمان اليوم -

فتى فلسطيني يعيش داخل سجن في الضفة الغربية منذ سن 3 أعوام

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - فتى فلسطيني يعيش داخل سجن في الضفة الغربية منذ سن 3 أعوام

الضفة الغربية ـ شينخوا

 يعيش الفتى شداد عامر من قرية مسحة في سلفيت بالضفة الغربية مثل باقي أقرانه في ظل قوانين ضوابط تفرضها العائلة، لكنه يعلم أكثر من غيره كيف سيكون العقاب إذا ما تخطى أي من الضوابط المفروضة عليه. وبالنسبة لشداد ذو ال14 ربيعا ليس كباقي أقرانه يتولى الأهل عقابهم بطرق في كافة الأحوال تهدف إلى تربيتهم وتنشئتهم بطريقة صحيحة بل أن من يتولى عقابه جيرانه من المستوطنين وعناصر من الجيش الإسرائيلي المحيطين بمنزل عائلته. عندما كان شداد في الثالثة من عمره منع من الدخول إلى منزله لساعات طويلة بعد أن تخطى البوابات الأمنية الإسرائيلية المحيطة بالمنزل ولم تشفع توسلات والدته حينها للجنود الاسرائيليين بمنعهم من فعل ذلك عقابا له على اجتاز الموعد المحدد للعودة إلى المنزل. في سن الثامنة، صعد شداد إلى سطح منزله رغم تحذيرات والديه بالامتناع عن ذلك لأن المكان ليس آمنا، فالخطر لا يكمن في ارتفاعه، ولكن في جيرانه المستوطنين الذين أمطروه بالحجارة وتسببوا له بجرح عميق في جبينه. وبينما كان في الثانية عشرة من العمر، لم يفلح شداد في الهروب من جيرانه الذين عادة ما يتربصون به، و تم الاعتداء عليه بطريقة عنيفة، فهو وعائلته يعيشون منذ 12 عاما وكأنهم سجناء داخل منزلهم. في عام 2003، عندما رفضت عائلة عامر الخروج من منزلها لمواجهة التوسع الاستيطاني في مستوطنة (القناة) الإسرائيلية، أقدم الجيش الاسرائيلي على بناء جدار اسمنتي بارتفاع ثمانية أمتار ويبعد فقط نحو عشرة أمتار عن منزل العائلة ليفصله عن المستوطنة. وبعد ذلك بفترة بسيطة، اقام الجيش الإسرائيلي سياجا من الأسلاك الشائكة مكون من ثلاث طبقات ليحيط بالمنزل من كل اتجاه. ولم يبق لمنزل عائلة عامر أي مخرج سوى تلك البوابة الصفراء التي أقامها الجيش الإسرائيلي. عندما تم بناء هذه البوابة، كان جنود الجيش الاسرائيلي يحرسونها على مدار الساعة، ويتم فتحها لمدة 15 دقيقة فقط يوميا، كما تم منع الزيارات من قبل الاقرباء والأصدقاء. ولكن بمساعدة المؤسسات الحقوقية الدولية، تكمن والد شداد ويدعى هاني من الحصول على مفتاح البوابة، إلا أن العائلة متخوفة من أي يقوم الجيش الاسرائيلي بمصادرة المفتاح في أي وقت ويصادر معه حريتهم. والد شداد رجل متدين ورث عن والده أرضا مساحتها 23 دونما لم يبق له منها بسبب المصادرة لصالح الاستيطان سوى 3 دونمات مشيد على جزء منها منزله الذي يقطن فيه مع العائلة حيث قاوم المغريات والتهديدات التي استخدمها المستوطنون كي يرحل، بحسب ما يقول. في شرفة منزله وضع هاني أرجوحة لأبنائه في محاولة منه للتهوين عليهم من ظروفهم والملل الذي يعانون منه بسبب الحصار. وفي كل صباح تخرج والدة شداد وتدعى منيرة، إلى حديقة المنزل بحذر شديد في محاولة منها للتأقلم مع الواقع ولكي لا تبق حبيسة الجدران. وبحسب الجيش الإسرائيلي، فإن إقامة هذه الحواجز حول المنزل تهدف إلى حماية المستوطنين من أي مخاطر أمنية. في كل غرفة مواجهة للمستوطنة وضعت حمايات معدنية على النوافذ لدرجة انها أصبحت جزءا من الديكور. وتقول منيرة لوكالة أنباء (شينخوا)، إن هذه الحمايات المعدنية تقيهم من الحجارة التي يرشقها المستوطنون على المنزل، مضيفة إنها وأفراد عائلتها لا يفتحون النوافذ خشية من إلقاء الجيش أو المستوطنين مواد كيميائية وغازات داخل المنزل. وتضيف منيرة، أن الحفاظ على خصوصية المنزل كذلك كانت أحد الأسباب التي دعتهم لوضع تلك الحمايات المعدنية، مشيرة إلى وجود أربع كاميرات مراقبة موجهة بشكل مباشر إلى المنزل، المحاصر بالجدار والسياج الشائك ودوريات الجيش الاسرائيلي، بالإضافة إلى اعتداءات المستوطنين لا يستطيع شداد أن يستذكر لحظة مارس فيها طفولته بحرية. ويقول أحد أصدقاء شداد، إنهم بالكاد يلعبون خارج المنزل عندما يزوره برفقة صديق آخر (...) فشداد يفضل البقاء في غرفته، وكل من نفعله هو الحديث مع بعضنا البعض. خلال المقابلة مع (شينخوا)، لم ينطق شداد بكلمة واحدة فكانت إجابته عن الأسئلة تتمثل بابتسامة خجولة بينما نظره لم يبرح الأرض. يقول والد شداد، إنه قلق جدا على ولده لأنه يقضى طفولته في هذا السجن، فهو متأثر نفسيا بشكل كبير بما يحدث حوله. ما حدث لشداد يمكن إحصاءه في قائمة كبيرة ومقيتة بغض النظر عن منعه من دخول منزله من قبل الجنود الإسرائيليين في سن الثالثة، فقد تم الاعتداء عليه وضربه بشدة من قبل المستوطنين ثلاث مرات خلال عمره القصير. بالإضافة إلى ذلك، فقد تم حجز العائلة بكاملها داخل المنزل لمدة اسبوع، دون تزويدهم بالطعام، مما جعلهم يعتمدون على أقاربهم وجيرانهم في الحصول على الطعام. رغم كل تلك المواقف الصعبة، فإن أكثر اللحظات الما بالنسبة لشداد تمثلت في رؤيته والده بينما كانت أسلحة عناصر من الجيش الإسرائيلي موجهة إليه. وقعت تلك الحادثة عندما كان شداد في سن الخامسة حينما اقتحمت مجموعة من الجنود الاسرائيليين المنزل في ليلة ماطرة وشديدة البرودة وأمروا الجميع بإخلاء المنزل. يقول هاني وجه الجنود الأسلحة إلى رأسي أمام أولادي وهم يصرخون في وجهي "لماذا لا تغادر هذا المنزل".

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فتى فلسطيني يعيش داخل سجن في الضفة الغربية منذ سن 3 أعوام فتى فلسطيني يعيش داخل سجن في الضفة الغربية منذ سن 3 أعوام



GMT 19:09 2024 الخميس ,13 حزيران / يونيو

أمير الكويت يأمر بتعويض أسر ضحايا حريق المنقف

أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ عمان اليوم

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

إطلالات كيت ميدلتون أناقة وجاذبية لا تضاهى
 عمان اليوم - إطلالات كيت ميدلتون أناقة وجاذبية لا تضاهى

GMT 09:55 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

أفضل الوجهات السياحية لعام 2025 اكتشف مغامرات جديدة حول العالم
 عمان اليوم - أفضل الوجهات السياحية لعام 2025 اكتشف مغامرات جديدة حول العالم

GMT 21:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
 عمان اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab