البيئة سليمة وصحية تمنع الإنسان من الانتحار
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

الدكتور محمد العوري لـ"العرب اليوم":

البيئة سليمة وصحية تمنع الإنسان من الانتحار

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - البيئة سليمة وصحية تمنع الإنسان من الانتحار

رام الله ـ امتياز المغربي

أكد الأخصائي النفسي محمد العوري أن "الانتحار أصبح ظاهرة غير طبيعية انتشرت في المجتمع الفلسطيني بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة"، وقال" من الأسباب التي قد تؤدي إلى وصول الإنسان إلى مرحلة الانتحار مثلا الأسباب الاقتصادية، كانتشار الفقر في فلسطين وعدم وجود فرص عمل بشكل ملحوظ في ظل وجود أسر تحتاج إلى الكثير من المتطلبات، ويصل رب الأسرة إلى أنه لا يستطيع أن يتحمل المسؤوليات المالية العائلية كلها، فأحيانًا يقدم على الانتحار كوسيلة لإراحته من هذا الواقع الصعب الذي يعيش فيه". وأشار العوري إلى أن "هناك سببًا أخر لإقدام الشخص على الانتحار"، وقال إن" هناك الكثير من الأشخاص الذين يعانون من أمراض نفسية مزمنة، مثل الفصام العقلي على سبيل المثال، فهم ليس لديهم الوعي بالسلوكيات التي يقومون بها، ومنهم من يحملون بعض الأفكار غير المنطقية من داخل الشخص، والتي تدعو هذا الشخص إلى قتل حياته نتيجة عدم وعي هذا الشخص بالسلوك، أو بما يفكر فيه نتيجة عدم عقلانية هذه الأفكار، إذ يصل الشخص إلى مرحلة الانتحار، وأن معاناة الشخص من بعض الأمراض النفسية المزمنة تكون السبب الأساسي في الوصول إلى الانتحار". وأكد العوري أن "الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية تعمل جميعها على التأثير على الشخص للوصول إلى مرحلة الانتحار"، وأوضح أن "الإنسان نتاج للبيئة التي يعيش فيها، فهو يؤثر ويتأثر بها، ودائمًا الإنسان هو ابن البيئة، فإذا كانت البيئة سليمة وصحية تتوافر فيها كافة مقومات حياة الإنسان والمستلزمات الكفيلة باستمرار حياة الإنسان بشكل طبيعي، فهذا سينعكس بشكل إيجابي على الإنسان، وإذا كانت البيئة مضطربة ولا تتوافر فيها الحدود الأساسية والاحتياجات الأساسية لاستمرار حياة الإنسان، وفيها تفكك اجتماعي وانتشار لمشاكل اجتماعية، مثل الطلاق والمشاكل الزوجية، وكل هذه العوامل تتفاعل مع بعضها بعضًا وتؤثر على الإنسان".  وأضاف"هناك عاملًا أخر قد يدعو إلى الإقدام على الانتحار، وهو ضعف الوازع الديني عند الشخص، ونحن نعلم أن إنهاء حياة إنسان معين هو أمر مرفوض في الدين والمنطق والعقل". وأكد أن "الانتحار يختلف من مجتمع إلى أخر، فعلى سبيل المثال في المجتمعات الاسكندنافية مثل النرويج والسويد والدانمارك، في هذه الدول ترتفع نسبة الانتحار مع أن كل الأمور التي يحتاجها الإنسان متوافرة هناك، ولكن موضوع الانتحار لديهم يأتي كوسيلة للبحث عن ماهية الموت وتجربته، ولكن إذا قارنا هذا الموضوع على مجتمعنا الفلسطيني، فإنه يختلف وحتى نبحث موضوع الانتحار، يجب أن ننظر إلى السياق الاجتماعي الثقافي الموجود في الشخص قبل الحديث عن الأسباب، لأن كل مجتمع لديه أسباب وظروف خاصة به". وتطرق محمد العوري إلى تأثير الأسرة والبيئة على الفرد، فقال إن "الأسرة هي الحلقة الأولى التي ينشأ فيها أي إنسان فينا في مرحلة الطفولة، وحتى مرحلة الكبر، وهي الحلقة الداعمة ومن خلالها ينشأ ويتطور الإنسان، لذلك يكون للأسرة نصيب أكثر من غيرها في ملاحظة سلوك ابنها، وإذا لاحظت الأسرة أن هناك سلوكًا لدى ابنها، يجب الانتباه لهذه السلوكيات وعدم التعامل معها بنوع من عدم الأهمية، لأن هذه السلوكيات تكون مقدمة لسلوكيات أعمق وأخطر، قد تكون على الشخص أو على الأفراد داخل العائلة، والشخص الذي يقدم على الانتحار قد ينهي حياة أناس آخرين داخل العائلة، لذلك يجب على العائلة أن تراقب سلوكيات أفرادها، وأن تبلغ ذوي الخبرة والاختصاص وبالتحديد الأخصائي النفسي أو الطبيب النفسي". وأضاف العوري" للأسف لدينا نظرة سلبية لدى أفراد المجتمع، وهي أن الذهاب إلي الطبيب النفسي يشكل وصمة مجتمعية، ويشار له بالجنون والتخلف العقلي، ويجب على الأسرة أن تحفز هذا الشخص ومجرد زيارة الطبيب النفسي مثلها مثل زيارة أي طبيب آخر، ويجب كسر حاجز الوصمة الاجتماعية، وأن تحاول قدر الإمكان إيجاد التواصل ما بينها وبين أفرادها داخل العائلة وأن تتعامل مع هذا الشخص بنوع من الثقة". وأوضح العوري" على الرغم من أهمية دور الأخصائي النفسي، لكن هذا الدور يكون متوازيًا مع دور الأهل، وإذا كانت الأسرة مؤهلة، فهي من ستساعد الشخص على الخروج من أزمته أو تتجاهله أو في نهاية المطاف مصيره يكون مجهولًا".

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البيئة سليمة وصحية تمنع الإنسان من الانتحار البيئة سليمة وصحية تمنع الإنسان من الانتحار



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 18:42 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 عمان اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab