أبرز محطات حياة الرئيس السوري بشار الأسد من الحكم إلى سقوط النظام
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

أبرز محطات حياة الرئيس السوري بشار الأسد من الحكم إلى سقوط النظام

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - أبرز محطات حياة الرئيس السوري بشار الأسد من الحكم إلى سقوط النظام

الرئيس السوري بشار الأسد
دمشق - سليم الفارا

لطالما كانت حياة الرئيس السوري بشار الأسد مليئة بالتحولات الدراماتيكية التي غيرت مسار التاريخ السوري الحديث. لكن من بين تلك التحولات، يبقى الحادث المروري الذي وقع على بعد آلاف الكيلومترات من دمشق عام 1994، بمثابة اللحظة الحاسمة التي غيرت حياة الأسد الابن وأدت إلى توليه الحكم خلفًا لوالده حافظ الأسد.

النشأة والخلفية العائلية
وُلد بشار الأسد في 11 سبتمبر 1965، في أسرة ينتمي معظم أفرادها إلى الطائفة العلوية، وهي أقلية في سوريا كانت تعاني من التهميش الاجتماعي والسياسي قبل أن يبرز دورها في الحياة العسكرية والسياسية في فترة حكم حافظ الأسد. في تلك الفترة، كانت سوريا تشهد توترات سياسية وإقليمية، حيث كانت القومية العربية في ذروتها، في وقت كانت فيه سوريا قد تخلصت من حكم الاستعمار الفرنسي، ومرّت بتحولات سياسية كبرى مثل الانقلاب العسكري الذي قاده حزب البعث.
كان بشار في البداية بعيدًا عن السياسة والجيش، إذ اختار دراسة الطب في لندن، حيث تخصص في مجال العيون في مستشفى "ويسترن لندن"، واختار أن يعيش حياة هادئة بعيدًا عن تعقيدات السياسة السورية. وفي تلك الفترة، التقى بشار بشريكة حياته المستقبلية، أسماء الأخرس، التي كانت تدرس في بريطانيا أيضًا.

التحول الكبير: حادث باسل الأسد
كانت حياة بشار تسير على مسار طبيعي حتى وقوع حادث مروري أودى بحياة شقيقه الأكبر باسل في يناير 1994، وهو الحادث الذي غير مجرى حياته. كان باسل، الابن الأكبر لحافظ الأسد، يُعتبر الوريث الطبيعي للعرش السوري. لكن وفاته المفاجئة فرضت على بشار أن يتولى هذا الدور، على الرغم من أنه كان بعيدًا عن الأنظار السياسية والعسكرية.
فور الحادث، تم استدعاء بشار من لندن وبدأت عملية إعداده ليخلف والده. جرى إلحاقه بالجيش السوري وتقديمه تدريجيًا للدوائر السياسية، حيث تمت تهيئته لاستلام السلطة في المستقبل.

تولي بشار الأسد الحكم
في يونيو 2000، وبعد وفاة حافظ الأسد، تم تعديل الدستور السوري ليُسمح لبشار البالغ من العمر 34 عامًا بالترشح للرئاسة. وتولى بشار الأسد منصب الرئاسة في تموز 2000، بعد أداء اليمين الدستورية أمام البرلمان السوري. في البداية، طرح بشار خطابًا إصلاحيًا واعدًا يتضمن وعودًا بـ"الشفافية" و"الديمقراطية" و"التطوير"، وبدأت آمال السوريين تنتعش في تغييرات سياسية قد تفتح أبوابًا للحرية والتعددية.
ولكن سرعان ما تراجع الحراك المدني الذي بدأ تحت ما يسمى "ربيع دمشق"، الذي كان من أبرز مظاهره النقاشات الحرة بين المثقفين. سرعان ما قامت أجهزة الأمن السورية باعتقال المعارضين وأغلقت المنافذ أمام أي شكل من أشكال الاحتجاج السياسي.

تدهور العلاقات مع الغرب والصراع الإقليمي
خلال العقد الأول من حكمه، اصطدم بشار الأسد بشكل كبير مع الحكومات الغربية، خصوصًا في أعقاب حرب العراق عام 2003. واشنطن اتهمت دمشق بأنها كانت تتساهل مع الجماعات المسلحة في العراق، وأنها كانت تسهل عبور المقاتلين الأجانب إلى الأراضي العراقية. هذا التصعيد في العلاقات أدى إلى فرض عقوبات على سوريا بموجب قانون "محاسبة سوريا" في 2003.
ومع اغتيال رفيق الحريري في 2005، والاتهامات التي طالت دمشق بالوقوف وراء اغتياله، كانت سوريا أمام ضغوط دولية غير مسبوقة، ما أدى إلى انسحاب القوات السورية من لبنان بعد 30 عامًا من الوجود العسكري هناك.

اندلاع الثورة السورية والحرب الأهلية
في عام 2011، اجتاحت الثورات العربية المنطقة، وبدأت الاحتجاجات في سوريا على إثر اعتقال أطفال في مدينة درعا بتهمة كتابة شعارات مناهضة للنظام. سرعان ما تحولت الاحتجاجات إلى مطالبات ديمقراطية، ولكن الحكومة ردت بالقوة، ما أدى إلى تصاعد العنف وتحول الاحتجاجات إلى حرب أهلية.
استخدم بشار الأسد خطابًا طائفيًا لتوصيف الاحتجاجات بأنها مؤامرة خارجية، وبدأت المعارضة المسلحة تستقطب دعمًا داخليًا وخارجيًا. على مدى أكثر من 13 عامًا، تعرض النظام السوري لضغوط هائلة، حيث سقط مئات الآلاف من الضحايا ودمّرت البنية التحتية السورية، في صراع أعاد رسم خريطة القوة في الشرق الأوسط.

التدخلات الإقليمية والدولية
في ظل الحرب، تدخلت روسيا وإيران بشكل مباشر لدعم النظام، ما مكن بشار الأسد من استعادة السيطرة على معظم الأراضي السورية بين عامي 2018 و2020، رغم أن المعارضة المسلحة كانت تسيطر على أجزاء واسعة من شمال البلاد. في المقابل، دعمت تركيا ودول خليجية المعارضة السورية.

استعادة الأسد للشرعية الدولية
مع نهاية الحرب وتغير موازين القوى، عاد بشار الأسد تدريجيًا إلى الساحة السياسية الدولية، حيث تم إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية في 2023 بعد سنوات من العزلة الدبلوماسية. وقد أظهرت هذه العودة قدرة الأسد على المناورة والاحتفاظ بالسلطة رغم كل الضغوط.

السقوط في 2024
إلا أن الصورة تبدلت بشكل مفاجئ في ديسمبر 2024، حيث دخلت قوات المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام العاصمة دمشق، واحتفل السوريون بسقوط نظام الأسد. بالرغم من الصراع الذي استمر لأكثر من عقدين من الزمن، انتهت فترة حكم بشار الأسد بشكل مفاجئ بعد سلسلة من الهزائم العسكرية، ليُسدل الستار على حكم آل الأسد الذي استمر لأكثر من 54 عامًا.
وبشار الأسد، الذي تولى السلطة بعد حادث مروري غير حياتيه، حكم سوريا لعدة عقود شهدت خلالها البلاد صراعات دموية، تدخلات إقليمية ودولية، وفقدان السيطرة على أجزاء كبيرة من البلاد. ورغم محاولات استعادة الاستقرار، إلا أن الصراع الأهلي الطويل انتهى بخروج قواته من العاصمة دمشق، مما وضع حداً لحقبة حكم استمرت لعدة أجيال.

 

وقد يهمك ايضًا:

السلطات الإسرائيلية تخطط لمضاعفة عدد مستوطنيها في هضبة الجولان

الأسد لجنوده في دير الزور "دماؤكم أثمرت نصرًا مدويًا على الفكر التكفيري"

 

 

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أبرز محطات حياة الرئيس السوري بشار الأسد من الحكم إلى سقوط النظام أبرز محطات حياة الرئيس السوري بشار الأسد من الحكم إلى سقوط النظام



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 20:41 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 17:31 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

يولد بعض الجدل مع أحد الزملاء أو أحد المقربين

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 06:18 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أحدث سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab