تفاصيل جريمة بحر الدم في منطقة الهرم
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

تفاصيل جريمة "بحر الدم" في منطقة الهرم

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - تفاصيل جريمة "بحر الدم" في منطقة الهرم

الشاب القتيل عبدالرحمن يحيى
القاهرة - العرب اليوم

عقارب الساعة كانت تشير إلى الثانية عشرة ظهر الخميس الماضي. الأجواء هادئة مع انخفاض حركة المارة بشارع الأربعين بمنطقة "كعابيش"، فضل البعض الاحتماء بمقهى من ارتفاع درجات الحرارة قبل أن تقع جريمة قتل تبدلت معها الأوضاع رأسًا على عقب.

ودع "عبدالرحمن يحيى" أسرته صبيحة الخميس، أخبر أسرته بأنه سيذهب لمقابلة أصدقائه بالقرب من محل سكنه- منطقة الطوابق فيصل- دون أن يدري بأنه سيكون الوداع الأخير.

وصل الشاب صاحب الـ18 سنة مقهى اعتاد الجلوس عليه بشارع الأربعين، وقف خارج الباب ممسكا بهاتفه في انتظار وصول رفقاء جلسته، بينما يقترب منه رجل خمسيني بملابس رثة وهيئة غير مهندمة لكنه لم يكترث به ظنًا أنه مجرد متسول أو عابر سبيل.

بخطوات متباطئة اقترب الرجل غريب الأطوار رويدا رويدا من الشاب متوسط القامة ببشرته البيضاء حتى باغته بفعل لم يخطر بباله، أشهر سكينا من طيات ملابسه وسدد له طعنة نافذة أسفل الصدر وسط صدمة ممزوحة بحسرة من هول المشهد.

ظن رواد المقهى أن الأمر محض مشهد سينمائي أو مُزحة ينفذها الشاب بالتنسيق مع الرجل الخمسيني لكن سرعان ما استفاقوا على كابوس مفزع، حاول "عبد الرحمن" الفرار بينما تسيل منه الدماء، ودلف إلى الداخل قبل أن يلحق به مسددا له طعنة ثانية في نفس المكان.

تسارعت وتيرة الأحداث في الشارع الشهير، هرج ومرج وصراخ وعويل يسود الأجواء، حاول بعض رواد المقهى السيطرة على الرجل الخمسيني لكنه استمر في إظهار مزيد من العدوانية للغير، مهددا الجميع بالإيذاء واللحاق بالشاب الذي فارق الحياة منذ لحظات ليصيب شخصين اثنين بجروح بالجسم.

انتقلت سخونة الأحداث إلى الشارع بعيدا عن المقهى، حاول الأهالي وقف بحر الدم الذي تفجر فق وقت الظهيرة على مرأى ومسمع الجميع، ونجحوا في محاصرة الجاني واحتجازه داخل محل جزارة، أغلق بابه لحين وصول الشرطة.

على بعد أمتار من أحد معالم الدنيا السبعة "الأهرامات" كان الرائد هاني عجلان، معاون مباحث الهرم، يفحص قضية قيد التحقيق، يأمل في مرور ساعات النهار، دون أي بلاغات، في ظل طقس حار لكن رياح جهاز اللاسلكي القابع على مكتبه أتت بما لا تشتهيه سفن الضابط الشاب لدى تلقيه بلاغ من النجدة بوقوع جريمة قتل بمنطقة "كعابيش".

دقائق معدودة احتاجها الرائد "عجلان" وصولا إلى محل البلاغ، استمع إلى أقوال شهود عيان لخصت ما جرى "الراجل اللي جوا المحل ضرب عبد الرحمن لحد ما طلع في الروح قدامنا.. جري وراه وكأن في بينهم تار بايت".

أمسك معاون مباحث الهرم بهاتفه لإخطار المقدم محمد الصغير رئيس المباحث بما يدور على أرض الواقع، ليعود بعدها لاستكمال التحريات والخطوة الأهم "استجواب المتهم" والوقوف على الأسباب الكامنة وراء جريمته التي اقترفها.

كلمات غير مفهومة تمتم بها صاحب الـ55 سنة لدى استجوابه من رجال المباحث أبرزها أن "أصل مرة طلع لي فجأة وجالي من هنا وهنا" تلك الكلمات التي نفاها شهود العيان جملة وتفصيلة بقولهم "الراجل ده كان بيجمع زبالة ساعات.. مفيش حاجة حصلت قبل كده بينه وعبدالرحمن".

اقتادت قوة من الشرطة المتهم إلى ديوان القسم، إذ كشفت تحريات المباحث عن أنه مهتز نفسيا، ولا توجد بينه وبين الضحية أية مشكلات.

بالانتقال إلى مستشفى الهرم خرج التقرير الطبي المبدئي لأسباب الوفاة، وأثبت التشريح إصابة المجني عليه بطعنتين نافذتين أسفل الصدر "الطعنتين في مكان واحد" بينما خضع المصابان للعلاج اللازم وغادرا بعد التأكد من استقرار حالتهما.

لحظات دقيقة انتشر الخبر كالنار في الهشيم "عبدالرحمن اتقتل" لتتشح منطقة الطوابق بالسواد حزنا على "الشاب الجدع"- كما وصفه زملاؤه في الوقت الذي خارت فيه قوى والديه فور تلقيهم الخبر المشئوم ليؤكد أحد جيرانه "دا وحيد أبوه وأمه".

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

مقتل 10 أشخاص وإصابة 21 آخرين إثر حادث تصادم في الجيزة

مقتل 12 متطرفًا فى تبادل لإطلاق النار بالقاهرة والجيزة

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تفاصيل جريمة بحر الدم في منطقة الهرم تفاصيل جريمة بحر الدم في منطقة الهرم



GMT 10:29 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مقتل طفل في عزبة أبوالدهب بسوهاج بهدف للانتقام

GMT 15:41 2019 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

مقتل عروسين يوم زفافهم في الدقهلية

GMT 23:53 2019 الجمعة ,30 آب / أغسطس

ضبط شخص يتاجر في الآثار على «الفيس بوك»

GMT 10:23 2019 الإثنين ,26 آب / أغسطس

أصغر عروسين في مصر يدخلان القفص الذهبي

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 05:26 2023 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

القمر في برجك يمدك بكل الطاقة وتسحر قلوبمن حولك

GMT 16:53 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab