قصر بيت الدين في جبل لبنان يستضيف أمسية إنشاد ديني
آخر تحديث GMT09:01:09
 عمان اليوم -

قصر بيت الدين في جبل لبنان يستضيف أمسية إنشاد ديني

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - قصر بيت الدين في جبل لبنان يستضيف أمسية إنشاد ديني

قصر بيت الدين في جبل لبنان
بيت الدين (لبنان) - أ ف ب

استضاف قصر بيت الدين في جبل لبنان الخميس أمسية تعانقت فيها حناجر وأوتار منشدين متمرسين وعازفين متقنين من تركيا وسورية واليونان وفرنسا، في استعادة بارعة لقصائد في التصوّف والمديح النبوي، أحيت تاريخا مشرقيا عريقا في الإنشاد الديني الضارب في الجذور من إسطنبول إلى حلب ودمشق والقاهرة.
ففي الباحة الداخلية للقصر المهيب الشاهد على إمارة جبل لبنان إبان الدولة العثمانية، والمشيد في القرن السابع عشر، أحيا منشدون متأصلون في فن الإنشاد من سوريا وتركيا إلى جانب المغنية الحلبية وعد أبو حسون، تراثا من القصائد الدينية والصوفية بمرافقة فرقة متماسكة من الآلات الوترية والهوائية والايقاعية، نقلت جمهور المهرجان اللبناني والأجنبي الذي غصت به المقاعد إلى تراث مشرقي مشترك تتقاطع فيه الملامح التركية والعربية.
وتضم الفرقة الموسيقية، على العود الفنان السوري فواز باكر وهو مؤلف ومدير سابق للمعهد الموسيقي في حلب تتلمذ على يد كبار أساتذة الموسيقى العربية والتركية. وعازف الناي التركي قدسي ارغونر، الملم بالموسيقى العثمانية.
وبخلاف كثير من الأمسيات "الصوفية" التي تعتمد فعليا على المزج بين الأنماط الموسيقية الشرقية والغربية، والقائمة على الارتجالات، قدمت الفرقة مجتمعة عرضا متميزا في انتسابه الأصيل إلى فن الإنشاد مع تطعيم موسيقي كان أمينا لروح هذا النوع من الفن.
وبدأ العرض عند الساعة التاسعة مساء، واستمر قرابة الساعة ونصف الساعة، مقسما على طريقة "الوصلات المقامية" بحيث يقدم على المقام الواحد عدد من القطع الغنائية والعزفية المتوالية بين التقاسيم والعزف والتفريد الصوتي والغناء الجماعي المتداخل.
ومن مقاطع "الذكر" مع تفريد المنشدين في معاني العشق الإلهي بالتزامن مع تكرار المجموعة عبارة "لا اله الا الله" بأداء إيقاعي منغم، والموشحات الحلبية المشهورة ذات المعاني الصوفية الرمزية مثل "يا غزال الرمل"، إلى الابتهال إلى الله بأداء منفرد، نقلت الفرقة جمهورها بين القصائد الضاربة في القدم وأشعار ابن الفارض (قولوا لها أني ما زلت أهواها)، وجلال الدين الرومي (يا واهبا سلطان سر العالمين)، وعفيف الدين التلمساني أحد مريدي "الشيخ الأكبر" محي الدين ابن عربي (نسمة البان هبي).
وتنقل أداء الفرقة بين اللغتين العربية والتركية حتى في القطعة الواحدة، دلالة على تداخل التراث السوري التركي المشترك في الإنشاد الديني وفي الموسيقى عموما، اذ تعد الموسيقى العثمانية من أهم العناصر التي ساهمت في بعث ما يعرف بالنهضة الموسيقية المشرقية في القرن التاسع عشر على يد أساتذة مثل عبده الحمولي، فتحوا الباب لما بات يعرف في ما بعد ب"العصر الذهبي" للموسيقى العربية ابتداء مع سيد درويش ومن تلاه حتى منتصف القرن العشرين.
وأبدى الجمهور تفاعلا كبيرا مع كل ما قدمته الفرقة، اختلط بين التأثر بالأداء الفني مع التعاطف مع المنشدين والموسيقيين الحلبيين الذين تشهد مدينتهم نزاعا مدمرا بين القوات النظامية وقوات المعارضة، وقصفا جويا بوتيرة شبه يومية أحالها من عاصمة اقتصادية وثقافية إلى خطوط قتال وأحياء مدمرة.
وتقام مهرجانات بيت الدين رغم الاضطرابات الامنية المتفرقة التي يشهدها لبنان والتي تصاعدت وتيرتها مع ارتفاع حدة النزاع في سوريا المجاورة.
ويستمر المهرجان حتى التاسع من اب/اغسطس مقدما باقة متنوعة من العروض اللبنانية والعربية والعالمية.

 

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصر بيت الدين في جبل لبنان يستضيف أمسية إنشاد ديني قصر بيت الدين في جبل لبنان يستضيف أمسية إنشاد ديني



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ عمان اليوم

GMT 08:36 2025 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

نتنياهو يشكر ترامب وبايدن لدورهما في الإفراج عن الرهائن
 عمان اليوم - نتنياهو يشكر ترامب وبايدن لدورهما في الإفراج عن الرهائن

GMT 09:01 2025 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

سلطنة عُمان ترحّب بالتوصّل إلى اتفاق الهدنة في غزة
 عمان اليوم - سلطنة عُمان ترحّب بالتوصّل إلى اتفاق الهدنة في غزة

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

إطلالات كيت ميدلتون أناقة وجاذبية لا تضاهى
 عمان اليوم - إطلالات كيت ميدلتون أناقة وجاذبية لا تضاهى

GMT 09:55 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

أفضل الوجهات السياحية لعام 2025 اكتشف مغامرات جديدة حول العالم
 عمان اليوم - أفضل الوجهات السياحية لعام 2025 اكتشف مغامرات جديدة حول العالم

GMT 21:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
 عمان اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 20:23 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

أخطاء شائعة تؤثر على دقة قياس ضغط الدم في المنزل

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab