الأردن يقترب تدريجًا من صف المعارضة السورية
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

الأردن يقترب تدريجًا من صف المعارضة السورية

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - الأردن يقترب تدريجًا من صف المعارضة السورية

عمان - وكالات

كشفت زيارة رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد الجربا إلى الأردن في الأسبوع الماضي، واستضافة عمان على مدى ثلاثة أيام عدداً لافتاً من قادة المعارضة السورية لتنظيم سلسلة لقاءات سياسية غير معلنة، وأخرى ذات طابع عسكري شارك فيها مناف طلاس مع كبار الضباط المنشقين عن الجيش السوري النظامي، تغييراً نادراً في الموقف الرسمي الأردني بخصوص الوضع في سورية، لا سيما بعد سماح المملكة للجربا بدخول منطقة تل شهاب في درعا عبر أراضيها، والحديث عن قرب فتح مكتب لتمثيل «الائتلاف» في العاصمة الأردنية. وعلى رغم تحفظ المسؤولين الأردنيين عن مصطلح «المكتب التمثيلي» للائتلاف، فإن الحفاوة التي لقيها الجربا أخيراً إضافة إلى قادة المعارضة الموجودين حالياً في عمان، كشف تحولاً ما في موقف العاصمة الأردنية التي لا زالت تحافظ على شعرة معاوية مع النظام السوري القائم، خشية تعرضها لرد فعل انتقامي. وفي هذا السياق، أكدت مصادر سياسية أردنية وسورية لـ «الحياة» تعرض الحكومة الأردنية خلال الأسابيع الماضية لضغوط كبيرة من جهات غربية وخليجية، للاقتراب تدريجاً من صف المعارضة السورية «المعتدلة»، وتوفير دعم سياسي ولوجيستي أكبر لقادتها على الأراضي الأردنية، خصوصاً بعد وصول الجربا إلى قيادة المعارضة. وفي موازاة ذلك، أوضحت مصادر رسمية في عمان أيضاً تعرض الأردن لمثل هذه الضغوط، وقال وزير بارز في الحكومة لـ «الحياة»: «صحيح أننا نخشى سيناريو ما بعد (الرئيس) بشار الأسد، المتمثل بالفوضى والتقسيم، لكن قد نجد أنفسنا مضطرين إلى دعم المعارضة المعتدلة التي يمثلها الجربا، لمواجهة خطر التنظيمات المتشددة داخل بعض الفصائل المسلحة». وكان الجربا تحدث خلال احتفال خيري للاجئين السوريين من قلب العاصمة الأردنية، عن اتصالات أجراها مع الحكومة الأردنية لفتح مكتب تمثيلي هناك، وذهب إلى أبعد من ذلك مؤكداً البدء في تشكيل نواة لجيش وطني سوري في شمال سورية وجنوبها، على رغم أن أجهزة الأمن الأردنية كانت تحظر على قادة الائتلاف ممارسة أي أنشطة تسعى إلى إطاحة الأسد عبر أراضيها. وأكد وزير الخارجية الأردني ناصر جودة خلال لقائه عدداً من قادة المعارضة خلال الأيام الماضية ميل بلاده إلى دعم القوى السورية غير المتطرفة. وليس معروفاً بعد ما إذا كان التغير في الموقف الأردني سينعكس على الوضع الميداني داخل سورية، خصوصاً بعد تأكيد قادة كبار في «الجيش السوري الحر» رفض عمان إدخال أسلحة إلى مناطقهم. لكن المعارضة السورية البارزة وعضو «الائتلاف» ريما فليحان قالت لـ «الحياة» إن المواقف الأردنية «تظهر يوماً بعد يوم أنها أكثر إيجابية»، فيما قال قائد الجبهة الجنوبية في «الجيش الحر» بشار الزعبي لـ «الحياة» إن اتصالات المعارضة المسلحة مع الأردن «لا تزال تقتصر على تسهيل عبور اللاجئين والجرحى والمساعدات فقط». وأضاف «ما نأمله اليوم هو أن ينعكس التغير في موقف الأردن لمصلحة نقل السلاح إلى الداخل السوري عبر أراضيه». في المقابل، قال المعلق السياسي الأردني فهد الخيطان، أحد القريبين من دوائر القرار لـ «الحياة»، إن عمان بدأت توجه دعماً أكبر للائتلاف السوري، لا سيما بعد وصول أحمد الجربا لرئاسته. وأردف «يعتقد الأردن أن الجربا هو الخيار الأنسب لقيادة الائتلاف، باعتبار أنه قد يساهم في تقوية الاتجاهات المعتدلة داخل المعارضة السورية على حساب المتطرفة». وعن إمكان أن يتحول الموقف الأردني من الدعم السياسي والديبلوماسي إلى الدعم بالسلاح، قال الخيطان «قد يحصل هذا الدعم، لكن فقط ضمن ترتيبات متينة مع السعودية وأميركا». وكان أعلن أخيراً عن سعي الأردن للحصول على منظومة طائرات من دون طيار، ما فتح باب التكهنات واسعاً حول إمكان أن تتحول عمان إلى قاعدة جديدة لهذا النوع من الطائرات الأميركية، بعد اليمن وباكستان، لمواجهة تنامي نفوذ التنظيمات «المتشددة» داخل سورية. وقال مصدر عسكري أردني إن سبب طلب بلاده من الولايات المتحدة طائرات من دون طيار، هو خوف المسؤولين من تهديد «جبهة النصرة» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» الأراضي الأردنية بعد سقوط الأسد. وتابع أن القلق الأردني «تزايد من عناصر جبهة النصرة، ما دعا كبار المسؤولين الأردنيين إلى مطالبة واشنطن بتزويدها أسلحة حديثة في مقدمها طائرات من دون طيار، من أجل مراقبة عناصر الجبهة، الذين يزداد نفوذهم قرب الحدود الأردنية». وكان رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي قال قبل أيام إن الأردن طلب رسمياً من الولايات المتحدة تزويده طائرات استطلاع لمساعدته على مراقبة حدوده مع سورية.

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأردن يقترب تدريجًا من صف المعارضة السورية الأردن يقترب تدريجًا من صف المعارضة السورية



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 18:42 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 عمان اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab