للقلوب أيضًا ذاكرة مجموعة للشاعرة رشا مكي
آخر تحديث GMT19:01:17
 عمان اليوم -

"للقلوب أيضًا ذاكرة" مجموعة للشاعرة رشا مكي

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - "للقلوب أيضًا ذاكرة" مجموعة للشاعرة رشا مكي

لندن ـ برس

في "للقلوب أيضًا ذاكرة" وهو عنوان مجموعة الشاعرة اللبنانية الشابة رشا مكي قصائد تتميز بانها فيض من الحزن والحب وقد كتبت بشعرية مؤثرة موحية. كلمات الشاعرة تتسم غالبًا بهدوء يسيل ايحاء وموسيقى خفيفة النبض حزينة في معظم الأماكن مع قدرة على الثورة والتمرد أحيانًا دون مبارحة الايحاء. على الصفحة الاخيرة من غلاف المجموعة نموذج من قصائد رشا مكي. تقول الشاعرة "سأترك بعض عطري هنا كي لا تشعر/ بالوحدة ان اتيت في غيابي/ هنا في فضاء حواسك سأزرع ألف وردة/ لن ادع مساحة لخطوات امرأة اخرى. "فيا عاشقي ويا ملهمي/ ويا سيد الكلمات/ تنفس عبق انفاسي وامتزج بهالات/ السحر التي اضيئها لك/ زمن التصحر العاطفي انتهى/ وها غيمي يتحضر ليروي ارضك بالفرح/ فكن حبري وعطري وسري/ وكن شهقة الدهشة في كل زفراتي." وردت المجموعة في 104 صفحات متوسطة القطع وصدرت عن دار الحكمة في العاصمة البريطانية لندن. مقدمة المجموعة كتبها الكاتب اللبناني محمد سرور الذي استهل كلامه بالقول "عندما اردت الكتابة عن رشا مكي احترت من اي الجهات أبدأ. هي الصبية التي تحمل طيب الريف وجمال طبيعته ورقته.. تنتقل بين افياء شجره وصخوره الشامخة كقامات مجد متوارث. "يكفيها ذلك لكي تقطف الخاطرة من عنق الغيمة.. كيف وان ترافق ذلك مع تخصصها بالأدب الفرنسي الذي منح حواسها وخيالها بعدا لا يصله الا المحظوظون من أهل القلم كأنها لقّحت ذاكرتها بنبيذ الدوالي المخضبة بنشوة الحرف العريق حين صار للمشهد روح تثب من صميم كيانها الاصيل... نصوص رشا مكي صغيرة وكثيفة المعنى تكاد الجملة في عالمها تصير نصا مكتمل القصد." من القصائد الاولى واحدة صغيرة حملت عنوان (مجرد سؤال) وفيها قالت الشاعرة بدفء لا يطاله الصقيع "كيف لصقيعك ان يروض هذا المساء/ ولا شيء فيك يشبه رقة القلوب الدافئة؟/ ملهمي/ رائع انت .. تستفز بي جنون الشعر /وتمنح مسام القلب شهية الكتابة." في قصيدة (ثمن الخيانة) حزن وأسى وشعور اقرب الى شعور خانق بالطعنة. تقول رشا مكي /عدني الا تفتقدني كثيرا/ كانت ستقولها قبل ان تمضي/ وقلبها مدمى لاجله/ ولكن صوت ضحكته الواثقة/ وهو بصحبة امرأة اخرى/ استقر كرصاصة مفاجئة في حنجرتها/ قاطعًا اوتار صوتها وصمتها." في (عطش عاطفي) تقول "لم اتبع الوهم كثيرا/ وكنت ادرك انك محض سراب عاطفي/ ولكن جنونا بي كان يدفعني للبقاء/ فوجدتني اعبر صحراء حبك/ لاظل وحيدة عطشى على اعتاب الذكريات." وفي قصيدة (فخامة الحزن) تقول رشا مكي "هو الحزن .. سيد الرقي/ اختار قلبك كي يوزع عليه امنيات عاشقات عابرات/ دون ان يدري ../ ان روحك ادمنت هذا التحدي وهذا الحنين المؤجل/ فيا سيدي .. كل الكلمات التي لم اكتبها: انت ../ فكن سعيدًا كي اكتب ذاكرتي بك." في قصيدة (في وصف الذاكرة) شيء من البعد عن عالم الحزن والحب ونوع من النقمة حيث تقول بشعرية اقل من القصائد الاخرى وبنوع من التقريرية المقبولة "مستبدة../ مجرمة../ انتهازية../ حمقاء../ قنبلة حنين../ هي الذاكرة." في قصيدة (مطر العيون العاشقة) عودة من الشاعرة الى موضوعاتها الاثيرة اذ تقول "يغيب المعنى عن ذاكرة النص/ لان ذاكرة واحدة لا تتسع لها/ بل تحتاج مساحة وطن تسكن فيه/ كي ينهار البكاء على عتبة الليل الاسود/ ويقرأ الجنون مواسم المطر العاشق لشتاء عينيها." وفي قصيدة (عابر الحزن) تقول الشاعرة "هذا اليوم. مر كعابر حزن/ يستجدي من ذاكرتي ملامحك/ ومن شرفات روحي لمسة وردك/ يعرف كما اعرف انك لن تأتي/ يختصر عرق الخيبة من جبهة كلماتي/ على ثمالة تصيبه فينسى وحدته/ غائب عن الحب/ صائم عن اللهفة/ يرتب جدول مواعيد جنونه المنتظر." في (رصاصة طائشة) تقول "خذ كل هذا الدمار/ ذاكرتي ليس بها متسع للحزن/ خيالي ارهقته اشلاء الحلم التي صارت شظايا." وربما كتبت افكارا في صور شعرية مختصرة كما في قصيدة السطرين التي حملت عنوان (الخاطر المكسور) حيث قالت الشاعرة "لكسر الزجاج صوت فاضح جدا/ وحده كسر الخواطر .. يؤلم بصمت." وفي قصيدة قصيرة اخرى هي (عودة الامل) تقول "لا تصادروا منا الحلم/ غرباء نحن على حافة العمر/ نخاف ان نسقط في الفراغ/ ان اصبحنا يوما عراة من الامل." وفي قصيدة سطرين اخرى عنوانها (خبز ومقبرة) تطلق فكرة او حكمة فتقول "الثقة خبز العاشقين /والشك مقبرة الحب." في (الغياب القاتل) ذات السطرين صورة فذة موحية تقول فيها الشاعرة "كانت سترتدي غيابك كفنا/ لكنها اختارت الموت عارية من ذنوبها." وفي عودة من الحزن الى الحب وفي قصيدة عنوانها (لا وقت للحب) تقول "عذرا ايها الحب/ انا دائما اصل متأخرة/ او ربما لا آتي ابدا/ فلا تقفل ابوابك باكرا/ ولا تنزع الورود/ التي عربشت على الشرفات/ فربما خطر ببالي/ ان احتفل يوما ما/ لكن ليس الآن.  

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

للقلوب أيضًا ذاكرة مجموعة للشاعرة رشا مكي للقلوب أيضًا ذاكرة مجموعة للشاعرة رشا مكي



إطلالات ياسمين صبري وأسرار أناقتها التي تُلهم النساء في الوطن العربي

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 18:45 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

فساتين براقة تناسب السهرات الرومانسية على طريقة منة شلبي
 عمان اليوم - فساتين براقة تناسب السهرات الرومانسية على طريقة منة شلبي

GMT 18:42 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

ألوان ديكورات 2025 جريئة تُعيد تعريف الفخامة
 عمان اليوم - ألوان ديكورات 2025 جريئة تُعيد تعريف الفخامة

GMT 22:38 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون
 عمان اليوم - أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون

GMT 09:55 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

أفضل الوجهات السياحية لعام 2025 اكتشف مغامرات جديدة حول العالم
 عمان اليوم - أفضل الوجهات السياحية لعام 2025 اكتشف مغامرات جديدة حول العالم

GMT 22:44 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل
 عمان اليوم - أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل

GMT 20:08 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

تطوير أدوية مضادة للفيروسات باستخدام مستخلصات من الفطر

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab