البنية السردية في كتاب الإمتاع والمؤانسة لميساء الإبراهيم
آخر تحديث GMT13:57:01
 عمان اليوم -

"البنية السردية في كتاب الإمتاع والمؤانسة" لميساء الإبراهيم

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - "البنية السردية في كتاب الإمتاع والمؤانسة" لميساء الإبراهيم

دمشق ـ سانا

البنية السردية في كتاب الإمتاع والمؤانسة لأبي حيان التوحيدي كتاب نقدي استخدمت في دراسته ميساء سليمان الإبراهيم نظريات ومناهج مختلفة استطاعت أن توحدها وتخرج من خلالها ومن خلال القراءات السردية في عدد من لغات العالم إلى منهج بعيد عن الانغلاق والمحدودية مع المحافظة على أصالة النص . ينطلق هذا البحث من نظريات ومفاهيم حديثة في التعامل مع نص قديم إلا أنه يراعي الفروق الجوهرية والفواصل الزمانية بينها فاستلهام نظرية السرد وأدواتها في هذا البحث لم تجرد النص من حيثياته وظروفه ولم تقم بسرده على ما لا يتفق مع طبيعته وخصوصيته ونمط بنيته التركيبية . نجد في بحث الإبراهيم أن النظرية التي يستعين بها هذا البحث تطبق بما يتناسب وطبيعة النص من ناحية وبما لا يلغي مسائل الاجتهاد الشخصي وحجة الباحث في تقديم ما هو جديد من النتائج التي هي حلقة في سلسلة معرفية تتصل حلقاتها في كل بحث جديد لينجم عنها بناء معرفي يقضي إلى فهم أشمل للذات وللعالم الإنساني والحضارة التي ننتمي إليها . ويظهر أن هذا البحث في كتاب تراثي قديم من منظور نظرية نقدية سردية معاصرة يأتي في اطار تقديم رؤية جديدة للنص التراثي من زاوية ربما لم تستوفها الدراسات السابقة لهذا الموضوع . وتبين الإبراهيم أن هناك مصاعب صادفها هذا البحث تتمثل في اختلاف ترجمات المصطلحات السردية بعد دخولها إلى العربية عدا عن اختلافها في لغتها الأم وقلة المراجع السردية المترجمة وصعوبة الحصول عليها إن وجدت إضافة إلى ندرة الدراسات التطبيقية في مجال السرد الذي يتناول التراث القديم خاصةً . ويظهر في الكتاب أن التوحيدي أحد أعلام هذا التراث الذي امتلك ناصية الإبداع استطاع أدبه بعد قرون من موته أن ينتزع حقه المغبون في عصره بسبب ما يمتلك من سمات إبداعية قابلة للقراءة في كل مرة يأتي بها العلم بجديد. اعتمدت الإبراهيم على النظرية السردية التي انطلقت من النظرية البنيوية في اتكائها على النص لأن التحليل التقني لبنية السرد يستدعي أدوات المنهج البنيوي فاشتغلت على تحليل مكونات البنية السردية والكشف عن الحقائق الفنية التي ينتجها النص والتي تكسبه قيمته الأدبية حيث توضح الكاتبة في الفصل الأول النظرية السردية التي يستنير بضوئها هذا البحث ومحاولة فرز مقولاتها المتشعبة وتصنيفها وانتقاء ما يلائم البحث منها في ضوء مقاربة النص للنظريةِ وايجاد الروابط المنطقية التي تجمع عرى هذا البحث بالنظرية والمنهج من خلال تحديد النوع الذي ينتمي إليه النص وصلته بالسرد إضافة إلى تمكن الكاتبة من ضبط المصطلحات السردية التي تتعامل معها بالنص بغية السيطرة على أدوات المنهج . درست الإبراهيم الراوي والمروي له بوصفهما مكونين أساسيين في البنية السردية إذ يقتضي كل سرد وجود راو ومروي له وحاولت تحديد مستوى حدود الراوي من خلال التصنيفات السردية لأنواع الرواة ودرجات حضورهم كما درست المتلقي في النص . تناولت الإبراهيم في الفصل الثالث المروي بوصفه القاعدة التي تشكل عليها النص والتي تنبثق عنها الدلالات التي ينتجها الن صودراسة أركان الحكاية وفرز المادة المعرفية والفنية والأدبية مبينة مرتكزات السرد والحوار ووصف الشخصيات والوظائف اللغوية والسردية . وفي الفصل الرابع بينت الإبراهيم النظام المحدد الذي كانت تقوم عليه الحكايا من خلال دراسة الزمن في الكشف عن تتابع الأحداث وتحديد مدى تطابقها مع ترتيبها الحقيقي من خلال دراسة زمن القصة وزمن السرد والكشف عن الأحداث بطريقة تصدر براعة التوحيد بالتأثير. ودرست في الفصل الأخير البنية النصية ونظرت من خلالها في المتفاعلات النصية التي دخلت في سياق النص بوصفها بنية أساسية تتفاعل مع النص وبينت هذه الدراسة مفهوم التناص في دراسة التعالق النصي بين نص الامتاع والمؤانسة وبين بقية نصوص التوحيدي . يذكر أن الكتاب من منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب في وزارة الثقافة يقع في 356 صفحة من القطع الكبير . 

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البنية السردية في كتاب الإمتاع والمؤانسة لميساء الإبراهيم البنية السردية في كتاب الإمتاع والمؤانسة لميساء الإبراهيم



أحدث إطلالات أروى جودة جاذبة وغنية باللمسات الأنثوية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

إطلالات كيت ميدلتون أناقة وجاذبية لا تضاهى
 عمان اليوم - إطلالات كيت ميدلتون أناقة وجاذبية لا تضاهى

GMT 09:55 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

أفضل الوجهات السياحية لعام 2025 اكتشف مغامرات جديدة حول العالم
 عمان اليوم - أفضل الوجهات السياحية لعام 2025 اكتشف مغامرات جديدة حول العالم

GMT 09:25 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024
 عمان اليوم - اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024

GMT 18:42 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 عمان اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 09:56 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

طرق فعالة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab