الانفجار الذي استهدف السفارة الايرانية في بيروت

ترددت معلومات قرابة منتصف ليل الجمعة – السبت تشير إلى أن الانتحاري الثاني في عملية استهداف السفارة الإيرانية الثلاثاء الماضي  في لبنان  هو عمر صبحة من دبيبية – عكار،  حيث كشفت مصادر أمنيّة عن أن الانتحاري الأول يدعى معين أبو ظهر من مدينة صيدا عاصمة الجنوب، وهو من المقربين من الشيخ السلفي أحمد الأسير، الذي فرّ بعد العمليات التي استهدفت مقره في عبرا في تموز/يوليو الماضي، بينما دان بيان لآل ابو ظهر في صيدا دانت العملية وقالت اننا نشأنا على الاسلام وتحريم ايذاء الآخرين وجريمة بئر حسن أذهلتنا ونعزي أهلنا أهالي الشهداء ونصلي لشفاء المصابين.
وذهب والد الانتحاري عدنان أبو ظهر، طوعاً إلى وزارة الدفاع بعد تعرفه على صورة ابنه التي عممتها وزارة الدفاع الوطني منذ أيّام قليلة.
وأكدت المعلومات الأولية أنّ الانتحاري أمضى معظم حياته في الكويت قبل أنّ ينتقل إلى سوريّة، ومنها توجه إلى بيروت لتنفيذ العملية. وساد الاعتقاد أنّ الانتحاري الثاني هو لبناني أيضًا لكنه لم يظهر بعد.
وروى صاحب شاحنة توزيع المياه التي أعاقت اقتحام سيارة الانتحاري الثاني السفارة الإيرانية تفاصيل ما جرى معه صباح الثلاثاء الماضي، وأشار إلى أنّه وككل ثلاثاء تواجد قرابة العاشرة إلا ثلث صباحاً في شارع السفارة، وقبيل وقوع التفجير الأول، كان يعبر فوق المطب الحديدي الموجود قرب السفارة، ما دفعه إلى تخفيف سيره. وفي تلك الأثناء، شاهد شاباً يسير في اتجاه حراس السفارة، وفي ثوانٍ دوى انفجارٌ، رأى على أثره جثتي 2 من حراس السفارة، إلا أنّ تطايُر الزجاج في المكان، والدخان الذي غطى المكان، صعّبا الرؤية في تلك اللحظة.
ونوه سائق الشاحنة الذي يعرف حراس السفارة جيداً في حكم تردده على الشارع، أنّه "شاهد في تلك الأثناء رضوان فارس، المعروف بالحاج رضا، مسؤول حرس السفارة، وهو يطلق النار في الهواء. بعدها مباشرة، حاول أن يرجع بشاحنته إلى الخلف حيث كانت تقف سيارة الانتحاري الثاني، فأشار له بيده، فعاد الانتحاري إلى الخلف قليلاً، ونزل العامل السوري من "البيك آب" ليطلب من سائق الجيب أن يعود إلى الخلف مرة ثانية، فوقع حينها الانفجار الثاني".
وأكدّ أنه "وبعد دوي الانفجار الثاني، رأى الحاج رضا ممددًا على الأرض ومصابًا في الجهة العلويّة اليمنى من جسده". وأوضح أنّه "لم يرَ ملامح الانتحاري الثاني، وأن الأخير حاول تجاوزه أكثر من مرة، كما حاول اجتياز الرصيف، إلا أنّ الطريق لم تكن تسمح سوى بمرور سيارة واحدة.
وأشار إلى أنّ "العامل السوري الذي نزل من الشاحنة خسر قدميه وإحدى كليتيه، وهو لا يزال في حال حرجة في المستشفى. صحيح أن العناية الإلهية حفظت سائق الشاحنة، ولكن السؤال المُحير كيف أن الشاحنة لم تتضرر؟".
وانتشرت، الجمعة، على مواقع التواصل الاجتماعي نسخة من برقيّة مرسلة من المديريّة العامة لأمن الدولة إلى قوى الأمن الداخلي، تتضمن أسماء وأنواع وأرقام لوحات 7 سيارات مفخخة دخلت إلى لبنان.
و كانت قد عمّمت قيادة الجيش اللبناني صورة تشبيهيه للانتحاري الثاني، ونوّهت، في بيان لها مساء الجمعة، "تعمم قيادة الجيش صورةً لأحد المطلوبين الخطرين لارتكابه إحدى الجرائم، وتدعو كلَّ من يتعرّف عليه إلى الاتصال بغرفة عمليات القيادة عبر موزع وزارة الدفاع الوطني رقم: 1701، أو إبلاغ أقرب مركز عسكري، أو استخدام التطبيق "LAF Shield".
من جهة أخرى دان بيان لآل ابو ظهر في صيدا دانت العملية وقالت اننا نشأنا على الاسلام وتحريم ايذاء الآخرين وجريمة بئر حسن أذهلتنا ونعزي أهلنا أهالي الشهداء ونصلي لشفاء المصابين.
وقال البيان:"بعدما تردد عن وجود الشاب معين ابو ضهر في الهجوم الانتحاري الذي استهدف السفارة الاسلامية الايرانية في منطقة بئرحسن في بيروت، نؤكد على الآتي: نحن اسرة محافظة نشأت وتربت على الاسلام، الدين الحنيف، الذي يحرم ايذاء الآخرين، اسلام المودة والرحمة، ونشأنا على طاولة الرسول الكريم "ان كل مؤمن على مؤمن حرام دمه وماله وعرضه".
لقد آلمنا ابلغ الالم وأحزننا أيما حزن، ان يخرج من بيننا من يتهم بجريمة بئر حسن، وهي جريمة شنيعة نكراء بكل المقاييس. جريمة اذهلتنا، ونحن لا نملك من الكلام ما يكفي لوصفها بما تستحق من ادانة واستنكار وشجب واستهجان.
اننا اذ نسجل ابلغ الاسى والحزن لوقوع تلك الجريمة البشعة، فاننا نعزي اهلنا، اهالي الشهداء، ونصلي لشفاء المصابين، ولا يسعنا الا ان نستعيذ بالله من هذه الشرور، ونستعين بقوله تعالى: "ان كل نفس بما كسبت رهينة". وحسبنا الله ونعم الوكيل، وهو المستعان".