إيطالية تٌفضّل تربية الحمير والأبقار وسط طبيعة جبال الألب
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

إيطالية تٌفضّل تربية الحمير والأبقار وسط طبيعة جبال الألب

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - إيطالية تٌفضّل تربية الحمير والأبقار وسط طبيعة جبال الألب

فانيسا بيدوتزي
لندن - عمان اليوم

قررت فانيسا بيدوتزي، وهي شابة إيطالية في الثالثة والعشرين من العمر، أن تحدث تغييرًا جذريًا في حياتها، إذ اختارت تربية الحمير والأبقار في الجبال، مفضلة العيش وسط الطبيعة، على حياة الحانات والملاهي الليلية، وهو ما يفعله عدد متزايد من الشباب الإيطاليين.

 ورغم إقرارها بأن هذا العمل "صعب ومنهك"، تؤكد بيدوتزي لوكالة الصحافة الفرنسية أنه يستهويها. وتقول: "لقد اخترت هذه الحياة، وهذا هو المكان الذي أريد أن أكون فيه، محاطة بالطبيعة والحيوانات".

وتعتزم فانيسا إقامة مزرعة في منطقة ألبه بيدولو، الواقعة على ارتفاع 813 مترًا فوق مستوى سطح البحر، ضمن بلدة شينيانو اللومباردية في شمال البلاد.

 وتحمل هذه الشابة إجازة في الطهو، لكنها فضلت الإقامة في الجبال على العمل في المهنة التي درستها. وتروي: "انطلقت في هذا المجال في العام الفائت، وكانت البداية بأتانتين... لم أكن أملك أرضًا ولا حظيرة، فاستعرت حقلًا من صديق".

 وبات قطيع فانيسا اليوم يضم 20 حمارًا، بينها 15 من الأتانات الحوامل، ونحو عشر بقرات وعشرة عجول.

 وتستذكر فانيسا أنها كانت شغوفة بتربية الماشية منذ أن كانت صغيرة. وتقول: "كان جدي وجدتي يملكان مزرعة، لديهما فيها أبقار حلوب، وكانا ينتجان الزبدة والأجبان". وتضيف: "في طفولتي، كنت ألحق بوالدي عندما يأخذ الأبقار إلى المرعى". وتشير إلى أن والدها "لم يكن في البداية مرتاحًا" إلى خيارها، لأنه يدرك صعوبة هذه المهنة التي زاولها كل حياته، "لكنه تأقلم بعد ذلك مع الفكرة، وأصبح يساعدني ويسدي إلى النصائح". 

وتستيقظ فانيسا في السادسة والنصف صباحًا، وأول ما تفعله هو تَفقّدُ حيوانات مزرعتها للتأكد من كونها بخير وتزويدها الماء.
  
وتقول: "الأمر ليس سهلًا... يجب أحيانًا الاتصال بالطبيب البيطري، ومساعدة الحيوانات على الوضع". وتضيف: "بينما يستعد الشباب من عمري مساء السبت للخروج والسهر أكون منشغلة بالاستعداد للذهاب إلى الحظيرة". وتتابع: "هذه طبيعة هذا العمل... لا يزعجني أن آتي إلى هذا المكان في أي وقت، سواء أكان السبت أو الأحد أو في عيد الميلاد أو ليلة رأس السنة".

 وترى فانيسا أن الطبيعة هي الأمر الوحيد الذي تحتاج إليه "مجرد الذهاب إلى كومو للتبضع يتعبني، بسبب الضجيج والسيارات والتلوث... لو استطعت تفادي الذهاب إلى هناك، لفعلت... هنا، أشعر بالسمو".

 وتكتفي فانيسا في الوقت الراهن ببيع الحيوانات ولحومها، ولكنها تعتزم توسيع نشاط مزرعتها ليشمل إنتاج حليب الأبقار والأتانات، وصنع الأجبان منها.

 وتلاحظ فانيسا أن "حليب الأتانات مطلوب جدًا، إذ هو الأقرب إلى حليب الأم، وملائم جدًا للأشخاص الذين يعانون الحساسية" من أنواع الحليب الأخرى.

  في الموازاة، تدير فانيسا، مع رفيقها البالغ الرابعة والثلاثين، أشغال تأهيل المبنى الذي ستقام فيه المزرعة.

 وتؤكد فانيسا أنها لا تخشى ما تتطلبه هذه الأشغال من وقت "إلى جانب الاهتمام بالحيوانات". ويتولى رفيقها الذي يعمل في مجال البناء، دعمها ماليًا في انتظار أن تدرّ المزرعة الأرباح.

 وكشف جاكوبو فونتانيتو، من نقابة "كولديريتي"، إحدى النقابات الزراعية الرئيسية في إيطاليا، أن "عودة للشباب إلى الجبال سُجلت خلال السنوات العشر إلى العشرين الأخيرة"، بعد مرحلة شهدت نزوحًا عنها.

 وزاد عدد المزارعين الذين تقل أعمارهم عن الخامسة والثلاثين بنسبة 12 في المائة خلال خمس سنوات، بحسب إحصاءات عام 2019. علمًا بأن ثلث هؤلاء من الإناث.

 وتعتبر النقابة أن المهن ذات الصلة بالأرض باتت تجتذب الشباب المتعلمين، ولم تعد مجرد خيار احتياطي لأولئك الذين يعانون صعوبات في المدرسة. وتشير إلى أن ثمانية من كل عشرة إيطاليين يكونون سعداء إذا اختار أبناؤهم مهنة في هذا المجال.

 لكن فونتانيتو يقر بأن "اعتماد هذا الخيار ليس سهلا، فالشباب الذين تتراوح أعمارهم بين العشرين والثلاثين، غالبًا ما يفكرون بأمور أخرى، وتتركز اهتماماتهم على التسلية والسهر... أما الحياة في الجبال فتتطلب تضحيات، حتى لو كان المرء محاطًا بأجمل رفقة يمكن أن يحلم بها".

 قد يهمك أيضا:

مخبأ الحيوانات المنقرضة في هندوراس غابات "لا موسكيتيا

باحثون يحذّرون من خطر "الحيوانات الغازية" على النظام البيولوجي العالمي

 

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيطالية تٌفضّل تربية الحمير والأبقار وسط طبيعة جبال الألب إيطالية تٌفضّل تربية الحمير والأبقار وسط طبيعة جبال الألب



GMT 06:27 2024 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

هزّتان أرضيتان تضربان ولاية هكاري في تركيا

GMT 11:38 2024 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

وفاة 7 أشخاص في زلزال قوي بجنوب الفلبين

GMT 02:08 2023 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب إقليم بابوا في إندونيسيا

GMT 16:50 2021 الجمعة ,09 إبريل / نيسان

إعصار جديد يهدد إندونيسيا

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 21:26 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab