سوريات يخاطرن بكل شيء للفرار من بلادهن الى أوروبا
آخر تحديث GMT20:57:35
 عمان اليوم -

سوريات يخاطرن بكل شيء للفرار من بلادهن الى أوروبا

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - سوريات يخاطرن بكل شيء للفرار من بلادهن الى أوروبا

سوريات يخاطرن بكل شيء للفرار من بلادهن
دمشق – العرب اليوم

لدى مها البالغة من العمر 28 عاما، والتي تنحدر من مدينة الرقة وصاحبة الابتسامة المشرقة، قصة حياة بائسة في سوريا.

فرت مها بمفردها من مدينة الرقة، مسقط رأسها، التي توصف حاليا بأنها عاصمة تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا، وواصلت رحلتها عبر الوحل على طول الحدود التركية للوصول إلى بر الأمان.

قالت مها في تصريح لي في مخيم "كارا تيبي" بجزيرة ليسبوس اليونانية: "كان الموت رفيقي في كل خطوة."

وأضافت: "كنت أشعر بالقلق الشديد مع كل نقطة من نقاط التفتيش التي كان يجب علي أن أعبرها والتي بلغت 46 نقطة تفتيش. إنهم لا يريدون مغادرة الأطباء وكان بإمكانهم منعي."

خاطت مها أوراقها الأكاديمية في ملابسها حتى لا يتسنى العثور عليها. ورغبت في جلبها معها لأنها مؤهلاتها الغالية التي تأمل من خلالها بدء حياة جديدة وإيجاد عمل في أوروبا.

تريد مها، وهي أيضا خبيرة إحصاءات، الالتحاق بأشقائها وشقيقاتها الذين وصلوا بالفعل إلى ألمانيا.

حينما اندلعت أزمة المهاجرين، كان معظم من خاضوا هذه الرحلة الشاقة رجالا. لكن منذ بداية العام الحالي، أصبحت النساء والأطفال يشكلون غالبية اللاجئين والمهاجرين.

ويحاول العديد من هؤلاء النسوة الالتحاق بأزواجهن وأطفالهن الذين سبقوهن وبحوزتهم الأموال التي كانت تملكها العائلة في هذا الوقت. وهناك أخريات فقدن أزواجهن وأشقاءهن في الحرب السورية المستمرة منذ خمس سنوات.

وتقول وكالات الإغاثة إن المخاطر التي تواجهها النساء لم تنته حتى بعد وصولهن إلى شواطئ أوروبا.

وقال باباتوند أوسوتيمهيم رئيس صندوق الأمم المتحدة للسكان: "دون توفير الحماية للأسرة والمجتمع، فإنهن سيتعرضن باستمرار للعنف الجنسي، والحمل غير المرغوب فيه والتهريب، بل حتى زواج الأطفال."

وأضاف: "نادرا ما تُلبى الاحتياجات الأساسية لتنظيم الأسرة والصحة الإنجابية والولادة الآمنة والحماية من العنف وإساءة المعاملة."

 مها زحفت عبر الوحل خلال رحلتها للفرار من مدينة الرقة السورية ويقول كيكي ميكايليدو الطبيب النفسي في لجنة الإنقاذ الدولية التي تعمل في مخيم "كارا تيبي" إن النساء يتعرضن "لضغط هائل."

وأضاف: "لدينا قائمة انتظار تضم 20 شخصا، وكل يوم لدينا إحالات جديدة."

سألت مها إذا كانت تشعر بالخوف لأنها امرأة تسافر دون أي أقارب من الرجال، فردت قائلة: "في حقيقة الأمر ما تركناه خلفنا أسوأ بكثير. كنت أشعر بالذعر في بلدي، وهذا ما تركته ورائي."

تعيش مها برفقة ثماني سيدات وفتيات أخريات في أحد الأكواخ الجاهزة.

الصدمة لا تفارقهن
مخيم "كارا تيبي" ضيق، لكنه مخصص للأشخاص الأكثر تضررا الذين يصلون إلى جزيرة ليسبوس.

والأوضاع داخل هذا المخيم أفضل بكثير من أماكن أخرى في اليونان علق فيها 50 ألفا من المهاجرين منذ إغلاق الحدود الأوروبية وبدء تنفيذ الاتفاق الحدودي بين تركيا والاتحاد الأوروبي.

لكن شعورا بعدم اليقين اليائس يسود المخيم.

يعيش النساء في حالة من التيه في ليسبوس، وليس لديهن فكرة عن مصيرهن، ولا تفارقهن الصدمات التي تعرضن لها.

على بعد أمتار قليلة من منزل مها الجديد، تعيش أربع سيدات أنيقات أخريات في نفس الكوخ مع أربعة من أبنائهن.

اقترب وقت الظهيرة حينما توجهت لمقابلتهن، وكن استيقظن للتو. وقالت إحداهن: "لا نريدك أن تعتقدي أننا كسالى. لكننا نحاول أن ننام لأكثر وقت ممكن، حتى نخفف الشعور بالملل ومحاولة النسيان."

وحينما يتذكر هؤلاء النسوة سبب وجودهن هنا، تفيض أعينهن بالدمع.

تنحدر هذه العائلة من مدينة دير الزور السورية التي يتقاسم السيطرة عليها الحكومة السورية ومسلحو تنظيم "الدولة الإسلامية". وأعربت النسوة عن خوفهن الشديد من كشف أسمائهن الحقيقية.

وقالت كبرى هؤلاء النسوة، وتبلغ من العمر 38 عاما، وفضلت أن تُدعى باسم "فاطمة" إن "المهربين سرقوا أموالنا. لقد ابتزونا وقالوا إنهم سيبلغون الشرطة إذا لم ندفع لهم. إذا كان معنا رجل واحد فقط، لاختلف الأمر. ولأصبح معنا شخص يدافع عنا."

لكن زوجها علق في سوريا، وهو موظف حكومي ولم يتمكن من الخروج بشكل آمن عبر جميع نقاط التفتيش الموجودة على الطريق حتى تركيا.

 نادية كُريم من مؤسسة أكشن أيد الخيرية البريطانية تساعد في إدارة مركز لرعاية النساء في كارا تيبي

قُتل زوج شقيقة فاطمة ذبحا على يد مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية"، بينما لقي زوج ابنة عمها حتفه تحت وطأة التعذيب في أحد السجون الحكومية. جميع النسوة الأربع يسعين إلى الوصول إلى ألمانيا حيث يعيش أحد الأقارب مع أحد أبنائها.

يفتقر الكوخ الذي تعيش فيه النساء الأربع للإضاءة ولا يوجد به قفل، ولذلك فإنهن يربطن الباب بخيط رفيع في الليل لتأمين أنفسهن ضد أي اقتحام من الخارج. وقالت فاطمة: "إننا نخاف من الذهاب إلى دورة المياه ليلا."

شكل العديد من النساء اللائي سافرن بمفردهن دون رفقة أي من الرجال شبكات دعم لتشجيع بعضهن البعض.

تبتسم سهام وفتحية وهما يتذكران كيف التقيا أول مرة في منشأة احتجاز حيث جرى احتجازهما بعد العبور بشكل غير قانوني من سوريا في مارس/آذار الماضي.

اختفى زوج سهام ونجلاها في شمال سوريا منذ أكثر من عام، وليس لديها أي فكرة عما حدث لهم. غادرت سها حلب مع ابنتها بعد أن تعرض منزلهم لقذيفة من جانب قوات المعارضة.

وتعيش سها وابنتها في نفس الكوخ مع فتحية التي غادرت دمشق مع أطفالها الثلاثة الصغار في محاولة للحاق بزوجها واثنين من أبنائها الأكبر سنا في ألمانيا.

وقالت فتحية عن صداقتها مع سهام: "لقد أصبحنا مثل أختين. لقد تركت شقيقاتي في سوريا، لكنني وجدت شقيقة أخرى هنا."

وردت سهام بالقول: "وأنا أيضا (وجدت شقيقة لي هنا)".

تأمل المرأتان في أن يصبح بإمكانهما العيش كجيران في ألمانيا.

لكنهما ومثل أي شخص آخر في هذا المخيم لا يعرفان المدة التي ستستغرقها معالجة حالتهما، أو فرص نجاحهما في الوصول إلى أوروبا.

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوريات يخاطرن بكل شيء للفرار من بلادهن الى أوروبا سوريات يخاطرن بكل شيء للفرار من بلادهن الى أوروبا



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ عمان اليوم
 عمان اليوم - الصحف العالمية تتناول تحديات وآمال رئاسة جوزيف عون في لبنان

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

إطلالات كيت ميدلتون أناقة وجاذبية لا تضاهى
 عمان اليوم - إطلالات كيت ميدلتون أناقة وجاذبية لا تضاهى

GMT 09:55 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

أفضل الوجهات السياحية لعام 2025 اكتشف مغامرات جديدة حول العالم
 عمان اليوم - أفضل الوجهات السياحية لعام 2025 اكتشف مغامرات جديدة حول العالم

GMT 21:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
 عمان اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 20:23 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

أخطاء شائعة تؤثر على دقة قياس ضغط الدم في المنزل

GMT 17:31 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

يولد بعض الجدل مع أحد الزملاء أو أحد المقربين

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 09:21 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الميزان

GMT 21:01 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 04:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 05:19 2023 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

القمر في منزل الحب يساعدك على التفاهم مع من تحب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab