أخوان من قطاع غزة يصنعان تُحفًا خشبية بحرفية عالية
آخر تحديث GMT19:01:17
 عمان اليوم -

يبحثان عن فرصة للاحتفال بإنجازاتهما المميَّزة

أخوان من قطاع غزة يصنعان تُحفًا خشبية بحرفية عالية

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - أخوان من قطاع غزة يصنعان تُحفًا خشبية بحرفية عالية

أخوان من قطاع غزة يصنعان تُحفًا خشبية
غزة - العرب اليوم

يعمل الشاب نضال النخالة، 20 عاما، بخطوات متسارعة، على رفع الأخشاب لسطح منزله، حيث أخته الأكبر هبة (23 عاما) تنتظره داخل ورشة صغيرة للنجارة تشبه «الكوخ»، صمّماها بطريقة عصرية جذابة واستخدموا في ذلك بعض الأخشاب البالية، إضافة إلى مهاراتهم الممزوجة بالشغف.

تمتد ساعات طويلة من شروق شمس الصباح حتى غروبها يقضيها الأخوان في «الكوخ» يساعدان بعضهما لإنتاج قطع فنية وتراثية وتحف «أنتيكا» خشبية متنوعة يتم تسويقها في المتاجر والأسواق ويعبر جزء منها عن التاريخ الفلسطيني والأصالة العربية، والآخر يحملُ قيمة جمالية عالية، وعن ذلك تقول هبة إن «بداية الفكرة كانت حين أردت برفقة أخي تقديم هدية لوالدي في يوم ميلاده، وقتها احترنا كثيراً في تحديد ماهيتها وشكلها، لأننا رغبنا أن تكون مختلفة، وتحمل طابعاً خاصاً»، وأضافت: «فقررنا أن نصنعها بأيدينا، وبدأنا العمل بعد أن جمعنا الأخشاب اللازمة واستخدمنا أدوات النجارة البدائية».
وأنتج الأخوان لوحة فنية لاقت قبولا وإعجابا من كل أفراد العائلة، فقرر والدهما أن تكون بداية مشروع لهما، فشجعهما على الاستمرار من خلال تحفيزهما بكلمات الثناء والشكر، إضافة لجلب الأخشاب والمعدات اللازمة.

تطور الأمر ورأى هبة ونضال أنّهما أصبحا بحاجة لورشة تجمع أدواتهم والأخشاب وتكون مكاناً خاصاً لهم، فمنحهم والدهم جزءاً من سطح المنزل لأجل ذلك، وبدآ في مشروعهما الصغير.
هبة التي تخرجت من تخصص الخدمة الاجتماعية قبل عامين، توضح أنّها تسعى برفقة أخيها الذي ما زال يدرس في الجامعة لتحدي شبح البطالة الذي يسيطر على معظم الشباب في غزة الذي يعاني من سوء في الأوضاع الاقتصادية والمعيشية منذ عشر سنوات وأكثر، مبيّنة أنّها استطاعت أن تحقق استقلالاًمادياً ومصدر دخل بفترة قصيرة من خلال المشروع الذي أطلقا عليه اسم «أنتيكا هوم».

تضيف الشابّة: «لا نستخدم الطلاء الصناعي لمنتجاتنا، فنحن نصنع جماليات القطع من خلال العقد الموجودة في الخشب نفسه، والتي نُظهرها من خلال النحت المستمر الذي يحتاج ساعات طويلة ومهارات دقيقة»، تردف: «في النهاية نصل لنتائج رائعة، تنال إعجاب الجميع، وتحقق لهم مناظر مريحة للنظر والعين».

يتولى نضال مهمة جلب الأخشاب ونقلها وقصها والأشغال الأخرى التي تحتاج إلى مجهودٍ عضلي وبدني، بينما تهتم هبة برسم الشكل الأولي للقطع وتصميمه والإشراف عليه حتى يخرج بشكله النهائي، وكذلك تحرص على تنوع اللمسات الفنية في كلّ قطعة لتكون مرضية لجميع الأذواق، وجذابة للمشترين.

واجهت الفكرة منذ بداياتها صعوبة كبيرة بحسب ما يشير نضال خلال كلامه مع مراسل «الشرق الأوسط»، والصعوبة تمثلت في كون الناس يظنون أنّ المنتجات الخشبية المصنوعة يدوياً هي مثل المصنوعة بواسطة الآلات الكبيرة، لافتاً إلى أنّهما حرصا على تجاوز تلك المرحلة من خلال تخفيض أسعار القطع على حساب هامش الربح.

يكمل: «نصنع الصواني، والمرايا، والمقاعد الصغيرة والكبيرة، وساعات الحائط، وغيرها من القطع، ونعتمد في ذلك على أخشاب شجر الزيتون والسرو، لما تتميز به من صلابة ومتانة»، وينبّه إلى أنّهم يهتمون بترويج منتجاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي وشاركا أيضاً في عدد من المعارض المحلية ووجدا فيها إقبالاً جيداً على منتجاتهم.

وتروي هبة أنّ نظرة المجتمع لها كانت في البداية محاطة بالدهشة، فكيف لفتاة أن تكون «نجارة». تلك المهنة التي لا يقوى على تحمّل أعبائها كثيرٌ من الرجال، منوهة بأنّ دعم أهلها ساعدها في تخطيها، وتتكلم كذلك عن أنّ كثيرين حوّلوا نظرتهم من الاستغراب للإعجاب والثناء بعدما شاهدوا جودة الأعمال وجمالها.

«اليوم العالمي لمهارات الشباب الذي يتم إحياؤه في مثل هذا الوقت من كلّ عام، إضافة لغيره من الأيام الدولية التي تهتم بالفئات الشابّة وقدراتها الإبداعية، هي بمثابة فرصة نحتفل فيها بإنجازاتنا» تتحدث هبة، مستدركة أن الحالة الخاصة التي يعيشها الشباب في غزة تجعل من تلك المناسبات أوقاتاً ملائمة لإطلاق الأصوات التي تعبر عن سوء واقعهم والمشاكل التي تحيط بكل مناحي الحياة.

وقد يهمك ايضاً:

أمسية ثقافية رمضانية في جنين تعرض أفلامًا عن التاريخ الفلسطيني

أمسية ثقافية في أدبي الباحة الثقافي غدًا

 

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أخوان من قطاع غزة يصنعان تُحفًا خشبية بحرفية عالية أخوان من قطاع غزة يصنعان تُحفًا خشبية بحرفية عالية



إطلالات ياسمين صبري وأسرار أناقتها التي تُلهم النساء في الوطن العربي

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:08 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

تطوير أدوية مضادة للفيروسات باستخدام مستخلصات من الفطر

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 05:24 2023 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

القمر في منزلك الثاني ومن المهم أن تضاعف تركيزك

GMT 18:09 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 23:57 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab