جنبلاط يدين مجزرة ريف دمشق البربرية
آخر تحديث GMT09:01:09
 عمان اليوم -

جنبلاط يدين مجزرة ريف دمشق البربرية

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - جنبلاط يدين مجزرة ريف دمشق البربرية

بيروت ـ جورج شاهين

سأل رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي عن معنى مفاهيم أساسيّة تحطمت امام مجزرة الغوطة في دمشق وما يجري يوميا في سورية  مثل حقوق الانسان والقانون الدولي والمواثيق والأعراف والاتفاقيّات، وعن أدوارٍ مفترضة لمؤسسات دوليّة غائبة تتقاذفها مصالح الدول وتجعل تطبيق المبادىء الانسانيّة المفترضة مسالة في غاية الانتقائيّة والعشوائيّة أدلى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بالتصريح التالي:أمام هول المشاهد الفظيعة التي بثتها شاشات التلفزة لمجزرة الغوطة في ريف دمشق، تسقط كل بيانات الاستنكار والشجب والادانة الكلاسيكية، وتنتفي الفائدة من الاجتماعات التي تُعقد هنا وهناك دون إتخاذ خطواتٍ كفيلةٍ بتغيير الواقع المظلم الذي أدخل النظام سورية فيه بتغطيةٍ من حلفاء دوليين وإقليميين وبغض نظر غربي إكتفى برسم خطوط حمراء وهميّة بعيدة عن أرض الواقع. أمام هول المشاهد الفظيعة في ريف دمشق، يحق للمرء أن يتساءل عن معنى مفاهيم أساسيّة بُنيت عليها منظوماتٍ فكريّة وسياسيّة وعناوين براقة تتحطم كل يومٍ في سورية مثل حقوق الانسان والقانون الدولي والمواثيق والأعراف والاتفاقيّات، وعن أدوارٍ مفترضة لمؤسسات دوليّة غائبة تتقاذفها مصالح الدول وتجعل تطبيق المبادىء الانسانيّة المفترضة مسالة في غاية الانتقائيّة والعشوائيّة. أمام هول المشاهد الفظيعة في ريف دمشق، سقطت كل المقاييس التي رُسمت على أساسها نظريات تنظيم الحياة البشريّة، وتحطمت كل المعايير الاخلاقيّة والانسانيّة على أشلاء الأطفال والنساء والشيوخ، وسخفّت كل الأعمال الوحشيّة والبربريّة وحولتها إلى مجرّد أعمال عادية، وفق النظريّة التي قدمتها الباحثة والمفكرة السياسيّة هنة آرنت في كتابها الشهير “إيخمن في القدس” وقد شرحت فيه رؤيتها لمفهوم Banality of Evil أي اعتياديّة الشر كوظيفة مماثلة لسواها من الوظائف! أمام هول المشاهد الفظيعة في ريف دمشق، يحق للمرء أن يتساءل عن مدى مواءمة الأنظمة الديمقراطيّة التي تمارس هواية التفرّج مع بربريّة القصف الكيميائي العنيف، وكأنها بمثابة البربرية الديمقراطيّة غير المفهومة وغير المبررة على الاطلاق، ويحق أيضاً للمرء أن يتساءل عن مصير ومستقبل سورية التي حولها النظام إلى معسكر كبير يمارس فيه الاعتقال والقتل والاجرام دون أن يُحاسب. ويحق للمرء أن يتساءل بماذا يختلف هذا المعسكر عن معسكرات النازية التي مُورس فيها القتل الجماعي بدمٍ بارد وإصرار وعناد؟ أمام هول المشاهد الفظيعة في ريف دمشق، يحق للمرء أن يتساءل عن إختلاف هذه المجزرة عن المجازر الكبرى التي إرتكبتها إسرائيل في دير ياسين وقانا وغزة وسواها العشرات من المجازر التي قتلت الأبرياء والمدنيين، ويحق له أن يتساءل ما إذا كان القتل مبرراً لطرف وغير مبرر لطرف آخر. أمام هول المشاهد الفظيعة في ريف دمشق، يحق للمرء أن يتساءل عن الضمير العالمي فوق الخلافات السياسيّة والمصالح الدوليّة والاعتبارات الاقليميّة، وفوق الحسابات لهذه الدولة أو تلك؛ ويحق للمرء أن يتساءل عن سبل إنقاذ الشعب السوري، أقله من الناحية الانسانيّة بدل تركه وحيداً لقدره. لا يمكن للصوت البشري أن يصل للمسافة التي يصل إليها صوت الضمير، على حد قول غاندي، فأين الصوت البشري وأين صوت الضمير؟.

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جنبلاط يدين مجزرة ريف دمشق البربرية جنبلاط يدين مجزرة ريف دمشق البربرية



GMT 19:09 2024 الخميس ,13 حزيران / يونيو

أمير الكويت يأمر بتعويض أسر ضحايا حريق المنقف

أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ عمان اليوم

GMT 08:36 2025 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

نتنياهو يشكر ترامب وبايدن لدورهما في الإفراج عن الرهائن
 عمان اليوم - نتنياهو يشكر ترامب وبايدن لدورهما في الإفراج عن الرهائن

GMT 09:01 2025 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

سلطنة عُمان ترحّب بالتوصّل إلى اتفاق الهدنة في غزة
 عمان اليوم - سلطنة عُمان ترحّب بالتوصّل إلى اتفاق الهدنة في غزة

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

إطلالات كيت ميدلتون أناقة وجاذبية لا تضاهى
 عمان اليوم - إطلالات كيت ميدلتون أناقة وجاذبية لا تضاهى

GMT 09:55 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

أفضل الوجهات السياحية لعام 2025 اكتشف مغامرات جديدة حول العالم
 عمان اليوم - أفضل الوجهات السياحية لعام 2025 اكتشف مغامرات جديدة حول العالم

GMT 21:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
 عمان اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 20:23 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

أخطاء شائعة تؤثر على دقة قياس ضغط الدم في المنزل

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab