تعافي صحيفة تشارلي إبدو من الهجوم يفتح جروح موظفيها
آخر تحديث GMT10:14:45
 عمان اليوم -

أضحت رمزًا لدعاة حرية التعبير عن الرأي في فرنسا

تعافي صحيفة "تشارلي إبدو" من الهجوم يفتح جروح موظفيها

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - تعافي صحيفة "تشارلي إبدو" من الهجوم يفتح جروح موظفيها

رسّام الكاريكاتير في صحيفة "تشارلي إبدو" لوران سوريسو
واشنطن - رولا عيسى

عاد رسّام الكاريكاتير في صحيفة "تشارلي إبدو" لوران سوريسو إلى الرسم من على سريره في المستشفى بعد أيام من الهجوم الذي نفذه مسلحان على الصحيفة في السابع من كانون الثاني/يناير وأسفر عن مقتل عشرة من العاملين في الصحيفة.

ونشرت الرسومات في عدد أطلق عليه "الباقون على قيد الحياة" بعد أسبوع واحد من الهجوم، مع كتابة على الرسم " بعد عمل دام 25 عامًا تمكنت من أن أصبح رسام كاريكاتير في صحيفة "تشارلي إبدو"، ولكن يحتاج الأمر إلى 25 ثانية ليكون الإنسان "إرهابيًا".

تعافي صحيفة تشارلي إبدو من الهجوم يفتح جروح موظفيها

واستعاد سوريسو الذي أصيب في ذارعه على أثر الهجوم معظم قدرته على الرسم في غضون تسعة أشهر بعد الحادث،  وعاد للرسم بذراعه اليمنى مرة أخرى، ولكن بالنسبة له وللعديد من زملائه كان التعافي من الجروح الجسدية أسهل بكثير من تلك الجروح التي خلّفها مقتل زملائهم.

وعمل الهجوم على نقل الصحيفة نقلة نوعية، حيث أضحت أخيرًا رمزًا لدعاة حرية التعبير عن الرأي، وتمكنت الصحيفة من إضافة نوافذ مضادة للرصاص وأبواب للسلامة ومجموعة أخرى من الإجراءات الأمنية تحت حماية الشرطة بتكفلة 150 ألف يورو.

وأدى انتشار الصحيفة بعد الهجوم إلى تضاعف إيراداتها بشكل كبير مما نتج عنه ثروة جديدة تقدر بالملايين أدت إلى نشوب صراع داخلي في الصحيفة حول كيفية ومقدار التعويضات التي ستُعطى لعائلات ضحايا الهجوم.

تعافي صحيفة تشارلي إبدو من الهجوم يفتح جروح موظفيها

ويعبّر رسام الكاريكاتير عن الأمر بأنه اعتقد ساذجًا أنهم سيعودون جميعًا إلى العمل كما في السابق، ولكن لم يكن لديه فكرة عن مقدار الفوضى التي حدثت بعد الهجوم، وحاول سوريسو والذي يمتلك 65 % من "شارلي إبدو" احتواء الفتنة الحاصلة في الصحيفة، ولكن مشاعر العاملين فيها مازالت متصاعدة حول كيفية التعاطي مع الأمر عقب الهجوم، وأدت ببعضهم إلى رفع قضية ضد الصحيفة بسبب الخلافات المالية، وغادرها آخرون قائلين إن تحمُّل غياب أصدقائهم الذين سقطوا أصبح صعبًا للغاية عليهم.

وغادر الصحيفة رسام الكاريكاتير رينالد لوزير المعروف باسم لوز، والذي رسم صورة النبي محمد باكيًا ورافعا لافتة مكتوب عليها "أنا تشارلي" بعد أيام من الهجوم، فيما قال باتريك بيلوكس وهو كاتب عمود لأكثر من عشر سنوات في "تشارلي إبدو" إنه سيستقيل في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر.

وأشار بيلوكس إلى سبب استقالته أنه يشعر بأن الصحيفة التي عمل فيها لفترة طويلة لم تعد موجودة، وأنه يحترم الناس الذين مازالوا يملكون القوة للمواصلة، ولكنه شخصيًا لم يعد يستطيع الاحتمال أكثر.

ويحاول رئيس تحرير المجلة جيرار بيارد إعادة جميع العاملين للعمل معًا وخصوصًا أنه يعتبر فقدان الكثير من المواهب في الصحيفة خسارة لا تعوض، وأكد أن الصحيفة طالما اعتمدت على أشخاص ذو شخصيات قوية، وقد أثرت صدمة الهجوم عليهم جميعًا وعبر كل واحد منهم بطريقته المختلفة عما بداخله، وأضاف أن المال أيضًا شكّل مشكلة كبيرة فيما بعد.

وكافحت تشارلي إبدو ماليًا منذ إنشاءها عام 1970 وخصوصًا أنها ترفض التمويل الخارجي وتزدري الإعلانات وتعتمد كليًا على قراءها، وقد أُغلقت الصحيفة عشر سنوات بعد إعلان إفلاسها في 1981 وأعيد افتتاحها في عام 1992.

ولجأت تشارلي إبدو في أواخر 2014 إلى قبول التبرعات من القراء وخصوصًا أن خسائرها وصلت إلى 100 ألف يورو  في حملة انتهت قبل أسبوع من الهجوم عليها، لكن الهجوم والحدث الدائر حوله أحدث قفزة ضخمة في عدد القراء والأموال المتدفقة إلى الصحيفة حيث باعت حوالي 8 ملايين نسخة بعد الهجوم بفترة بسيطة.

وتلقت الصحيفة تبرعات تقرب من 400 ألف يورو من عشرات الأفراد والشركات والمؤسسات، وقررت على إثرها  توزيع قسم من المال على ضحايا ذلك اليوم، فيما بقيت ملايين أخرى تحت سيطرة مالكي الصحيفة الذين أكدوا أنهم سيستثمرونها في تطوير الصحيفة .

وقدّم 15 موظفًا في شهر أذار/مارس الماضي عريضة تدعو مالكي الصحيفة إلى توزيع ملكية وسلطة صنع القرار فيها بين جميع الموظفين، لكن ملاك الصحيفة رفضوا هذا الاقتراح واعتبروه غير قابل للتنفيذ، ولكنهم تعهدوا بفتح تدريجي للمساهمة في "شارلي إبدو" لمجموعة من صغار الموظفين ابتداء من العام المقبل.

ويشرح سوريسو، الذي يحميه خمسة من أفراد الشرطة، أنهم لن يستطيعوا العودة إلى نفس آلية العمل التي كانوا عليها في السابق فهذا لن يكون منطقيا، ومع اقتراب الذكرى السنوية للهجوم ، تتوقع الصحيفة أن عدد قراءها سينخفض إلى الثلث في عام 2016 ، فسارعت لتقديم نسخة إلكترونية عبر الإنترنت تمزج بين المحتوى المجاني والمدفوع، ويؤكد أن رسم الكاريكاتير ككتابة رسالة ووضعها في زجاجة وألقاها في البحر، فلا أحد يعرف أين ستصل أو ماذا سيكون صداها؟.

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعافي صحيفة تشارلي إبدو من الهجوم يفتح جروح موظفيها تعافي صحيفة تشارلي إبدو من الهجوم يفتح جروح موظفيها



أحدث إطلالات أروى جودة جاذبة وغنية باللمسات الأنثوية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 18:42 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 عمان اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 09:25 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:56 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج السرطان

GMT 17:07 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 09:54 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الحوت

GMT 21:12 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 05:12 2023 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

القمر في منزلك الثامن يدفعك لتحقق مكاسب وفوائد

GMT 04:25 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج السرطان الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab