تأجيل بناء محطة نووية قد يؤثِّر في العلاقات البريطانية الصينية
آخر تحديث GMT19:01:17
 عمان اليوم -

تعهَّد كاميرون بأن لندن ستكون أفضل شريك غربي لبكين

تأجيل بناء محطة نووية قد يؤثِّر في العلاقات البريطانية الصينية

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - تأجيل بناء محطة نووية قد يؤثِّر في العلاقات البريطانية الصينية

ارجاء مشروع بناء محطة نووية قد يؤثر على العلاقات بين لندن وبكين
لندن - ماريا طبراني

إرجاء بريطانيا إعلان موقفها النهائي حول بناء محطة نووية في "هينكلي بوينت" إلى الخريف قد يؤثر في العلاقات بين الصين والحكومة البريطانية الجديدة برئاسة تيريزا ماي.

وكان رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون الذي استقال بعد الاستفتاء الذي جرى في 23 حزيران /يونيو الماضي وعبر فيه البريطانيون عن رغبة في مغادرة الاتحاد الأوروبي، جعل من العلاقات مع الصين أحد المحاور الأساسية لسياسته الاقتصادية. وفي تشرين الأول/ أكتوبر الماضي استقبلت لندن بحفاوة كبيرة الرئيس الصيني شي جينبينغ في محاولة لجذب استثمارات جديدة في زمن التقشف. ومن الطاقة إلى العقارات والنقل، تبدو حاجات بريطانيا كبيرة في البنية التحتية خصوصًا في الشمال الذي تريد السلطة المركزية تطويره.

وأكد كاميرون حينذاك أن لندن "ستكون أفضل شريك غربي للصين". وأوضحت الحكومة البريطانية أن قيمة الاتفاقات التي وقعت خلال زيارة الدولة هذه بلغت 40 بليون جنيه إسترليني (47 بليون يورو). وتعهدت بكين حينذاك بأن تمول عبر شركتها الحكومية "شركة الصين العامة للطاقة النووية" ثلث مشروع عملاق لبناء مفاعلين نوويين يعملان بالمياه المضغوطة في موقع "هينكلي بوينت" جنوب غرب بريطانيا، بقيمة إجمالية تبلغ 18 بليون جنيه. وتنفذ هذا المشروع المجموعة الفرنسية "شركة كهرباء فرنسا".

لكن فور إعلان مجلس إدارة "كهرباء فرنسا" الأسبوع الماضي الموافقة على إطلاق عملية البناء، أعلنت الحكومة البريطانية أنها تحتاج مزيدًا من الوقت "لدرس أكثر دقة" للمشروع قبل أن تصدر قرارها النهائي مطلع الخريف. وبينما تحتاج المملكة المتحدة التي باتت على طريق الخروج من الاتحاد الأوروبي، إلى إقامة تحالفات تجارية متينة خارج الاتحاد، يمكن أن يشكل هذا التأخير ضربة لعلاقاتها مع الصين ثاني قوة اقتصادية في العالم، وقال مدير معهد لاو الصيني في جامعة كينغز كوليدج في لندن كيري براون إن الحكومة البريطانية "خلقت مشكلة". مضيفا "بقدر ما نكون منفتحين على العلاقات التجارية حاليًا، يكون ذلك أفضل لنا".

وأفادت "وكالة أنباء الصين الجديدة" (شينخوا) التي تكلف غالبًا نقل استياء السلطات الصينية، بأن المهلة الجديدة "تزيد الغموض" وتضر بـ "العصر الذهبي للعلاقات بين الصين والمملكة المتحدة". وحذرت من أن الاستثمارات الصينية في المستقبل يمكن أن تكون في هذه الشروط، مهددة بالتعليق إلى أن يتم إبرام الاتفاق النووي وفقًا للأصول. وفي الجانب البريطاني يثير مشروع "هينكلي بوينت" شكوكًا كبيرة تتعلق بالتوزان بين النوعية والسعر وتأثيره على البيئة، والأخطار المرتبطة بأمن الطاقة بوجود الصينيين الذين يوظفون بذلك أول استثمار في قطاع على هذه الدرجة من الأهمية الاستراتيجية والحساسية في بلد غربي كبير.

ولا تزال نوايا ماي التي تولت رئاسة الحكومة في 13 تموز/ يوليو الماضي غير واضحة، لكن مدير مكتبها نيك تيموثي عبر في الماضي عن تحفظات على المشروع. وقال إنه سيكون "من غير المفهوم" أن تقبل المملكة المتحدة بالاستثمارات الصينية نظرًا إلى الأخطار في مجال الأمن الصناعي. مضيفا أن الصين ستكون قادرة على إحداث ثغرات في الأنظمة المعلوماتية البريطانية "يمكن أن تسمح لها بوقف إنتاج الطاقة" إذا رغبت في ذلك. وكتب تيموثي في مدونة العام الماضي أن "أي اتفاق تجاري أو استثماري أيا تكن درجة أهميته، يمكن أن يبرر السماح لدولة معادية بوصول سهل إلى أكثر البنى التحتية حساسية في البلاد".

وأكدت "وكالة أنباء الصين الجديدة" الرسمية - ردا على هذه التصريحات - أن بكين "لا يمكنها القبول بالاتهامات التي تفيد بأن الاستثمار الصيني في المملكة المتحدة يمكن أن يشكل تهديدًا للأمن البريطاني، معربة عن استيائها من إرجاء قرار لندن الذي لم يكن متوقعًا حول هذا المشروع الضخم". وقال براون إن بكين يمكن أن تتفهم "الحذر المبدئي" للحكومة البريطانية الجديدة لكن موقفها يمكن أن يتغير إذا حدث تخلٍّ عن المشروع نهائيا. وأضاف "سيرون في ذلك إشارة إلى أن الحذر عاد من جديد إلى العلاقات بين الصين والمملكة المتحدة، وسيقعون مجددًا في فخ غياب الثقة المتبادلة". وفي ما تتراجع الحكومة البريطانية الجديدة عن إرث كاميرون، خصوصًا عبر استراتيجية صناعية جديدة تريد تحديدها، يمكن أن تشهد العلاقات الاقتصادية مع الصين تراجعًا.

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تأجيل بناء محطة نووية قد يؤثِّر في العلاقات البريطانية الصينية تأجيل بناء محطة نووية قد يؤثِّر في العلاقات البريطانية الصينية



GMT 13:52 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

السُّلطان هيثم بن طارق يستقبل رئيس مجموعة البنك الدّولي

GMT 17:37 2024 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

50 مليون ريال عُماني إجمالي قيمة أذون الخزانة الحكومية

إطلالات ياسمين صبري وأسرار أناقتها التي تُلهم النساء في الوطن العربي

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 18:45 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

فساتين براقة تناسب السهرات الرومانسية على طريقة منة شلبي
 عمان اليوم - فساتين براقة تناسب السهرات الرومانسية على طريقة منة شلبي

GMT 18:42 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

ألوان ديكورات 2025 جريئة تُعيد تعريف الفخامة
 عمان اليوم - ألوان ديكورات 2025 جريئة تُعيد تعريف الفخامة

GMT 22:38 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون
 عمان اليوم - أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون

GMT 09:55 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

أفضل الوجهات السياحية لعام 2025 اكتشف مغامرات جديدة حول العالم
 عمان اليوم - أفضل الوجهات السياحية لعام 2025 اكتشف مغامرات جديدة حول العالم

GMT 22:44 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل
 عمان اليوم - أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل

GMT 20:08 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

تطوير أدوية مضادة للفيروسات باستخدام مستخلصات من الفطر

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab