محرزية العبيدي تطالب بالاستعداد لعودة المتطرفين
آخر تحديث GMT10:14:45
 عمان اليوم -

أكدت لـ "العرب اليوم" أنهم سيبحثون عن بؤرة توتر

محرزية العبيدي تطالب بالاستعداد لعودة المتطرفين

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - محرزية العبيدي تطالب بالاستعداد لعودة المتطرفين

النائبة في البرلمان التونسي محرزية العبيدي
تونس ـ حياة الغانمي

كشفت عضو المكتب التنفيذي لحركة "النهضة" والنائب في البرلمان التونسي محرزية العبيدي، أنها لا تعتقد أن الموقف من عودة التونسيين الذين شاركوا في عمليات إرهابية في بلدان أخرى، يتحدد حسب الانتماء الإيديولوجي أو الحزبي، بل يتحدد حسب الانتماء إلى الوطن، وعلاقته بأمن التونسيين، مؤكدة أن البوصلة هي الوطن والسؤال هو كيف نبني مستقبل تونس.

وأضافت العبيدي في تصريحات خاصة إلى "العرب اليوم"، أنها كانت قبل التحاقها بالنشاط السياسي في تونس، عضوًا في منظمة تعني بفض النزاعات، ومهمتها جعلتها تعي جيدًا معنى الحروب الأهلية ومعنى الإرهاب. وأكدت أنها رأت نماذج عديدة من المشاكل التي يتجاذب حولها التونسيون اليوم، وبناءً عليه فإن المشكلة الأساسية بالنسبة إليها هو أن هؤلاء هم تونسيون صحيح ولكنهم خرجوا من هذا الوطن وشاركوا في عمليات متطرفة، قتلوا وأحرقوا ودمروا ويتموا، وبالتالي فإن مسألة قبولهم والتسليم بعودتهم لن تكون بالبساطة المتوقعة.

وشدّدت على أن السؤال الذي من المفروض أن يطرح ليس هل نقبل بعودة الإرهابيين أم لا ؟ لأن كل التونسيين غير قابلين لعودتهم ولا يشرفهم أبدًا انتماء هؤلاء الذين تلطخت أيديهم بالدماء إلى تونس وإلى المجتمع الذي اثبت في العديد من المرات أنه طارد للعنف، ولكن السؤال الأهم هو كيف نستعد لعودة هؤلاء، لأن هذا الأمر حسب رأيها يفرض على تونس. وأكدت أنه لو سئلت كتونسية وبصفتها أم فقط، لقالت أنها ترفض وبشدة عودة التونسيين الذين كانوا في بؤر التوتر، ولكن بصفتها سياسية وبصفتها مطلعة على ما يحدث في العالم، فإنها ترى أن كل الفرضيات واردة وأن البلدان التي يتواجد بها هؤلاء التونسيين الذين شاركوا في عمليات إرهابية أو ينتمون إلى تنظيمات إرهابية، تقوم بترحيلهم إلى تونس وبالتالي فإن مسألة قبولهم قد تفرض على تونس فرضًا، وأوضحت أن الهجوم الإرهابي في برلين أجبر البلدان الأوروبية على ترحيل التونسيين المتواجدين بها.

وأوضحت عضو المكتب التنفيذي لحركة النهضة، قائلة "إنه قبل أن ننفعل يجب أن نفهم ما يحصل حولنا، ويجب أن نستعد لجميع الفرضيات، وأن الاستعداد الذي تقصده لعودة الإرهابيين الذين كانوا في بؤر توتر هو استعدادًا أمنيًا، فالمسألة حسب تقديرها لا يجب أن تقتصر على سماعهم وإطلاق سراحهم بل أنها ستكون مركزة على معاقبة كل من يثبت أنه شارك في أي عمل إرهابي مع توفير الرعاية النفسية والاجتماعية، لهم حتى نخلصهم شحنة العنف والإرهاب، وحتى ننقذ العائلات والأطفال الصغار الذي ولدوا في أماكن التوتر، أو الذي وجدوا أنفسهم في عائلات لها نزعة إرهابية ولها علاقة بتنظيمات من هذا النوع، وأنه يجب التشاور مع كل من يسهر على أمن تونس من خبراء أمنيين  وسياسيين من مختلف التوجهات والانتماءات والاستماع للخبراء منهم ممن درس هذه الظاهرة، كما يجب أيضا الاستفادة من تجارب الدول التي سبقتنا في هذه الظاهرة وأهمها الجارة الجزائر". وتساءلت كيف لا نسأل الجزائر كيف تصرفت ازاء عودة الإرهابيين في التسعينات، وكيف لا نستمع للجزائريين ولا نلتقي بهم ونسالهم ما فعلوا ؟.

وأكدت محرزية العبيدي أنها تتفهم خوف التونسيين من عودة الذين قاتلوا في الخارج، وتعتبر أنه من حقهم أن يخافوا وأن يرفضوا عودة هؤلاء، مبينة أن التجربة أثبتت أن 99 في المائة من المجتمع التونسي طارد للإرهاب، وأنه لا يمكن المراهنة على أن يكون التونسيون حاضنين للإرهابيين مهما حصل، فالإرهاب ضرب المدن التونسيين وضرب الأمن والجيش والأطفال والشيوخ ونال من عدد كبير من الشرفاء والأبرياء، ولهذا لا مجال للتسامح مع الإرهابيين. وقالت أن سلامة التونسيين الذين يدافعون على الوطن والذين يرفضون المساومة عليه بالنسبة إليهم أهم بكثير من أي طرف آخر. 

وأشارت العبيدي إلى أن ما أثبتته بعض الدراسات والخبراء المتتبعين لتنقلات المجموعات الإرهابية، هو أن الإرهابيين بعد خسارتهم في كل من سورية والعراق وليبيا أيضًا سيبحثون عن بؤرة توتر أخرى، باعتبار أن التجربة أثبتت أنهم ينتقلون في كل مرة إلى بؤر التوتر، ولا يعودون إلى أوطانهم الأصلية. ولهذا تعتقد أن الأهم هو الحرص على أن لا تكون تونس بؤرة توتر حتى لا يأتي إليها الإرهابيون. وأكدت أنه من المهم التفكير في كيفية بناء موقفًا صلبًا متماسكًا، ليبقى المجتمع التونسي طاردًا للإرهاب. وقالت إنه لا بد أن نتعامل مع الجميع بالقانون، ولابد أن لا نترك ثغرات يتسرب منها العنف. واعتبرت أن الجميع مسؤولون عما ستؤول إليه الأوضاع من أعلام ومؤسسات أمنية وأحزاب ومنظمات وغيرها، فالمشكلة لا تحل بنعم أو لا بل بكيف.

وعن موقف حركة النهضة التونسية مما يقال في هذا الموضوع وخاصة من الاتهامات التي وجهت إلى عدد من قياديها والمتعلقة ببحثهم عن تسريب قانون التوبة وقبول عودة الإرهابيين بسهولة مقابل تأطيرهم وإعادة إدماجهم في المجتمع. ونفت محرزية العبيدي هذا الأمر، قائلة إنه لا وجود لأي مقترح قانون اسمه قانون التوبة، وأن مسالة الإرهابيين العائدين إلى تونس، فإن حركة النهضة تناولت الموضوع بكل جدية وموضوعية وعقلانية، وتحدثت عن الاستعداد لحماية التونسيين قبل الجميع، وطالبت أن تقوم كل مؤسسة بدورها.

وبيّنت أن هناك لجنة خاصة لدراسة وتشخيص ظاهرة الإرهاب. وأضافت أنه على تونس أن لا تجعل أبناءها الموجودين في عدة بلدان أوروبية على غرار ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وغيرها، والذين يعانون من هشاشة مادية ومعنوية عرضة للاستغلال من طرف من يريدون أن يجعلوا من شباب تونس ألة للعنف والة للقتل، وشدّدت على أنه على السلطات التونسية أن تتفاعل مع البلدان التي يوجد فيها الشباب الهش والذين يشبهون كثيرًا أنيس العمري الذي ارتكب عملية برلين، وتدركهم قبل أن يتحولوا إلى إرهابيين، موضحة أن الهشاشة المعنوية هي التي تدفع الشخص إلى أن يصبح أداة لينة في أيدي صانعي الإرهاب.

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محرزية العبيدي تطالب بالاستعداد لعودة المتطرفين محرزية العبيدي تطالب بالاستعداد لعودة المتطرفين



أحدث إطلالات أروى جودة جاذبة وغنية باللمسات الأنثوية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 09:25 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:56 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج السرطان

GMT 17:07 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 09:54 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الحوت

GMT 21:12 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 05:12 2023 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

القمر في منزلك الثامن يدفعك لتحقق مكاسب وفوائد

GMT 04:25 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج السرطان الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab