" مذكرات من أوراق ثورة مغدورة" لزياد منى

يتحدث كتاب نزيه أبو نضال مذكرات من أوراق ثورة مغدورة لزياد منى عن شخصية مناضل اسمه الحركي نزيه أبو نضال من الأردن السلط. ويكشف منى عن أن الذي في الكتاب يقتصر على الأشياء الشخصية التي ترتبط بالشأن العام ولها أثر وطني واجتماعي لأن أبو نضال يعتبر كل شيء لا يرتبط بالشأن العام لا يشكل قيمة تاريخية حتى ولو دون على صفحات الكتب والجرائد. ويروي منى في كتابه تفاصيل تجربة نضالية عاشها أبو نضال في العديد من المواقع من خلال تجربته الحية التي شهدها بأم عينيه وعاشها بضميره ووجدانه محاولا أن يركز على السلبيات معتبرا أن تحقيق الإيجابيات واجب وطني يجب أن يكون وهذا أقل ما يمكن أن يفعله الإنسان. ويكشف منى الأسباب التي دفعت أبو نضال للمشاركة عام 1955 بمظاهرات واشتباكات عنيفة مع قوات ضد زيارة تمبلر الذي جاء لإدخال الأردن في حلف بغداد كما يروي قصة اندفاعه مع بعض زملائه نحو السفارة المصرية عام 1956 ليتطوع للقتال ضد العدوان الثلاثي على بور سعيد. ويبين منى أن المكتبة التي ورثها أبو نضال عن خاله بعد وفاته لعبت دورا في فتح آفاق المعرفة أمامه لما كانت تتضمنه من قصص وشعر وروايات وكتب تراث ليلجأ بعد ذلك إلى استئجار الكتب التي يرغب بالاطلاع عليها وهي غير موجودة بالمكتبة وأكثرها الكتب التي تميل إلى المغامرات موضحاً أن كتابات هوغو ومكسيك غوركي وديكنز وتشيخوف وعبد الرحمن الشرقاوي ومحمد عبد الحليم عبد الله وغيرها كان لها الدور الأهم في بداية تشكيل وعيه الوجداني. ويتحدث منى عن المسيرة النضالية لأبو نضال التي بدأت في تطوعه بعد حرب السويس والعدوان الثلاثي على مصر ليتعرف بعد ذلك في مدرسة الأحتف إلى شاب عربي اسمه عدنان الثالح كان قومياً عربياً وصار صديقه فعرض عليه الانخراط في حركة القوميين العرب فوافق وصار عضواً منظماً في الحركة وذلك عندما كان في الصف الثالث الإعدادي عام 1960 ثم بدأت المسافة تتسع بينه وبين الحركة لأنها لم توفر له فرص الكفاح المسلح كما يرغب. وفي الكتاب عرض لبعض المعارك المشرفة التي خاضها أبو نضال مثل معركة الكرامة وغيرها من المعارك كعمليات في الجولان والجليل وحيفا إضافة إلى أنه اشتغل مدرباً ومفوضاً سياسياً في معركة فتح. ويتحدث منى عن المواقع النضالية والإعلامية التي شغلها أبو نضال مبينا مواقفه من السلبيات والإيجابيات التي رآها وعاشهاخلال مسيرة الكفاح محاولة منه لنقل صورة مكثفة عن الأوضاع التي كانت سائدة في المرحلة التي عاشها متفرغاً منذ بداياته في الإعلام المقاوم عام 1970 بعمان وصولاً إلى مكتب العلاقات الخارجية في منظمة التحرير ببيروت عام 1982 ثم نائباً لمكتب منظمة التحرير الفلسطينية في برلين الشرقية. يذكر أن الكتاب من منشورات دار قدمس للنشر والتوزيع يقع في 334 من القطع الكبير.