الإنسان ومواقع التواصل الاجتماعي

الإنسان ومواقع التواصل الاجتماعي

الإنسان ومواقع التواصل الاجتماعي

 عمان اليوم -

الإنسان ومواقع التواصل الاجتماعي

بقلم : الدكتور وليد سرحان

شهدت البشرية تغيرًا كبيرًا في وسائل التواصل مع دخول عهد الإنترنت، وأصبح العالم في العقدين الماضيين متشابكًا، وأصبح هناك منصات كثيرة يمكن للإنسان العادي أن يتكلم أو يكتب فيها أو يعلق ويتابع ما يحدث بها، ومثل كل تطور بشري يحمل هذا التطور جوانب ايجابية وسلبية، إن إيجابيات وسائل التواصل الاجتماعي هائلة، فقد سهلت التواصل، ووسعت شبكة المعلومات، وكما أثرت على العلاقات الاجتماعية بشكل إيجابي، فإذا أردت البحث عن صديق قديم وجدته أو مكان أو معلومة بخصوص أي علاقات بين الناس فهي متاحة، ولكن في نفس الوقت ظهرت سلبيات لهذه الوسائل، فقد أصبح البعض يكتفي بالتواصل عبر هذه الطرق بدل إقامة العلاقات على أرض الواقع والتعامل مع الناس وتطوير علاقاته بهم، وأصبح للإنسان شخصية أخرى في وسائل التواصل الاجتماعي قد تختلف عن شخصيته الحقيقية. وأما التسجيل المرئي المسموع والبث الحي فقد أصبح وسيلة تعليم ومعرفة وترفيه، ولكن البعض ينجرف وراء الإثارة ونسمع عن جرائم تصور وتبث على أحد الشبكات، أو يقوم بعض الشباب والفتيات بأعمال وتصرفات مخلة بالأدب والأخلاق، وقد تنتشر بصورة كبيرة بحيث لا يمكن أن يتراجع الإنسان عنها أو يوقفها، كما ان الوصول السهل لشبكة الإنترنت أدى لاستعمالها في كل مكان عبر الهواتف الذكية، وأصبح الناس منكبين على هواتفهم بدل التعامل مع الحديث الذي يدور أو الموقف الذي هم فيه، فليس غريبًا أن ترى الناس في فرح أو ترح منهمكين باستعمال هواتفهم غير مبالين بما يجري حولهم وبالمناسبة التي جاءوا من أجلها. وفي ممارسة الطب النفسي اليومية أصبح لا يخلو حديث المراجعين من ذكر المواقع المختلفة فهذا يعتقد أن الفيسبوك ينشر أخباره، وأخر يعتقد أن هناك من يبث صورة على تويتر، وهناك من يعتقد أن أحد المشاهير يتكلم معه على اليوتيوب، هذا بالإضافة للغيرة المرضية والشكوك فعندما تكتشف الزوجة أن فلانه على الفيسبوك عند زوجها تغار وتشك وقد تصل للتوهم أن هناك علاقة خارج إطار الزواج وقد ينتهي الأمر بالطلاق. أما المشكلة الكبيرة فهي إدمان الناس على الإنترنت ومختلف محتوياتها، من مواقع إباحية إلى ألعاب فردية وجماعية إلى مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث يتخطى استعمالها يوميا لثماني ساعات وقد ينتهي إلى وصل الليل بالنهار. وتتكرر يومياً شكوى الناس من مراهقة تتعرف على العديد من الشباب وتراسلهم وعند اكتشاف ذلك تكون كارثة عائلية قد تصل للقتل دفاعًا عن الشرف، وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي مثار قلق وخلافات عائلية في المجتمع العربي المحافظ، مع الخوف الدائم من حدوث انحراف أخلاقي يصعب مراقبته. ويحتار الآباء والتربويون في كيفية التعامل مع الأطفال فهناك بعد تربوي جديد، بحاجة لأن يتطور وهو يتمثل في ماذا نعلم الطفل عن وسائل التواصل الاجتماعي ؟ومتى وكيف؟، وكثيراً ما يفاجئ الطفل من حوله بأنه يعرف أكثر منهم عن هذه الوسائل، وبالتالي فإن التربية الإلكترونية والسلوك الإلكتروني والحدود المسموح بها والخطوط الحمراء في عالم الشبكة العنكبوتية ،كلها علامات استفهام بحاجة للبحوث المعمقة والمرتبطة بعادات وأخلاق وتقاليد كل شعب، وتدريب الناس على الأساليب المناسبة للتعامل مع علاقة الطفل والمراهق مع هذا العالم.

 

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإنسان ومواقع التواصل الاجتماعي الإنسان ومواقع التواصل الاجتماعي



GMT 10:48 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

الــحــــــب

GMT 07:24 2017 الجمعة ,16 حزيران / يونيو

الثقافة النفسية

GMT 08:48 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

اضطراب شدة ما بعد الصدمة

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 19:51 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 04:59 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:18 2025 الأحد ,13 إبريل / نيسان

قيمة التداول العقاري في عُمان تتراجع 64%

GMT 23:59 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

احذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 07:08 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر بطيء الوتيرة وربما مخيب للأمل

GMT 04:06 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

تتركز الأضواء على إنجازاتك ونوعية عطائك

GMT 21:10 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

تنفرج السماء لتظهر الحلول والتسويات

GMT 20:52 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday

Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh, Beirut- Lebanon.

Beirut Beirut Lebanon