قلوب مشبوكة بحجارتها

قلوب مشبوكة بحجارتها

قلوب مشبوكة بحجارتها

 عمان اليوم -

قلوب مشبوكة بحجارتها

بقلم:د. وحيد عبدالمجيد

«بعلبك/أنا شمعة على دراجك/وردة على سياجك/أنا نقطة زيت على سراجك/بعلبك ياقصة عز عليانة/بالبال حليانة/يامعمَّرة بقلوب وغنانى/هون نحنا هون/لوين بدنا نروح/ياقلب يامشبَّك بحجارة بعلبك/عالدهر ع سنين العمر/هون نحنا هون/وضوَّ القمر مشلوح/عا أهلنا الحلوين/ع بيوت غرقانين/بالعطر بغمار الزهر/هون رح نبقى نسعد ونشقى/نزرع الشجرة/وحدَّا الغنيَّة/وللدنى نحكى حكاية إلهية/وبعلبك بهالدهر مضوية/وع اسمها السهرات مسمية».

أغنية شدت بها الفنانة الكبيرة فيروز باللهجة اللبنانية الجميلة عام 1961، وتعبر كلماتها اليوم عن مشاعر كل من يعرف تاريخ بعلبك وقيمتها فى الوقت الذى يدكها مجرمون معادون للبشرية، ويُدمِّرون تراثًا إنسانيًا ثريًا فيها تحت نظر وسمع العالم كله، وفى ظل صمت منظمة اليونسكو الدولية التى تابعت مرات من قبل أعمال الترميم التى أُجريت فيها، وأبدت اهتمامًا بالغًا بها. وبرغم أن المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك حذر من المساس بالتراث الثقافى فى بعلبك، بقيت اليونسكو نفسها صامتةَ مع من يتفرجون على جرائم الإبادة اليومية.

تتعرض قلعة بعلبك ذات التاريخ العريق إلى خطر داهم. القصف يحيط بها، والقذائف تنهمر قريبًا منها. قلعة يقل مثلها فى العالم، إذ تُعد من أكثر الآثار الرومانية أهمية وجمالاً. عاشت لأكثر من خمسة قرون وباتت الآن مهدَّدة. أصاب القصف فعلاً قسمًا من ثكنة جورو التى تتبعها، ودُمر جزء من الجدار الذى يفصلها عن شارع مجاور. احتل المدينة غزاة كُثُر بعد الرومان، ولم يُلحق أى منهم أذى بها، من الإغريق إلى الفرنسيين. ولكن الغزاة الصهاينة ليسوا كمثل غيرهم. هم متفردون فى بشاعة إجرامهم. ولا يضاهيهم فى هذا الإجرام إلا شركاؤهم الأمريكيون. وليست القلعة التاريخية وحدها المهدَّدة فى بعلبك. فقد رُصد أن أوامر إخلاء أصدرها الجيش الصهيونى شملت مناطق توجد بها آثار رومانية أخرى. والحال أنه لم يعد من عجائب الزمان أن ينتفض العالم ضد تدمير تمثال أثرى لبوذا لأنه حدث فى بلد غير غربى، فيما يصمت أو يتواطأ على دك مدينة هى نفسها قطعةً حية من التاريخ، وجزء عظيم من التراث الثقافى الإنسانى.

فهل تكفى لحمايتها القلوب التى غنت فيروز قائلةً إنها «مُشبَّكة بحجارتها؟

 

omantoday

GMT 14:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 14:28 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 14:27 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 14:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 14:25 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 14:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 14:22 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 14:21 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قلوب مشبوكة بحجارتها قلوب مشبوكة بحجارتها



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 20:41 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 17:31 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

يولد بعض الجدل مع أحد الزملاء أو أحد المقربين

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 06:18 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أحدث سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab